Sunday, 18 August 2024 01:19 GMT



مفاوضات الدوحة.. ظروف أكثر حساسية وضغوط على مواقف الأطراف والوسطاء

(MENAFN- Alghad Newspaper) زايد الدخيل عمان - بينما تتواصل جولة جديدة من مفاوضات لعقد صفقة توقف الحرب العدوانية للاحتلال الصهيوني على قطاع غزة في العاصمة القطرية الدوحة، وتبادل الإفراج عن أسرى منه، ومعتقلين فلسطينيين لديه، والاتفاق على وقف الحرب، أكد مراقبون، أن هذه الجولة تختلف عن سابقاتها، لأنها تجري وسط ظروف وسياقات شديدة الحساسية، لذا فإن عملية التفاوض ستشكل ضغوطا على مواقف الأطراف والوسطاء المشاركين في عقد الصفقة على حد سواء، للخلوص إلى نتيجة، قد توقف الحرب أو تعلقها حتى إشعار آخر، ما ينذر بتصعيد كبير في المنطقة.
وتأتي هذه المفاوضات؛ بعد نحو أسبوعين من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وفي ظل تصعيد عسكري للاحتلال على القطاع، طال مستشفيات ومدارس ومراكز إيواء لاجئين، وارتكاب مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، أبرزها مجزرة "مدرسة التابعين"، التي استشهد فيها نحو 100 فلسطيني في منطقة حي الدرج بغزة، وعشرات الجرحى والمصابين.
كما أنها تأتي في وقت، ما يزال فيه الاحتلال في حالة استنفار قصوى، تحسبا لرد عسكري انتقامي من إيران وحلفائها في العراق وسورية واليمن ولبنان، ردا على اغتيال هنية في طهران، والقيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية من بيروت، وسبقهما قصف ميناء الحديدة في اليمن.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات، إن مفاوضات الصفقة، تختلف هذه المرة بما يحيطها من ظروف، بخاصة ما يتعلق باحتمالية وقوع رد من إيران وحزب الله وجماعة أنصار الله، على الكيان بعد عملية اغتيال هنية، وهو ما يخشاه الراعي الأميركي والدول الغربية من توسع نطاق الصراع في المنطقة.
وأضاف شنيكات "لكن المفاوضات الحالية بشأن صفقة تبادل الأسرى، وإنهاء الحرب، هي استمرار لمفاوضات سابقة. وحتى القضايا العالقة، بقيت كما هي، تتمحور حول محور نتساريم وبقاء جيش الاحتلال فيه وكذلك محور فيلادلفيا ومعبر رفح، والذي يصر الكيان على البقاء فيه، بالإضافة إلى ما يطرحه رئيس وزراء الكيان المتطرف بنيامين نتنياهو، وهو احتمالية استئناف الحرب إذا ما فشلت الجولة الثانية في مرحله تبادل الأسرى، أي العودة للقتال، كذلك تفتيش الفلسطينيين الذاهبين باتجاه شمال قطاع غزة، في حين تطالب حماس بانسحاب الكيان من كل قطاع غزة، وإدخال المساعدات وتبادل الأسرى، وضمانات بخصوص إعادة الإعمار".
واستكمل "أن المفاوضات ما تزال تراوح مكانها، ويبدو ذلك واضحا من الهوة الواسعة في تصريحات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، ويعني ذلك، أن المفاوضات تسير في طريق الجمود برغم حجم التصريحات الأميركية المتفائلة بنتائجها، والحديث عن تقدم على طاولتها، وكما أشرنا فإن تصريحات الكيان والمقاومة الفلسطينية، تشير إلى فجوة كبيرة بين الطرفين.
النائب الأسبق د. هايل الودعان الدعجة، قال إن من يتابع الموقف الرافض لكل من حركة حماس والكيان لاتفاق وقف إطلاق النار الذي يتحدث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن بلغة تفاؤلية، وفقا لما رشح من أخبار وتسريبات عن الطرفين في مفاوضات الدوحة في نهاية الأسبوع الماضي، يستغرب هذه اللغة التفاؤلية التي سادت أحاديثه عن نتائج هذه المفاوضات غير المعلنة حتى اللحظة، برغم الخلافات اللافتة والجوهرية بين حماس والكيان على نقاط أساسية كمحوري فيلادلفيا ونتساريم.
وأضاف الدعجة، "أن حماس ترفض الاتفاق الحالي لعدم التزامه بالاتفاق السابق الذي طرحه بايدن الشهر الماضي ووافقت عليه، وقد تضمن وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل من القطاع، وهو الاتفاق الذي طرح بمبادرة من حكومة الكيان، والذي تطالب حماس بوضع خطة أو آلية لتنفيذه، متهمة الإدارة الأميركية بفرض إملاءات عليها، وتبني شروط الكيان، ممثلة بالبقاء في محور فيلادلفيا والسيطرة على محور نتساريم، وتدخلها في تحديد أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم ، وإبعاد بعضهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحكم بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم في شمال قطاع غزة، بينما الكيان الذي يرفض الاتفاق أيضا، لعدم تطرقه إلى محوري فيلادلفيا ونتساريم، مستمر بوضع شروط جديدة، ويدرك أن حماس لن ترضى بها".
واستكمل الدعجة، "إن الولايات المتحدة التي تسعى لإشاعة أجواء تفاؤلية حول اتفاق الدوحة، تستهدف على ما يبدو كسب الوقت لتبريد الجبهات في المنطقة، ولتأخير أو منع توجيه ضربة إيرانية انتقامية للكيان على خلفية اغتيال هنية وشكر، وبالتالي منع التصعيد وكبح جماح زيادة التوترات وإشعال فتيل الصراع الإقليمي، بالإضافة فإن الإدارة الأميركية تحاول إيقاف الحرب على غزة، قبل الانتخابات الرئاسية، لأن ذلك قد يؤثر سلبيا في فرص فوز مترشحة الرئاسة كاميلا هاريس".
وأضاف "مع إدرك حماس للعبة الكيان الإسرائيلي ورفضه الجاد لموضوع التفاوض الذي يتعامل معه كوسيلة لشراء الوقت لمواصلة عملياته العسكرية في غزة، محاولا إيصالها إلى النقطة التعجيزية التي ستجعلها ترفض أي اتفاق، فعلى ما يبدو أنها تنبهت لذلك وأخذته باعتبارها، فبدت أكثر مرونة واستجابة في تعاطيها مع المباحثات، لتقلب الأمور رأسا على عقب على هذا الكيان المسخ وتفويتها الفرصة عليه، ومحاولته تحميلها مسؤولية إفشال هذه المباحثات أمام المجتمع الدولي.
وأتم: أن ذلك كله ترافق مع انحياز بايدن إلى موقف الكيان وتبنيه، حتى عندما وافقت حماس على الاتفاق الذي طرحه وفقا لمبادرة حكومة الكيان، وكذلك المقترح المصري الذي وضع الإدارة الأميركية بصورته ووافقت عليه، ما يعكس حالة عجز وحرج سببها نتنياهو لبايدن في أكثر من مناسبة تفاوضية، مستغلا أجواء الانتخابات الرئاسية الأميركية الضاغطة على مواقف بايدن وقراراته، وإظهاره عاجزا عن إحداث أي تأثير في موقف الاحتلال، وبلغ به الأمر أن يوجه الاتهامات إلى حماس بعرقلة المباحثات بدلا من الكيان الذي يتحمل مسؤولية ذلك، ومطالبته الوسطاء القطريين والمصريين بالضغط على حماس، لإبداء مرونة أكثر في المباحثات، برغم موافقتها على ما قدم لها سابقا من اتفاقات.
وقال الدعجة، ربما يحاول نتنياهو أيضا استغلال الأزمة مع إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة، وتهديدها بتوجيه ضربة عسكرية انتقامية ضد الكيان، ما دفع الولايات المتحدة إلى تكثيف وجودها العسكري في المنطقة، وجرها إلى دخول حرب مع إيران، ما يعني توسيع نطاق التصعيد في المنطقة، تماهيا مع ما يسعى إليه الكيان من إشعال لحرب إقليمية للتغطية على فشله وفشل حكومته وجيشه واستخباراته في السابع من أكتوبر الماضي، وعجزه عن تحقيق أهدافه في حربه على غزة، ممثلة بالقضاء على حماس وقدراتها العسكرية، وتحرير أسرى الكيان بالوسائل العسكرية.
عميد كلية الأمير حسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية د. حسن المومني، قال "إن مفاوضات عقد صفقة بين الكيان والفلسطينيين حاليا تختلف عن غيرها"، مؤكدا أن بين المفاوضات لصفقة وقف الحرب في روما والمفاوضات في الدوحة، جرت تطورات أوصلت الأوضاع في المنطقة إلى حافة الهاوية.
وأوضح المومني، أن الكيان صعد من عملياته ضد المقاومة الفلسطينية في غزة، إلى مرحلة دفعت بوضع أطراف التفاوض أمام معضلة، وقد جاء التصعيد باغتيال هنية في إيران، ما أحرج أطراف التفاوض، ووضعهم في مواجهة موقف شائك ومعقد، بخاصة وأن إيران أو حزب الله، لهما نظرة مختلفة عن أطراف التفاوض.
وتابع المومني: إن تصعيد الاحتلال وصل إلى إنذار بحدوث حرب إقليمية، جراء تبعات اغتيال هنية في طهران وشكر في بيروت، ما يعني كارثة محدقة ستحط في المنطقة، في حال لم تصعد الأطراف المعنية بوقف الحرب في محادثات الصفقة من حراكها، للوصول إلى صفقة ترضي الجانب الفلسطيني والاحتلالي، مؤكدا أن الولايات المتحدة، تحركت عسكريا وسياسيا في مواجهة أي خطر يحيط بالكيان قبل إيران، لافتا إلى أن كل ذلك خلق ظرفا ملائما، لتأتي مفاوضات مختلفة ومبشرة في المؤشرات الأولية، وفق الرؤية الأميركية.
وأشار إلى أن قائد حماس الحالي يحيى السنوار، لم يكن بعيدا عن المفاوضات قبل اغتيال هنية، موضحا أن الخلافات الداخلية في إسرائيل ازدادت في هذه المرحلة بين نتنياهو ووزير دفاعه يواف غالانت.
وتفاديا لاندلاع حرب شاملة في المنطقة ضغطت كل من قطر ومصر والولايات المتحدة على حماس وإسرائيل للاجتماع عبر الوسطاء في الدوحة، لبحث سبل التوصل إلى صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار.

MENAFN17082024000072011014ID1108570997


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار