عمان الميزة التنافسية سياحياً وحضارياً..

في ظل المنافسة السياحية الشرسة على مستوى الإقليم والعالم، يبرز الأردن كوجهة سياحية مميزة تقدم تجربة استثنائية بتكاليف معقولة مقارنة بغيرها من الدول الأخرى .
وتُعتبر العاصمة عمان، على وجه الخصوص، من بين أكثر العواصم تنافسية من حيث الأسعار، حيث تجمع بين جودة الخدمات والتكاليف المعتدلة ما يجعل زيارتها في متناول السياح من مختلف أنحاء العالم.

تشير دراسات عالمية تُعنى بالتكاليف التنافسية للسياحة بين مدن المنطقة والعالم ، أن تكلفة الإقامة الفندقية في عمان هي أقل بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بمدن مثل دبي، وأقل بنسبة 25% مقارنة بإسطنبول، حيث يبلغ متوسط سعر الليلة في فندق من فئة الأربع نجوم بعمان حوالي 70 دولاراً، مقابل 110-140 دولاراً في مدن مشابهة.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد أسعار دخول المواقع السياحية والأثرية ونقاط الجذب السياحي مثل البتراء والبحر الميت من الأكثر تنافسية في المنطقة فعلى سبيل المثال، تقل تكلفة زيارة البتراء بنسبة 35% عن زيارة معالم شهيرة مثل البارثينون في أثينا أو الكولوسيوم في روما. كما أن التنقل داخل عمان باستخدام سيارات الأجرة أو وسائل النقل العام اقل كتكلفة بنسبة 30-40% مقارنة بمعظم العواصم الإقليمية.

ان على صناع القرار السياحي تصحيح المفاهيم الخاطئة والصور المغلوطة بهذا الشأن من حيث تسليط الضوء على حقيقة أن تصنيفات عمان كمدينة“باهظة التكاليف” تعتمد غالباً على مقارنات دخل الفرد المحلي، وليس على تكاليف السفر للسائح الأجنبي.

فعند مقارنة عمان بمدن مثل بيروت أو القاهرة، نجد أن عمان تقدم تجربة سياحية متكاملة بتكلفة أقل ودون المساس بجودة الخدمات، ما يجعلها وجهة جذابة لأولئك الذين يسعون للحصول على قيمة مميزة مقابل المال.

ان استثمار الجوائز العالمية للترويج السياحي هو بُعد آخر في النظرة العامة للقطاع السياحي فالجوائز والتصنيفات العالمية التي حصل عليها الأردن، مثل اختيار البتراء كواحدة من عجائب الدنيا السبع وتصنيف البحر الميت كأفضل الوجهات الصحية، هي أدوات قوية للترويج ويمكن ربط هذه الإنجازات بمزايا الكلفة المعقولة لتعزيز صورة الأردن كوجهة سياحية مميزة تلبي احتياجات مختلف السياح.

يأتي هنا الترويج الإعلامي ليبرز كتحدٍ آخر يواجه القطاع

ولضمان استمرارية النمو في القطاع السياحي، يجب توجيه الإعلام لتسليط الضوء على الحقائق والصور الإيجابية المتعلقة بتكاليف السياحة في الأردن. يمكن، على سبيل المثال، تقديم مقارنة شاملة توضح أن السياحة في عمان توفر 20-40% من النفقات مقارنة بعواصم أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا، مع التركيز على التجارب السياحية الفريدة التي تشمل زيارة البتراء، ووادي رم، والبحر الميت.

ان تقديم الأردن كواحدة من الوجهات ذات التكاليف التنافسية العالية يُساهم بشكل كبير في تعزيز جاذبيته السياحية. فالزائر الذي يختار عمان أو أي مدينة أردنية أخرى يتمتع بمزيج فريد من الأصالة، والتجربة الثقافية الثرية، والجودة العالية مقابل التكلفة المعتدلة.

وإذا تم العمل على ترويج الأردن بشكل جاد فإن النتيجة ليست فقط زيادة أعداد السياح، بل تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة، مع وضع الأردن في موقع متقدم على خريطة السياحة العالمية كوجهة مثالية تلبي تطلعات جميع الزوار، بغض النظر عن ميزانياتهم.

بكل المعاني وفي ظل هذه الامكانات والمزايا التنافسية ما زالت السياحة نفط الأردن الحقيقي وكنزه الذي لا ينضب لكننا مطالبون بالإدارة الحصيفة القائمة على رؤية مستقبلية حقيقية للارتقاء بهذا القطاع الحيوي .

MENAFN28012025000151011027ID1109136298