Friday, 30 August 2024 01:24 GMT



عقوق الوالدين من كبائر الذنوب

(MENAFN- Al-Anbaa) قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما - الإسراء: 23).
(ولا تنهرهما) أي ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح، والفرق بين النهي عن التأفف والنهي عن الانتهار ان الاول للمنع من اظهار الضجر بالقليل أو الكثير، وأن الثاني للمنع من إظهار المخالفة في القول بالرد او التكذيب فالتأفف هو الكلام الرديء الخفي، والنهر هو الزجر والغلظة، وإليكم هذه القصة ذكرها احد الاخوة الكرام تبين مدى قساوة بعض الأبناء وعقوقهم:
عن أنس رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور». رواه البخاري.
إن العقوق هلاك قبل الموت وعذاب في الدنيا قبل الآخرة وبلاء عظيم لا يقاومه الصبر.
والعاق لوالديه يعجل الله له عقوبته في الدنيا وذلك جزاء عقوقه لوالديه، والجزاء من جنس العمل.
ذكر العلماء ان رجلا كان له والد كبير فتأفف من خدمته ومن القيام بأمره فأخذه وخرج به الى الصحراء ليذبحه، فلما وصل الى صخرة انزله هناك.
فقال الوالد: يا بني ماذا تريد ان تفعل بي؟
قال الولد: اريد ان اذبحك.
فقال الوالد: إن أبيت إلا ذبحي فاذبحني عند الصخرة التالية فأنا كنت قبلك عاقا لوالدي وذبحته عند تلك الصخرة ولك يا بني مثلها.
فليحذر ولينتبه من غفلته المضيع لأهم الحقوق العاق لوالديه الناسي لما يجب عليه الغافل عما بين يديه، بر الوالدين والإحسان إليهما دين عليك وأنت يا مسكين تسيء إليهما وتعاملهما بالقسوة والغلظة تطلب الجنة بزعمك وهي تحت قدم امك حملتك في بطنها تسعة اشهر عانت وكابدت عند الوضع ثم ارضعتك من ثديها لبنا، وسهرت ليالي طوالا لأجلك وغسلت بيمينها عنك الاذى وآثرتك على نفسها، وجعلت حجرها مهدا فإن اصابك المرض اطالت الحزن، ولو خيرت بين حياتك وموتها طلبت حياتك، وأنت تعاملها بسوء الخلق وهي تدعو لك بالتوفيق سرا وعلانية فلما كبرت وضعفت وصارت بحاجة الى رعايتك جعلتها اهون الاشياء عليك فشبعت وهي جائعة ورويت وهي عطشانة ونمت وهي ساهرة وفضلت عليها اهلك وولدك، قابلت احسانها بالإساءة ومللت من وجودها فهجرتها وما لها سواك فالويل لك من العلي العظيم الذي نهاك عن التأفف سيحل عليك عقاب العزيز الحكيم بعقوق البنين في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.
عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق». رواه الحاكم.

MENAFN29082024000130011022ID1108617000


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.