Sunday, 30 June 2024 06:32 GMT



ما بعد المناظرة بايدن تحول إلى ظل زعيم وترامب يحتفل بـ فوز كبير

(MENAFN- Al-Anbaa) مازالت تداعيات وارتدادات المناظرة الاستثنائية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ودونالد ترامب منافسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تتردد وستبقى على ما يبدو حتى وقت غير قليل.
وفيما أكد بايدن عزمه مواصلة السباق الرئاسي رغم أدائه السيئ في المناظرة، نال ترامب حصته من الانتقادات.
ورصدت وسائل الإعلام الأميركية الفرق بين أداء بايدن الضعيف في المناظرة والقوة التي أظهرها حينما استأنف حملته في كارولاينا الشمالية، وبدا أنه يقول الكلمات التي شاء أنصاره أن يقولها خلال المناظرة. وبنبرة لا تخلو من التحدي شدد بايدن على أن «ترامب أكبر تهديد لهذه الأمة. إنه تهديد لحريتنا. إنه تهديد لديموقراطيتنا. إنه حرفيا تهديد لكل شيء تدافع عنه أميركا». وتابع الرئيس الأميركي: «هل شاهدتم ترامب؟ أعتقد أنه حقق رقما قياسيا جديدا لأكبر عدد من الأكاذيب في مناظرة واحدة».
وإذ اعترف بايدن بأنه لم يعد «شابا، ولا أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة». وأضاف: «لم أكن لأترشح مجددا لو لم أكن مؤمنا من كل قلبي بأنني قادر على تأدية هذه المهمة».
إلا أن وسائل الإعلام الأميركية تحدثت عن «ذعر» حقيقي خلفته المناظرة في صفوف الديموقراطيين، قبل 4 أشهر من الانتخابات وقبل نحو 6 أسابيع من المؤتمر المفترض أن ينصب فيه الرئيس الأميركي مرشحا رسميا للحزب.
ولتبيان مدى سوء الوضع إثر المناظرة، تكفي المقالة اللاذعة لتوماس فريدمان الذي يطرح نفسه «صديقا» للرئيس الأميركي، الصادرة في صحيفة نيويورك تايمز، والتي كتب فيها أن بايدن «رجل طيب، رئيس جيد، لكنه ليس في وضع يسمح له بالترشح لولاية ثانية»، كاشفا أنه «بكى» لدى رؤيته الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما والذي بدا منهكا في بعض الأحيان، ومتلعثما خلال مناظرة استمرت 90 دقيقة أمام كاميرات شبكة سي إن إن الإخبارية.
أما الرئيس الديموقراطي الأسبق باراك أوباما فكتب على منصة إكس «يمكن أن تحدث مناظرات سيئة»، لكن الانتخابات «لا تزال خيارا بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته وشخص لا يهتم إلا بنفسه. بين شخص يقول الحقيقة ويعرف الصواب من الخطأ.. وشخص يكذب من أجل مصلحته الخاصة».
وعاد ترامب أيضا إلى الحملة الانتخابية، وخاطب تجمعا حاشدا في فيرجينيا، حيث شن هجماته المألوفة على بايدن. وقال: «الأمر لا يتعلق بعمره، بل بكفاءته». وأضاف: «السؤال الذي يجب على كل ناخب طرحه على نفسه اليوم، هو إذا كان بإمكان أميركا البقاء أربع سنوات أخرى تحت حكم المحتال جو بايدن».
وتابع ترامب: «يقول كثير من الناس إنه بعد أدائه السيئ، سيترك جو بايدن السباق. لكن في الحقيقة أنا لا أصدق ذلك، لأنه يحقق في استطلاعات الرأي نتائج أفضل من أي من الديموقراطيين الآخرين الذين يتحدثون عنهم». وخاطب انصاره في فيرجينيا بالقول ان هذه الانتخابات هي بين «الضعف والقوة، بين السلام والازدهار وبين الحرب واللاحرب». ويتوقع أن يواصل ترامب مراكمة «الانتصارات حتى تتعبوا» كما وعد انصاره سابقا، اذ وبعد ساعات من المناظرة، احتفل بـ«فوز كبير» آخر، حيث قضت المحكمة العليا الأميركية بأن وزارة العدل «تجاوزت حدودها في توجيه الاتهامات إلى 6 من مرتكبي أعمال الشغب في الكابيتول في السادس من يناير» من انصاره.
من جهتها، دعت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأميركية العريقة بايدن إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض.
وكتبت الصحيفة في افتتاحية نشرت مساء الجمعة «بايدن كان رئيسا مثيرا للإعجاب. في ظل قيادته، ازدهرت الأمة وبدأت في معالجة سلسلة تحديات طويلة الأمد، وبدأت الجروح التي فتحها ترامب في الالتئام. لكن أعظم خدمة عامة يمكن أن يؤديها بايدن الآن هي أن يعلن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه».
وفي هذا المقال الافتتاحي بعنوان «لخدمة البلاد، يجب على الرئيس بايدن أن يغادر السباق» إلى البيت الأبيض، وصفت نيويورك تايمز بايدن بأنه «ظل زعيم»، بعد أن «فشل» الرئيس البالغ 81 عاما «في اختباره الخاص».
ويرى محللون أن اختيار الديموقراطيين بديلا من بايدن سينطوي على مخاطر سياسية عدة، وسيتعين على بايدن أن يقرر بنفسه الانسحاب لإفساح المجال أمام مرشح آخر قبل مؤتمر الحزب. والمرشحة الأبرز للحلول محله هي نائبته كامالا هاريس التي دافعت بإخلاص عن أدائه مع اعترافها بأن انطلاقته كانت «صعبة».
وإذا قرر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديموقراطيون في أغسطس في شيكاغو فيما يعرف بالمؤتمر «المفتوح»، حيث سيعاد خلط الأوراق ولاسيما أصوات المندوبين الذي صوتوا للرئيس. وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968 حين تعين على الحزب إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون بعد أن سحب الأخير ترشحه في خضم حرب فيتنام.
وتم ترشيح نائب الرئيس حينها هوبرت همفري الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.
ويبدو انه ليس بايدن وحده الذي يتعرض للانتقادات عقب المناظرة، فقد دان مدافعون عن حقوق الإنسان، ما قاله ترامب عن الفلسطينيين خلال المناظرة.
جاء ذلك أثناء التطرق إلى الحرب الإسرائيلية على غزة حيث، دعا ترامب إلى السماح لإسرائيل بمواصلة حربها، وقال إن بايدن لا يريد ذلك لأنه «أصبح فلسطيني، لكنهم لا يحبونه لأنه فلسطيني سيئ للغاية. إنه ضعيف». واعتبر مدير الأبحاث والمناصرة في مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، وهو مؤسسة حقوقية، في بيان أن: «استخدام الرئيس السابق ترامب لكلمة (فلسطيني) كإهانة يعد أمرا عنصريا».
بدوره، قال المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة، بول أوبراين، لـ «رويترز»: «التلميح إلى أن كونك فلسطينيا هو أمر سيئ بطريقة ما، فهذا ينضح بالعنصرية والكراهية ضد العرب».

MENAFN29062024000130011022ID1108389324


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.