Thursday, 30 January 2025 08:24 GMT



الشونة الجنوبية.. النفايات تنتهك حرمة الموتى في مقبرة الجوفة (فيديو)

(MENAFN- Alghad Newspaper) حابس العدوان

الشونة الجنوبية- في انتهاك صارخ لحرمة الموتى والنظام البيئي، تحولت مقبرة بلدة الجوفة بلواء الشونة الجنوبية إلى مكب نفايات في ظل غياب الرقابة وعدم تحلي البعض بأدنى درجات المسؤولية والوعي.
ويتخوف الأهالي من أن تزايد هذه الظاهرة مع تعمد إلقاء بعض المواطنين والعاملين في جهات حكومية النفايات على جوانب المقبرة، الأمر الذي قد يفاقم الأوضاع البيئية في البلدة، مطالبين البلدية ووزارة الأوقاف بالعمل على معالجة هذه الظاهرة المؤرقة.
ووفق المواطن عماد أبو حسان، "فإن المقبرة باتت الوجهة المفضلة لعدد من المواطنين وحتى عاملين في جهات حكومية لإلقاء نفاياتهم كونها الأبعد عن أنظار الناس والجهات المختصة"، مضيفا، "في كل مرة نشيع فيها ميتا نرى كميات كبيرة من أكياس النفايات ومخلفات الأبنية والأثاث المتلف والمخلفات الزراعية والحيوانات النافقة التي تشكل مكرهة صحية ومظهرا غير حضاري لمكان يرقد فيه الأموات".
وقال، "اعتدنا أن نرى النفايات تتراكم في أماكن كثيرة كمداخل البلدات وجوانب الأودية ومجاري السيول، أما أن تصل الجرأة بأن يتم تحويل المقبرة إلى مكب للنفايات فهذا أمر غير مقبول أخلاقيا"، موضحا، "أن تكدس النفايات بالقرب من المنازل يشكل خطرا على السلامة والصحة العامة وانتهاكا خطيرا للسلامة البيئية".
وأكد أبو حسان، "أن عددا من السكان طالبوا الجهات المعنية بالعمل على إنشاء أسوار حول محيط المقبرة وإقامة بوابات يمكن إغلاقها للحد من هذه الظاهرة دون جدوى"، مناشدا الجهات المعنية بـ"ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة واتخاذ إجراءات رادعة وحازمة بحق المخالفين".
ويشاركه الرأي المواطن أحمد العدوان، قائلاً، "إن مشهد انتشار النفايات على جوانب المقبرة يدعو للحسرة، إذ إن هذا المكان لما له من حرمة يجب أن يزرع بالأشجار والورود بدلا من إلقاء النفايات"، مبينا، "أن إلقاء النفايات في حرم المقابر يتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، وتصبح مقصدا للكلاب الضالة التي تنبش النفايات المكدسة بحثا عن الطعام ما يسهم في انتشار النفايات في الأرجاء".
وأشار العداون، إلى "أن المقبرة تفتقر للأسوار التي من أهدافها الحفاظ على حرمة الموتى، كما أن غياب الرقابة أتاح المجال للمواطنين الذين يستغلون ستار الليل لإلقاء النفايات فيها دون أي وازع ديني أو أخلاقي يمنعهم من انتهاك حرمة الموتى، حتى إن بعضهم يعمد إلى إحراقها ما يزيد من الوضع البيئي سوءا".
من جهته، قال عضو مجلس بلدي الشونة عن منطقة الجوفة، يوسف الجبارات، "إن إلقاء النفايات على جوانب المقبرة مشكلة قديمة جديدة، ورغم الجهود التي تبذلها البلدية للحد منها، إلا أن الأوضاع تتفاقم بشكل مستمر"، مضيفا، "بالرغم من وجود حارس، إلا أن غالبية المخالفين يستغلون جنح الظلام لإلقاء النفايات غير آبهين بالشواخص التحذيرية والدعوات المستمرة بضرورة عدم طرح الأنقاض والنفايات في المنطقة".
وأوضح الجبارات، "أن وجود شارع نافذ يخترق المقبرة، أسهم في تسهيل عملية طرح مخلفات البناء وأكياس النفايات ومخلفات المواشي والأعشاب"، مضيفا، "أن الأوضاع تزداد سوءا خلال أيام رمضان والأعياد مع ازدياد عمليات ذبح المواشي، إذ يعمد غالبية المواطنين إلى إلقاء مخلفات الذبح من أحشاء وجلود في هذه المنطقة ما يؤدي إلى انتشار الحشرات الضارة كالذباب والبعوض ومرتع للكلاب الضالة والجرذان والهوام التي تقلق المجاورين".
حول ذلك، يؤكد مفتي لواء الشونة الجنوبية فضيلة الشيخ خالد البراج، "أن للقبور وأهلها حرمة عظيمة عند المسلمين، ولا يجوز إيذاء أهل القبور بأي نوع من الأذى كنبش القبور أو الجلوس عليها أو المشي فوقها، وقد جاءت أحاديث كثيرة تدل دلالة واضحة على حرمة إيذاء الميت"، لافتًا إلى "أن تحويل المقابر لمكبات للنفايات أو تركها للمواشي السائبة والحيوانات الضالة يعد امتهانا للأموات يتوجب علينا جميعا المحافظة عليها".
وشدد البراج، على "ضرورة متابعة ومحاسبة أولئك الذين يعتدون على حرمة المقابر من خلال القنوات القانونية والإدارية للحد من مثل هذه التجاوزات المخالفة للشرع والقانون".
بدروه، يقر رئيس بلدية الشونة الوسطى، أحمد علي العدوان، بوجود ظاهرة إلقاء مخلفات البناء والحيوانات النافقة في حرم مقبرة بلدة الجوفة وفي أماكن أخرى في اللواء، مؤكدا، "أن هذه الممارسات غير مقبولة شرعا وتنافي الأخلاق الإسلامية التي تنص على المحافظة على الموتى وحرمة المقابر"، موضحا، "أن بعض المواطنين ومتعهدي ورش الأبنية يستسهلون إلقاء نفاياتهم في المقابر والأودية التي تعتبر مواقع سهلة ومتاحة لطرح الأنقاض والنفايات بدلا من إلقائها في الأماكن المخصصة لذلك توفيرًا للجهد والتكلفة الناتجة عن ذلك".
وأكد العدوان، "أنه جرى توجيه الدعوات للمواطنين ومتعهدي الأبنية لمخاطبة البلدية لإزالة أية مخلفات بدلا من إلقائها بشكل عشوائي في الأودية أو المقابر، مما يشكل تحديًا أمام كوادر البلدية".
كما شدد على "ضرورة تكاتف جهود الجميع للحد من هذه ظاهرة الإلقاء العشوائي للنفايات وخاصة الاعتداء على حرمة المقابر، وأن البلدية تقوم بين الحين والآخر بتنظيف المقابر من النفايات والأنقاض، إلا أن الأوضاع تعود كما كانت في كل مرة"، داعيا في الوقت ذاته، المواطنين، إلى بذل مزيد من التعاون للمحافظة على نظافة الأماكن العامة، خصوصا المقابر.
إلى ذلك، يؤكد مدير بيئة وادي الأردن، المهندس محمد الصقور، "أن مشكلة طرح الأنقاض والنفايات مشكلة تعاني منها جميع مناطق وادي الأردن ولها آثار سلبية خطيرة على الإنسان والبيئة، فأغلب هذه النفايات تنتج عنها روائح كريهة بعد تخمرها وتصبح بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات، خصوصا الذباب والبعوض".
وأشار الصقور، إلى "أن المشكلة تكمن في قلة الوعي المجتمعي، لأن وعي المواطن بحجم الأضرار الناتجة عن هذه الظاهرة سيحد منها بشكل كبير"، لافتا إلى "أن البيئة تقوم باستمرار بعقد محاضرات توعوية بالتعاون مع المدارس والجمعيات والأندية لزيادة الوعي المجتمعي والحد من انتشار هذه الظاهرة".

MENAFN26012025000072011014ID1109130488


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.