Tuesday, 23 July 2024 02:29 GMT



خطاكم السوء يا سلطنة عُمان

(MENAFN- Al-Anbaa) سلطنة عُمان الشقيقة واحدة من أجمل الدول وأكثرها هدوءا واستقرارا وأمانا في الشرق الأوسط، كما أنها من أكثر الدول التي تتمتع بالحريات والوئام والعيش المشترك بين أهلها والمقيمين فيها من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان والطوائف، ولأنها لم تدخل في خصومات مع أحد وتقف على مسافة واحدة من الجميع، لذا يطلقون عليها حمامة السلام، فهي تلعب دور الوسيط في حل العديد من القضايا والنزاعات في المنطقة بفضل علاقاتها الطيبة وسياساتها الحكيمة والمتوازنة مع الجميع.
‎ولأننا تعودنا على سلطنة عُمان هادئة آمنة مطمئنة فقد صدمنا خلال الأيام الماضية بالحادث الغادر والجبان والخائن حيث طالتها يد الإرهاب الأسود باستهداف أحد مساجدها في منطقة الوادي الكبير بالقرب من مسقط، والذي أسفر عن وقوع عدد من الضحايا وإصابة عدد من الأبرياء حيث أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن وقوفه وراء هذا الهجوم، فرغم أن هذه الجماعة الإرهابية هُزمت قبل 5 سنوات، لكن لا يزال لديها ذيول وأتباع يؤمنون بأفكارها المتطرفة وينفذون مخططاتها الإجرامية، الأمر الذي يوجب علينا مواطنين وحكومات أن نكون أكثر حرصا وحيطة وحذرا تجاه هؤلاء الإرهابيين والمتطرفين الذين يعيشون في مجتمعاتهم يأكلون ويشربون معهم ثم يقتلونهم بدم بارد تماما كالحوادث الإرهابية التي نفذت في العديد من الدول العربية مثل العراق وسورية ومصر وليبيا وتونس ولبنان وغيرها، والتي قام هذا التنظيم الإرهابي بارتكاب جرائم فيها لكنها تعافت سريعا ونهضت ونجحت في تجاوز أحزانها والتغلب على الإرهاب ومقاومة هذه الأفكار المدمرة، وكذلك ستفعل سلطنة عمان الشقيقة.
‎لقد سارعت الكثير من الدول للوقوف مع سلطنة عمان في هذا المصاب الجلل وهذا الحادث الإرهابي الدخيل والطارئ على هذا البلد الهادئ والآمن، وكانت الكويت في مقدمة الدول التي أدانت بشدة هذا العمل الإجرامي والاعتداء غير المسبوق على السلطنة، وأكدت تضامنها مع كل الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها واستقراراها، مشيدة بسرعة وكفاءة التعامل مع الحادث من قبل السلطات العمانية، وهذا الموقف الداعم والمساند لسلطنة عمان تستحقه عن جدارة لأنها دائما سباقة في مد يد العون والوقوف بجانب الأشقاء والأصدقاء ولا تدخر جهدا في السراء والضراء وفي العمل الإنساني والخيري ونشر السلام بكل ربوع المنطقة والعالم.
‎والدرس المستفاد من هذا الحادث الإرهابي الذي وقع في سلطنة عمان أن التنظيمات الإرهابية لا يزال لها وجود وتملك القدرة على تنفيذ عمليات إرهابية في أي وقت وفي أي مكان، فمنطقتنا واجهت ولا تزال موجات من الإرهاب الأسود التي تتخذ أشكالا غير مسبوقة من البشاعة والإجرام وتثير الفتن والذعر والقتل والتدمير، وبالتالي فإن هذه العمليات الإرهابية التي تحدث بين الحين والآخر تتطلب منا تضافر الجهود لمكافحتها والعمل معا بشكل حثيث ومشترك لإيجاد الحلول المناسبة التي تكفل معالجة مسبباتها واقتلاعها من جذورها.
‎ولعل من أهم الطرق التي يجب علينا المضي قدما فيها لمواجهة الإرهاب: الوقاية واتخاذ تدابير تمنع نشر الأفكار المتطرفة في مجتمعاتنا وكشف أكاذيب الجماعات الإرهابية وفضحها وإتاحة الفرصة للأصوات المعتدلة الرافضة للممارسات الإرهابية، ليكون لها مكان في وسائل الإعلام وعلى المنابر، مع استمرار جهود التعريف بالوجه الحقيقي للإسلام وتعزيز قيم السلام ونشر الوعي بين الشباب، كل ذلك يكون بالتوازي مع تطبيق القوانين والتشريعات الحازمة التي تلجم الإرهابيين وتحارب تمويلهم وتنبذ خطاب التعصب والكراهية، وتعمل على تأصيل قيم التسامح والتعايش واحترام الاختلاف، كما يجب إشراك كل الفئات في بناء الدولة وتعزيز مشاركتها في مسيرة التنمية الوطنية.
حفظ الله الكويت وسلطنة عمان وجميع الدول الشقيقة والصديقة من كل مكروه.

[email protected]

MENAFN22072024000130011022ID1108468347


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار