(
MENAFN) يشاهد فوزي ريان، مثل العديد من سكان قراوة بني حسن قرب مدينة سلفيت في شمال الضفة الغربية، تسارع توسع المستوطنات على أراضيهم، خصوصاً حول مستوطنة كريات نتيفيم, يواصل المستوطنون بناء منشآت جديدة وكثيفة، بينما يُحرم الفلسطينيون مثل ريان من أبسط حقوقهم في توسيع منازلهم أو استصلاح أراضيهم وزراعتها, هذه الصراع على ملكية الأرض مستمر منذ عقود, وأمر عسكري وقع عليه آفي بالوت، قائد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، يفتح الطريق لمرحلة جديدة من البناء الاستيطاني, يسمح الأمر لأول مرة بتجديد العمران في المستوطنات من خلال البناء "الكثيف"، مما يعني زيادة في عدد الوحدات الاستيطانية ضمن مساحة صغيرة, وهذا يتناقض مع البناء السابق الذي كان يتوسع على مساحات كبيرة وبعدد أقل من المستوطنين, وعلى الرغم من أن الأمر جديد من حيث السماح بـ "المستوطنات المكثفة"، إلا أن هذه الممارسات كانت قد بدأت بالفعل في مستوطنات مثل نتافيم وغيرها من مستوطنات الضفة الغربية.
كما يشاهد فوزي ريان، البالغ من العمر 53 عاماً، بإحباط توسيع مستوطنات مثل نتافيم إلى الأراضي التي كانت مملوكة تاريخياً لقرية قريته, الأرض المعروفة باسم "طيارات" والأراضي المجاورة مثل "أبو زوير" و"خلة أبو حديد" هي جميعها في طريق البناء المستمر، مما يترك ريان وعائلته المكونة من 50 شخصاً غير قادرين على الوصول إلى أراضيهم أو إعادة بناءها رغم امتلاكهم قرارات قضائية تثبت ملكيتهم لها, المستوطنون، الذين كانوا قد بدأوا ببناء منازل فردية باهظة الثمن، انتقلوا منذ ذلك الحين إلى بناء مباني متعددة الوحدات في المستوطنة, وفقاً لإبراهيم عسي، رئيس بلدية قراوة بني حسن، تم بناء نحو ستة مبانٍ من هذا النوع منذ عام 2019، رغم عدم وجود أي تصاريح قانونية من المحاكم, ويرى عسي أن هذا التوسع هو من أخطر العمليات الاستيطانية، حيث لا يقتصر الأمر على مصادرة الأرض، بل يؤدي أيضاً إلى زيادة في عدد المستوطنين، مما قد يتطلب في النهاية المزيد من الأراضي الفلسطينية لاستيعاب الكثافة السكانية المتزايدة للمستوطنين, البناء الاستيطاني الكثيف يوفر للمستوطنين تكاليف عالية للبناء المستقل، ويجعلهم أقرب إلى بعضهم البعض، مما يعزز سيطرتهم على المنطقة ويعزل المجتمعات الفلسطينية.
ويعد التوسع في مستوطنات مثل نتافيم أمرًا مقلقًا بشكل خاص لأنه يهدد بربط المستوطنة مع المستوطنات المجاورة، بما في ذلك مستوطنة باركان، مما ينشئ "حزام مستوطنات" يحيط ويعزل 40,000 فلسطيني يعيشون في القرى غرب سلفيت, قرية قراوة بني حسن، التي تمتلك 9,500 دونم من الأرض، محاصرة بشدة من قبل الاحتلال, تم بالفعل الاستيلاء على حوالي 200 دونم من أراضيها من قبل مستوطنة نتافيم، بينما تستمر المستوطنات الأخرى في محاصرة القرية، حيث ترفض السلطات الإسرائيلية الموافقة على أي توسيع لخطة تنظيم القرية, ووفقاً لصحيفة إسرائيل هيوم، من المتوقع أن يتم إطلاق مشاريع تطوير حضري جديدة قريبًا في الضفة الغربية، تركز على البناء الكثيف "المشبع" في المستوطنات, تهدف هذه المشاريع إلى زيادة عدد الوحدات السكنية لكل دونم، مما يؤدي إلى تسريع التوسع الاستيطاني وزيادة عدد المستوطنين في هذه المناطق المتنازع عليها.
MENAFN26122024000045015687ID1109032008
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.