Sunday, 18 August 2024 01:18 GMT



الغاضبون أكثر ميلا إلى تقديم الفوائد للآخرين

(MENAFN- Al Watan) تشير دراسة أجراها علماء النفس بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إلى أن التنفيس عن الغضب ليس مجرد إطلاق العنان للعواطف، بل قد يكون سلاحنا السري في فن المناورة الاجتماعية الدقيق. والواقع أن هذا التكتيك يجعلك أكثر شعبية في دائرتك الاجتماعية، والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن الدراسة وجدت أن التنفيس عن الغضب لم يجعل المستمعين يفضلون الشخص الذي ينفس عن الغضب فحسب، بل جعل الغاضبون أيضًا أكثر ميلًا إلى تقديم فوائد ملموسة.
نشأت هذه الفكرة من سلسلة من التجارب التي أجرتها الدكتورة جيمي كريمس، الأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وزملاؤها. وتتحدى دراستهم، التي نُشرت في مجلة ((التطور والسلوك البشري))، الافتراضات القديمة حول سبب تنفيسنا عن غضبنا، وتكشف المزايا الاجتماعية الخفية التي يمكن أن يوفرها ذلك.
لماذا ننفس
الجواب، وفقًا لهذا البحث الجديد، يكمن في الطرق الخفية التي يمكن بها للتنفيس عن الغضب أن يتلاعب بالديناميكيات الاجتماعية لمصلحتنا. فمن خلال الشكوى من صديق إلى آخر قد نحاول دون وعي أن نجعل أنفسنا نبدو أفضل بالمقارنة، وأن نعزز علاقتنا بالمستمع.
ولاختبار هذه النظرية، أجرى الفريق تجارب عدة، شملت أكثر من 1700 مشارك. وفي كل سيناريو، قرأ المشاركون مقاطع قصيرة، حيث اشتكى أحد الأصدقاء (المشارك) من صديق مشترك آخر (الهدف) لصديق ثالث (المستمع)، ثم قاس الباحثون مدى تأثير ذلك على مشاعر المستمع تجاه كل من المشارك والهدف.
مفاهيم فرويدية
توضح الدكتورة كريمس في بيان: ((على مدى عقود من الزمن كانت الحكمة السائدة بشأن التنفيس متجذرة في المفاهيم الفرويدية للتطهير.. فكرة أننا بحاجة إلى التخلص من الإحباطات المكبوتة، لتجنب الانفجار المجازي. ومنذ خمسينيات القرن العشرين، عرفنا أن تفسير فرويد للتنفيس عن الغضب خاطئ. قد يكون التنفيس عن الغضب أمرًا جيدًا، لكن التنفيس عن الغضب لا يقلل من الغضب بشكل موثوق، بل إنه في بعض الأحيان يُزيد من حدته)).
نتائج الدراسة
كانت النتائج مذهلة. ففي العديد من التجارب، كان التنفيس عن الغضب سببا ثابتا في أن يحب المستمعون الشخص الذي ينفث غضبهم أكثر من الشخص المستهدف. وقد ظل هذا التأثير صحيحا حتى عندما كان الشخص الذي ينفث غضبه وشخص آخر ينتقد الشخص المستهدف بشكل أكثر صراحة (المنتقص)، ويشتركان في الشكاوى نفسها. ومن اللافت للنظر أن الأشخاص الذين ينفسون غضبهم كانوا يُنظَر إليهم بالقدر نفسه من الإيجابية مثل أولئك الذين شاركوا معلومات محايدة أو تحدثوا عن مشاكلهم الخاصة غير المرتبطة بالشخص المستهدف.
كما وُجد أن التنفيس عن الغضب جعلهم أيضًا أكثر ميلًا إلى تقديم فوائد ملموسة.
إستراتيجية اجتماعية فعّالة
تشير هذه النتائج إلى أن التنفيس عن الغضب قد يكون إستراتيجية اجتماعية فعّالة بشكل فريد. فعلى عكس أشكال النقد أو النميمة الأكثر صراحة، يسمح التنفيس عن الغضب لنا بإيصال معلومات سلبية عن الآخرين مع الحفاظ على هالة من البراءة، ونحصل على فوائد جعل شخص آخر يبدو سيئًا دون أن نعاني العقوبات الاجتماعية التي غالبًا ما تأتي مع النظر إلينا على أننا حقيرون أو عدوانيون. كما بيّنت الدكتور كريمس: ((لقد قمنا باختبار وجهة نظر تحالفية جديدة للتنفيس، حيث إنه في ظل معايير معينة يمكن للتنفيس أن يجعل الأشخاص الذين نتنفس عن غضبنا أمامهم يدعموننا على حساب الأشخاص الذين نتنفس عن غضبنا بشأنهم)).
نتائج عكسية
يؤكد الباحثون أن التنفيس عن الغضب ليس بالأمر السهل، حيث من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية إذا رأى المستمع أن المتنفس يحمل نيات عدوانية أو يتنافس مع الهدف. ويبدو أن مفتاح التنفيس الفعّال يكمن في البراءة المدركة والتوازن الدقيق بين التعبير عن الإحباط دون الظهور بمظهر الخبثاء. وأشار الباحثون إلى أن ((هذا البحث يحثنا على التفكير بشكل أكثر انتقادا في سلوكياتنا الاجتماعية والقواعد غير المعلنة التي تحكم تفاعلاتنا. وعلى الرغم من أن
- التنفيس عن الغضب قد يبدو غير مؤذٍ في ظاهره، فإنه يلعب دورا أكثر أهمية في تشكيل شبكاتنا الاجتماعية مما ندرك)). تفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة لفهم السلوك الاجتماعي البشري.
- يمكننا أن نبدأ في كشف الإستراتيجيات المعقدة التي نستخدمها للتنقل في عوالمنا الاجتماعية.
- من خلال القيام بذلك، قد نكتسب رؤى أعمق حول طبيعة الصداقة، والمنافسة، والتركيب المعقد للعلاقات الإنسانية. ؟

MENAFN17082024000089011017ID1108571559


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار