(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
في الأسابيع القليلة الماضية حصلت البحرين على جائزتين ثقافيتين عالميتين مرموقتين.
الشاعر الكبير علي عبدالله خليفة حصل على جائزة التميز الإبداعي في الإنجاز الثقافي العالمي لعام 2024، من مركز دراسات التراث الشعبي بجامعة «مسينا»، إحدى كبريات الجامعات الأوروبية في الجنوب الإيطالي.
بحسب اللجنة التي منحته الجائزة فقد جاء ذلك لتميز أعمال الشاعر علي عبدالله خليفة البحثية وجهوده الموفقة لأكثر من خمسين عامًا في مجال حفظ التراث الشعبي لبلاده، ووصله بمنجز التراث الثقافي غير المادي بالعالم الثقافة الشعبية والتراث الشعبي على الأصعدة البحرينية والعربية والعالمية. كما حرصت على التنويه بجهوده الكبيرة على الصعيد العالمي في مجال الثقافة الشعبية والتراث الشعبي.
وحصلت الدكتورة ضياء عبدالله خميس الكعبي، أستاذة السرديات والنقد الأدبي الحديث المشارك بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة البحرين، على جائزة سرد الذهب العالمية 2024، التي يمنحها مركز أبوظبي للغة العربية بدولة الإمارات العربية المتحدة، في فرع السرود الشعبية عن كتابها «الحكايات الشعبية البحرينية.. ألف حكاية وحكاية» الذي يعتبر عملا كبيرا وإسهاما هائلا في الحفاظ على الهوية والمواطنة في مملكة البحرين وتعزيز قيم الانتماء الوطني.
الجائزتان تعتبران إنجازا عالميا كبيرا لثقافة البحرين واعترافا عالميا بجدارة المثقفين البحرينيين الكبار وتقديرا لإسهاماتهم.
ثقافة البحرين تستحق هذا التقدير العالمي.
ثقافة البحرين الوطنية ثقافة عريقة ترسخت معالمها عبر مئات السنين. هي ثقافة ثرية تتسم بالتعددية والتنوع واحتضان كل الثقافات والحضارات في العالم.
لهذا تجسد ثقافة البحرين أرقى القيم الإنسانية.. قيم احترام الآخر واحترام الانسان والتعايش والتسامح والتعدد.
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة دائم التنبيه إلى ضرورة الاهتمام إلى أقصى حد بالثقافة الشعبية البحرينية باعتبارها تعبيرا عن جوهر الهوية الوطنية البحرينية وإبراز القيم النبيلة التي تجسدها وتحتضنها.
وجلالة الملك ترجم هذا الاهتمام بالثقافة البحرينية وقيمها في شكل مبادرات عالمية رائدة مشهودة أطلقها جلالته للتعايش السلمي وحوار الحضارات والأديان والمبادرات الانسانية.
نقول هذا لننبه إلى الأهمية الكبيرة للجائزتين وما تمثلانه من حضور عالمي لثقافة البحرين.
هذا الإنجاز يجب الاحتفاء به الاحتفاء الذي يليق بأهميته.
من المفروض أن ندرك أن ثقافة البحرين الشعبية تمثل قوة ناعمة هائلة للبحرين.
يعني هذا أن النهوض الثقافي في البحرين وتشجيع المثقفين البحرينيين وابداعاتهم هدف يجب أن تكون له أولوية كبرى في العمل الوطني وفي الاهتمام الرسمي.
ويعني أنه يجب أن تكون هناك خطة للنهوض الثقافي ولتعزيز الحضور الثقافي البحريني في العالم دعما لقوة البحرين الناعمة.
وحضور المثقفين في المشهد العام الوطني يجب أن يكون أكبر من هذا. وعلى سبيل المثال ينصب الاهتمام في الفترة القادمة على قضية الهوية الوطنية البحرينية تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك، وسوف يعقد مؤتمر بهذا الخصوص في الفترة القادمة. قضية الثقافة الشعبية البحرينية وموقعها من الهوية وكيفية تعزيز الاهتمام العام بها كجزء أساسي من تعزيز الهوية والولاء الوطني يجب أن تكون حاضرة بقوة وبإسهامات المثقفين المهتمين المختصين في هذا المجال.
المثقفون مطالبون من جانبهم بأن يبادروا هم بتقديم تصوراتهم ورؤاهم سواء لخطة النهوض الثقافي أو في جدال الهوية الوطنية.
وعموما يسعدني شخصيا أن أبارك للشاعر الكبير علي عبدالله خليفة والدكتورة ضياء الكعبي بهذا الإنجاز العالمي المشرف.
MENAFN25012025000055011008ID1109129023