(
MENAFN- Kuwait News Agency (KUNA))
من ناصر العجمي (تقرير اخباري)
مسقط - 29 - 1 (كونا) -- بما لها من رمزية تاريخية وأهمية اقتصادية ترقى بها إلى أن تكون كنزا طبيعيا لتعزيز الاقتصاد الوطني لسلطنة عمان وبما يميز طبيعتها من صفاء تام وتناغم كامل مع أجواء البيئة تحظى شجرة اللبان بأهمية كبيرة في السلطنة ولاسيما في محافظة ظفار المنطقة الرئيسية لإنتاج اللبان العماني.
وتنتشر أشجار هذه المادة في مختلف أرجاء ظفار ما جعلها محل اهتمام الزوار والسائحين الذين يحرصون على زيارة معالمها السياحية والتاريخية مع شراء اللبان من مختلف الأسواق التقليدية والتجارية.
وإلى جانب قيمته البيئية والجمالية يعد اللبان العماني العصب الحي في صناعات مختلفة كالعطور والمستحضرات التجميلية والأدوية والزيوت والمساحيق فضلا عن استخدامه في الحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية والدينية وصناعة البخور التي تشتهر بها السلطنة.
وهذه القيمة التي يحظى بها اللبان العماني راجعة إلى جودته ولونه النقي الصافي الخالي من الشوائب مما يفسر ارتفاع ثمنه مقارنة بغيره والذي يقل كلما تغير لونه إلى الاحمرار أو اختلط بشوائب مع تباين السعر بتباين نطاقاته الجغرافية والعوامل المناخية المميزة لكل نطاق فضلا عن خبرة ومهارة القائمين على جني هذا المحصول وفترات الحصاد.
وفي هذا السياق أكد مدير مركز أبحاث جامعة ظفار الأستاذ الدكتور لؤي رشان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء أهمية الدور المحوري الذي يلعبه اللبان العماني في الصناعات المختلفة والمجالات الطبية المتنوعة مبينا أن جامعة ظفار حققت عبر مركز أبحاثها تقدما ملحوظا في دراسة وتطوير منتجات مستخلصة من اللبان وتحمل فوائد صحية وعلاجية كبيرة.
وقال رشان إن زيت اللبان يدخل في صناعة العطور الفاخرة ويستخدم في مستحضرات التجميل بأنواعها ومنتجات العناية الشخصية بفضل خصائصه المضادة للجراثيم وتأثيره المجدد للبشرة مضيفا أن الزيت يستخدم أيضا في العلاج العطري وهو أحد أشكال الطب التكميلي إلى جانب دوره في العناية بالشعر والبشرة.
وفيما يتعلق بصمغ اللبان أشار إلى أن الدراسات العلمية أثبتت قدرته على تخفيف الالتهابات وله خاصية تساعد على تسكين الاوجاع وهناك العديد من الدراسات السريرية المعتمدة التي تؤكد ذلك وعليه فهو يعمل على تحسين التهابات المفاصل بشكل خاص ويمكن استعماله أيضا لحالات الروماتيزم والتشنجات العضلية.
وأضاف أن هناك عددا كبيرا من الدراسات التي أجريت لمعرفة تأثيره على السرطانات والقولون العصبي والتقرحي والربو بأنواعه وتقليل نوباته وأوجاع ما بعد سن ال 50 لدى النساء وتحسين الجهاز الهضمي وخفض مستويات الكولسترول الضار وتحسين تدفق الدم وصحة القلب والاوعية الدموية وكذلك صحة الجهاز العصبي ومضاد للجراثيم.
وأوضح رشان أن هذه الدراسات بحاجة أيضا الى دراسات سريرية معتمدة حسب اللوائح الدولية لذلك لا يمكن التعويل عليها مع استثناء فوائده المثبتة علميا في علاج التهابات المفاصل والروماتيزم.
ولفت إلى أن جامعة ظفار ساهمت من خلال مركز أبحاثها عبر عدد من الدراسات العلمية المهمة على كل من زيت وصمغ اللبان حيث تم إجراء دراسات حول تأثيراتهما على الالتهابات والخلايا السرطانية والجراثيم والفيروسات والجهاز العصبي وأمراض القولون وغيرها من الدراسات وتم نشر عدد من تلك الدراسات في مجلات معتمدة.
وذكر أن جامعة ظفار طورت 10 منتجات يمكن تصنيفها كمكملات غذائية (أقراص وكبسولات) ومنتجات خارجية الاستعمال مثل الكريمات والمراهم لعلاج الالتهابات والحساسية والحروق والجروح والمفاصل والروماتيزم والتقرحات مؤكدا استمرار الجامعة في تطوير أبحاثها باستخدام تقنيات متقدمة مثل "تكنولوجيا النانو" بالتعاون مع جامعات ومراكز بحثية عالمية مرموقة.
وأشار إلى أهمية هذه الجهود في تعزيز مكانة اللبان العماني كمورد طبيعي له فوائد صحية متعددة مبينا أن الجامعة ستواصل دورها الريادي في هذا المجال من خلال الأبحاث المتقدمة والشراكات العلمية المتميزة.
ومن جهته قال الكاتب والصحفي العماني فيصل العلوي ل(كونا) إن اللبان العماني يعد من أبرز المنتجات التي أدت دورا مهما في التجارة القديمة بين سلطنة عمان ومختلف دول العالم وشكل عنصرا تجاريا استراتيجيا منذ آلاف السنين حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن تجار اللبان كانوا ينقلونه عبر الطرق البرية والبحرية إلى حضارات مثل مصر الفرعونية وبلاد ما بين النهرين والإغريق والرومان.
وأوضح العلوي أن محافظة ظفار الواقعة جنوب سلطنة عمان اشتهرت كمركز رئيس لإنتاج وتصدير اللبان حيث كانت تعرف ب (أرض اللبان) وقد ذكر ذلك في السجلات التاريخية مثل النقوش الفرعونية القديمة التي وثقت استخدام هذه المادة في المعابد والمراسم الجنائزية.
وأفاد بأن اللبان كان جزءا من تجارة القوافل الشهيرة التي عبرت طريق اللبان الرابط بين جنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام حيث ساهم اللبان في تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة تجارية بارزة مستلهما قيمته من استخداماته الروحانية اذ كان يعد رمزا للنقاء والقداسة في الطقوس المختلفة لدى بعض الديانات.
وذكر أنه كذلك لم تقتصر أهمية اللبان العماني على قيمته الروحية فحسب بل امتدت لتشمل استخدامه في الطب التقليدي حيث كان يستخرج منه العديد من الأدوية لعلاج الأمراض ما زاد من رواجه وأهميته عبر العصور.
وبين أن الدور التاريخي والتجاري للبان العماني يعكس الرؤية الاقتصادية العريقة التي انتهجتها سلطنة عمان منذ القدم ما جعل من هذا المنتج نافذة للتواصل والتبادل التجاري مع الحضارات الأخرى ومصدرا مستداما للثروة والقوة الاقتصادية.
وبدوره قال تاجر اللبان معمر الكثيري في تصريح مماثل ل(كونا) إن اللبان كمنتج وطني يمثل تراثا حضاريا واقتصاديا للسلطنة مبينا أن اللبان العماني يعتبر من أجود أنواع اللبان في العالم ما يجعله مطلبا عالميا في الصناعات المختلفة لاسيما في مجال العطور ومستحضرات التجميل.
وأضاف الكثيري أن شجرة اللبان الواحدة تنتج ما بين 3 و4 كيلوغرامات سنويا وقد يصل الإنتاج في بعض الأشجار إلى 8 كيلوغرامات حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من اللبان بين 4 و50 ريالا عمانيا وقد يزيد ذلك بناء على الجودة والنقاء مؤكدا أن اللبان الحوجري النقي والصافي المائل إلى الأخضر يعد من أغلى الأنواع.
وأوضح أن اللبان العماني يستخدم بالإضافة إلى صناعات العطور والمستحضرات التجميلية والأدوية والزيوت والمساحيق في الحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية والدينية وصناعة البخور التي تشتهر بها السلطنة.
وأشار إلى زيادة الطلب على اللبان العماني بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بفضل الأبحاث العلمية التي أكدت فوائده الصحية المتعددة مبينا أن اللبان ليس مجرد منتج تقليدي بل هو كنز طبيعي يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ويمكن توظيفه في تطوير صناعات مبتكرة تعزز من القيمة المضافة للمنتج المحلي.
وأعرب عن تفاؤله بمستقبل تجارة اللبان العماني مشيدا بالجهود البحثية التي تبذلها المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة ظفار والتي تسهم في تحسين جودة المنتجات المستخلصة من هذه المادة وفتح أسواق جديدة لها.
وأكد أهمية دعم هذه الجهود من خلال تعزيز التعاون بين التجار والباحثين لتطوير منتجات تلبي احتياجات الأسواق العالمية وتعزز من مكانة السلطنة كمصدر رئيسي للبان عالي الجودة. (النهاية) ن ف ع / ط م ا
MENAFN29012025000071011013ID1109142466
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.