(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
رئيس هيئة الثقافة: أهالي المحرق.. كلمة السر في نجاح المهرجان
انبهار خليجي بالفعاليات الممتدة على مدار شهر ديسمبر
تغطية: أمل الحامد
تصوير: رضا جميل
أكد الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار تعاون جميع الجهات الرسمية والأهلية لإنجاح تطوير مدينة المحرق التاريخية منذ توجيهات صاحب الجلالة المعظم بتطوير مدينة المحرق وتهيئة مبانيها، مشيرا إلى استمرار العمل على العناصر الإضافية في مسار اللؤلؤ القابلة للتطوير.
وقال إن توجيهات صاحب الجلالة الملك المعظم بتطوير مدينة المحرق وتهيئتها بالبنية التحتية، تشمل ترميم البيوت التاريخية وتوفير الخدمات اللازمة للمدينة لخدمة الأهالي أو الزوار، لافتا إلى أن العمل جارٍ على تطوير الشوارع ومواقف السيارات، كما أن وزارة الإسكان والتخطيط العمراني لديها مشاريع طموحة في بناء الوحدات السكنية في المدينة القديمة.
وتابع قائلا: إن الجهود الحكومية متكاملة منذ التكليف الملكي نرى أن جميع الجهات الرسمية والأهلية متعاونة لإنجاح هذا المشروع الطموح والكل يعمل بشغف لإنجاحه وهذا ما أدى إلى النجاحات التي نراها في المحرق اليوم.
جاء ذلك خلال تصريحه على هامش جولة في مهرجان ليالي المحرق في نسخته الثالثة نظمتها هيئة الثقافة والآثار للإعلاميين مساء الثلاثاء انطلاقاً من متحف البحرين وصولا إلى قلعة بوماهر وموقع مسار اللؤلؤ.
وتطرق الشيخ خليفة بن أحمد إلى أن مسار اللؤلؤ ومنذ إدراجه على قائمة التراث العالمي لليونسكو تم استكمال البيوت التاريخية التي تضم عروضا متحفية تتعلق بسردية تاريخ اللؤلؤ في العام الماضي، وكشف عن أن النسخة الحالية لمهرجان ليالي المحرق أتاحت للجمهور الفرصة للتفاعل مع جميع البيوت بشكل مباشر باعتبارها عنصرا أساسيا للمسار الممتد على مسافة 3.5 كيلومترات وهناك مجال واسع لتطويره والاستفادة كذلك من المساحات والمباني على هذا المسار للتفعيل الأنسب والأمثل.
وأكد أن مهرجان ليالي المحرق أصبح محطة مهمة في الرزنامة الثقافية التي تقدمها هيئة البحرين للثقافة والآثار على مدار العام، هذا المهرجان الذي يحتفي بالمدينة التاريخيّة العريقة بما تقدمه من تراث معماري مميز، علاوة على الروح الاجتماعية التي انفردت بها مدينة المحرق وما نشهده في هذا المهرجان هو فعلا احتفاء بهذه العناصر الثقافية المهمة وتفاعل الجمهور الذي شهدناه خلال الأسابيع الماضية منذ انطلاق المهرجان، يؤكد تعطش الجمهور لهذا التراث الثقافي الغني الذي تزخر به مملكة البحرين، ونرى الإقبال متنوعا ومتزايدا، وهذا يؤكد أن المهرجان حقق ما يصبو إليه من خلال استقطاب المواطنين والزوار والسياح إلى المدينة التاريخية.
وبشأن تركيز مسار اللؤلؤ على أهل المحرق، أوضح رئيس هيئة الثقافة أن العلاقة المجتمعية في المحرق تم تطويرها من خلال شراكاتنا مع الأهالي، مؤكداً أن هذه الصورة لم تكن لتظهر من دون تكاتف الجميع من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية في هذه المدن.
وقال إن أهالي المحرق يرحبون بالزوار بأسلوب يعكس الروح البحرينية التي نعتز بها، وهذه الروح المضيافة المرحبة المبتسمة نراها متجلية خلال المهرجان وهذا ما أعطى المهرجان ميزة استثنائية لأنه ليس فقط احتفاءً بالحرف والفنون والتقاليد إنما هو احتفاء بالناس وترحيبهم بالضيف.
وبخصوص امتداد فترة إقامة النسخ القادمة من مهرجان ليالي المحرق، أوضح رئيس الهيئة أن المهرجان بدأ المهرجان بفترة محدودة والعام الماضي أقيم مدة 15 يوماً وبينما هذا العام امتد فترة أطول بلغت 25 يوماً، وفي كل نسخة يتم الاستفادة من التجربة وأخذ ملاحظات الجمهور واهتماماتهم، مؤكداً أن الأصداء إيجابية خلال هذه النسخة وهناك اندفاع ليس فقط من خلال فريق العمل ولكن من كل أهالي المشاريع في البحرين والشباب والمبدعين للإسهام في المهرجان، مشيراً إلى تسلم طلبات من الشباب والمشغلين قبل انتهاء هذه النسخة للمشاركة في النسخ القادمة، وهذا هو دليل إيجابي على ما تمكن المهرجان من استحداثه من أرضية صلبة لاستعراض ابداعات البحريني والحرف والعناصر التقليدية التي نعتز بها.
وتحدث الشيخ خليفة بن أحمد عن أن هذه النسخة من المهرجان تمتاز باتساع أكبر على مستوى النشاطات الثقافية المتعددة في منطقة السوق والفرجان المختلفة على مسار اللؤلؤ، كما أتاحت هذه النسخة إمكانية لعدد أكبر من المشاركين سواء من الفنانين والحرفيين، وامتازت كذلك بتنوع ما هو معروض، مشيراً إلى وجود موسيقى الفنون الشعبية اشتهرت فيها البحرين مثل العرضة والصول والفنون البحرية وكذلك الفنون المعاصرة من الشباب بمعالجة الفنون الشعبية المختلفة، والفنون النسائية، وهذا التنوع استطاع أن يستقطب فئات عمرية مختلفة وفئات من خلفيات مختلفة، مشيراً إلى زيارة المهرجان من البحرينيين والسياح الأجانب والخليجيين، نظراً الى ان المهرجان يقدم أنواعا مختلفة ومتنوعة عن البحرين المعاصرة والتقليدية، مؤكداً أن نجاح المهرجان بسبب فريق العمل الذي قام بانتقاء دقيق للمشاركين والبرامج والأنشطة التي تمت دراستها بعناية.
وعن تكامل الأنشطة بين دول مجلس التعاون الخليجي، أكد رئيس هيئة الثقافة أن دول مجلس التعاون أصبحت وجهة سياحية وهذا التكامل الذي نراه من خلال الاتفاقيات العديدة والبرامج المشتركة مكنت منطقة الخليج ودول الخليج بأن تكون وجهة متكاملة فهناك تجارب فريدة ومتنوعة في كل بلد من دول المجلس، هذا التكامل يشكل تجربة فريدة للزائر الأجنبي للتعرف على الثقافات التي نمتاز بها، فنجتمع في عناصر كثيرة لكن هناك خصوصية في كل مدينة وكل دولة نعول عليها لتكون عنصر جذب مهم لتكمل هذه التجربة المتكاملة للثقافة الخليجية العربية.
إشادة إعلامية خليجية
وعلى هامش الجولة، استطلعت «أخبار الخليج» آراء بعض الإعلاميين الخليجيين المشاركين في الجولة، قال سالم السبيعي المدير الإقليمي لجريدة الرياض السعودية سعدت بالجولة التي كانت رائعة، حيث وجدت أن الذي كنت أسمعه أقل من الموجود، مضيفاً «شهدت إقبالا كبيرا من جميع فئات المجتمع، ومزجا من الثقافة والفن وأمور تذكرنا بماضينا الطيب وتراث أجدادنا».
وأعرب عن تمنياته من أن تتاح الفرصة للجميع في دولنا الخليجية أن يزور المهرجان قبل أن يسدل الستار عنه، لأنه فعلا مهرجان يستحق الزيارة.
من جانبه، أعرب محمد الشهراني المشرف العام على المكتب الإقليمي لصحيفة عكاظ بالمنطقة الشرقية السعودية لدول الخليج، عن سعادته وسروره بما شهده في مهرجان ليالي المحرق الذي سمعنا كثيراً عن المهرجان في بداياته وردة فعل الجمهور الصاخبة طيلة الأيام الماضية منذ ما يقارب 20 يوما.
وأشار إلى أن المهرجان يأتي في شهر ديسمبر الشهر المليء بالمهرجانات في مملكة البحرين ولكن هذا المهرجان طغى بشكل كبير في مسألة الحضور الجماهيري وتعدد الزوار من كل أطياف المجتمع، بالإضافة إلى ذلك امتداد المهرجان وظهور مقاطع كثيرة في بعض الدول الخليجية للإشادة بهذا المهرجان، بكل تأكيد أضفى جمالا على المهرجان ما شهدناه من تجديد للتراث وأيضاً فيما يخص عبق الماضي الممتد والحرف اليدوية الموجودة فيه، فهناك عدد من الحرف سواء في صناعة السفن أو صناعة السيوف والخناجر وكذلك الاعتزاز بما هو ماضي تليد لمملكة البحرين، وكذلك ما شهدناه في المهرجان فيما يخص الأكلات الشهيرة في مملكة البحرين وما تتميز به سواء من الحلوى البحرينية أو الاطباق المقدمة في المهرجان.
وأضاف أن المهرجان يجمع بين التاريخ القديم والحديث المعاصر بين الأجيال والقرون فيما يمتد الى أكثر من 100 عام، وقد شهدنا نقلة نوعية للمهرجان والذي يتوافد إليه العديد من دول الخليج وجميع الدول العربية والجاليات الآسيوية.
يذكر أن فعاليات مهرجان ليالي المحرّق في نسخته الثالثة، انطلقت في تاريخ 5 ديسمبر وتستمر إلى يوم الاثنين 30 ديسمبر الجاري، طوال أيام الأسبوع من 5 إلى 10 مساء وفي أيام نهاية الأسبوع يمتد إلى منتصف الليل.
كلمات دالة
MENAFN25122024000055011008ID1109030268