Tuesday, 30 July 2024 01:25 GMT



دريد لحام لـ الأنباء حققت حلمي عندما بدأ بث التلفزيون السوري

(MENAFN- Al-Anbaa) دمشق - هدى العبود
احتفى التلفزيون العربي السوري عبر قنواته الفضائية المتنوعة بذكرى انطلاق تحليقه عبر الفضاء في أول إرسال تلفزيوني سوري عام 1960، والذي وصفها القائمون عليه وقتها بأنها «لحظات من السحر»، والتي كان بالتزامن مع انطلاق شارة بث التلفزيون المصري في القاهرة.
وبهذه المناسبة توجهت «الأنباء» للقاء الفنان الكبير دريد لحام، مؤسس الدراما السورية مع من رحلوا من زملاء له مثل نهاد قلعي وناجي جبر وغيرهما، فقال: «عندما بدأ التلفزيون السوري البث من أعالي قاسيون اعتبره يوم مولدي لأنني حققت حلمي أنا والراحل عمر حجو ونهاد قلعي والقائمة تطول، وأتطلع اليوم للتلفزيون السوري بمزيد من النجاح والعطاء، وكل عام والتلفزيون السوري والمصري بألف خير».
مرحلة التحضير
وبعد مرور 64 عاما على الانطلاقة الأولى، نسترجع ما قاله د.صباح قباني في مذكراته التي حملت عنوان «أوراق العمر» وصدرت عام 2007، حيث تحدث عن أدق التفاصيل التي تخص مرحلة التحضير والاستعدادات للانطلاقه باسم «التلفزيون العربي».
ويعتبر كتاب «أوراق العمر» وثيقة حية وزمنية لامس د.قباني فيها عبر كلماته روح تلك المرحلة، ويقول: «خلال الأيام الـ 20 التي سبقت موعد افتتاح تلفزيون دمشق راح يتملكنا أنا وزملائي بعض التوتر الذي كان يزداد كلما اقتربت ساعة ذلك الموعد الذي حددناه بالساعة السادسة من مساء السبت 23 يوليو، وعلى الرغم من ذلك التوتر والقلق كان إيماننا عميقا بأننا سننجح في اجتياز هذه التجربة الرائدة في حياتنا وحياة بلدنا، فلقد أعددنا لكل شيء عدته، ودققنا في كل تفصيلات ما نحن مقبلون عليه، وراجعنا هذه التفصيلات مرة بعد مرة لأننا كنا نريد أن يكون ما نقدمه منذ إطلالتنا الأولى على الناس جميلا ومتقنا وراقيا». ويضيف د.قباني في أوراقه: «التحدي للإطلاق لكونه أول تلفزيون في المنطقة العربية، لذا كان لا بد أن نبتكر كل شيء من العدم، أما التحدي الثاني فهو أن الإرسال التلفزيوني في دمشق سيكون بوقت واحد مع الإرسال في القاهرة، الأمر الذي خلق لدينا الكثير من التوتر والقلق لأن القاهرة تعني تاريخا فنيا عريقا ورائدا في المسرح والإذاعة والسينما والفنون التشكيلية التي تعد كلها أعمدة مهمة يقوم عليها صرح الفن التلفزيوني، في حين أن سورية حينها لم تكن تملك من هذه الفنون إلا القليل الذي يمارسه بعض الهواة بشكل متقطع، وهكذا كان علينا أن نمارس العمل التلفزيوني مباشرة من دون أن تكون عندنا الأرضية الفنية التي توصلنا إلى المحصلة التلفزيونية التي ننشدها».
«هنا دمشق»
من سفح جبل قاسيون المطل على ساحة الأمويين والحاضن للمدينة وبتمام الساعة السادسة من مساء السبت 23 يوليو عام 1960 في ظل الوحدة بين سورية ومصر أعلن المذيع سامي جانو بكلمته الشهيرة «هنا دمشق» عن ولادة التلفزيون السوري، وكانت الصوت الذي دوى في الأرجاء، بعدها قال مديره الأول د.صباح قباني في كلمة بثها التلفزيون على الهواء مباشرة، مخاطبا المشاهدين: «إن التلفزيون هذا الصديق الجديد الذي تحتفون به اليوم إنما له ما لأصدقائكم من ميزات كثيرة وهنات صغيرة، فاغفروا هذه الهنات فنحن في أول الطريق، وسنبذل خير ما عندنا لنصل إلى خير ما ترضون».
ويستذكر د.قباني أن عدد العاملين في إطلاق التلفزيون يوم افتتاحه كان 56 شخصا، من مخرجين ومذيعين ومهندسين وإداريين ومحررين وعمال وسائقين، ولخص الرؤية التي صاغت انطلاقة التلفزيون في كتابه بالقول: «الشاشة التي ستدخل إلى بيوت الناس، هي نافذة انفتحت أمامهم على العالم، عالم الثقافة والحضارة والمعرفة، لذلك كان اهتمامنا الأول بذلك القطاع الأكبر من المواطنين والمواطنات، ممن لم تتح لهم ظروفهم الاجتماعية أن يتزودوا بمختلف أنواع العلم والمعرفة، وهي ما يتعين أن يتزود بها الإنسان في هذا العصر».
على الهواء مباشرة
انطلقت الدراما التلفزيونية عبر فصول تمثيلية وسهرات مسرحية بثت على الهواء مباشرة بسبب عدم وجود وسائل المونتاج آنذاك، واعتمد التلفزيون الوليد حينها بعدها على الأعمال الدرامية القصيرة والبرامج المنوعة ويعد برنامج «الإجازة السعيدة» أحد أوائل البرامج التي بثت على شاشة التلفزيون السوري سنة 1960 وأول برنامج منوع يظهر فيه مشهد درامي كان من إخراج خلدون المالح وبطولة دريد لحام ونهاد قلعي وناجي جبر، إضافة إلى لوحات تمثيلية ضمن برنامج «سهرة دمشق»، من عناوين هذه اللوحات: «السائق» بطولة دريد لحام وتاج الدين، وترافقت مع حضور لفرقة الفنون الشعبية التي قدمت أجمل لوحات التراث الشعبي للشاشة الصغيرة، وأطلت هيام طباع في برامج الأطفال، وناديا الغزي في برنامج «البيت السعيد».
فن العرائس
بعدها انطلق فن العرائس بخبرات يوغسلافية ومواهب سورية من خلال برنامج «المسرح الصغير» وشخصية «ديبو الفهمان»، وانضم الفنان عمر حجو إلى عالم التلفزيون ليقدم فقرات التمثيل الإيمائي الضاحك، وبعد أقل من عامين كان التلفزيون السوري قد أطلق إنتاجه الدرامي عبر عدد من التمثيليات منها تمثيلية «ثمن الحرية» التي أخرجها عادل خياطة، وكانت أول عمل درامي تلفزيوني، وهي من بطولة: عبدالرحمن آل رشي، ثراء دبسي، رفيق سبيعي، طلحت حمدي، نزار شرابي، عدنان عجلوني، فاطمة الزين، وغيرهم، وتتالت البرامج والأعمال الدرامية التي امتازت بتنوعها، ولعل أهم الأعمال العالقة في الذاكرة تمثيلية «نهاية سكير» التي كتبها حكمت محسن وأخرجها نزار شرابي، ومن التمثيليات الفكاهية تمثيلية «مجلة الهموم» وكان بطلها فهد كعيكاتي «أبو فهمي»، و«فركة إدن» إخراج عادل خياطة، و«راكبو البحار» للفنان الراحل يوسف حنا، و«الأرض هي الأقوى» من إخراج جميل ولاية، واليوم تتبوأ البرامج السورية المنوعة وخاصة السينمائية والدرامية منها فضائيات العالم العربي والعالمي بعد ان تترجم.

MENAFN29072024000130011022ID1108495097


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية