Sunday, 26 January 2025 04:19 GMT



استعادة (ود مدني).. نقطة تحول في مسار الحرب بالسودان

(MENAFN- Kuwait News Agency (KUNA)) من محمد عبدالعزيز (تقرير إخباري)
الخرطوم - 25 - 1 (كونا) -- في أكبر انتصار استراتيجي له أعلن الجيش السوداني استعادة سيطرته على مدينة (ود مدني) عاصمة ولاية (الجزيرة) بعد أكثر من عام من خضوعها لقوات الدعم السريع.
وتكتسب المدينة أهمية استراتيجية كونها مركزا حيويا يربط خمس ولايات سودانية بالإضافة إلى مكانتها الاقتصادية كعاصمة لولاية (الجزيرة )وثاني أكبر مدن السودان من حيث السكان وقربها من الخرطوم التي تبعد عنها نحو 186 كيلومترا جنوبا.
ويرى الجيش السوداني في استعادة (ود مدني) تحولا حاسما لتعزيز سيطرته إذ يهيمن حاليا على أغلب شرق وشمال البلاد بينما تحتفظ قوات الدعم السريع بقبضتها على ست ولايات معظمها في دارفور مع استمرار التقاسم في الخرطوم وجزء من وسط السودان.
وأعلن نائب القائد العام للجيش شمس الدين كباشي في خطاب عام في (ود مدني) إغلاق باب التفاوض مع قوات الدعم السريع والتوجه نحو العاصمة بينما أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بخسارة المدينة مشيرا إلى التفوق الجوي للجيش وعزمه على استمرار القتال.
ويقول الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء المتقاعد الدكتور أمين إسماعيل مجذوب لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن انتصار الجيش في (ود مدني) نتج عن تخطيط دقيق وتبني تكتيكات جديدة لحرب المدن مع الحرص على حماية المدنيين والبنية التحتية "رغم استخدام الدعم السريع لهم كدروع بشرية".
ويرى مجذوب أن السيطرة على (ود مدني) عززت الأوضاع في شمال الخرطوم حيث يتقدم الجيش نحو مصفاة (الجيلي) ومنطقة شرق النيل وفي (الفاشر) عاصمة (شمال دارفور) لتأمين المدينة.
ويضيف "يعزز هذا التقدم سيطرة الجيش على موقع استراتيجي يربط مناطق السودان ما قد يمهد لاحقا لاستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم".
ومن جانبه يقول المحلل السياسي ماهر محمد الأمين ل(كونا) إن استعادة (ود مدني) تمثل انتصارا كبيرا يعيد التوازن العسكري والمعنوي للجيش ويفتح الباب للتفاوض مستقبلا كما يسهم في تحسين الأمن وعودة أكثر من مليون نازح لاستئناف الحياة الطبيعية.
وحذر الأمين من أن الصراع الحالي ينذر بتقسيم البلاد خاصة مع تصورات غير معلنة حول تركيز الجيش على استرداد وسط السودان والعاصمة وتأمين نهر النيل والولاية الشمالية مع تراجع الاهتمام بباقي المناطق.
لكنه أشار إلى أن هذا النهج يغفل واقع الدمار الشامل الذي طال البنية التحتية مما يجعل استئناف الحياة الطبيعية أمرا غير واقعي.
وبدوره يرى الصحفي والمحلل السياسي شوقي عبدالعظيم ل(كونا) أن استعادة الجيش السيطرة على مدينة (ود مدني) تمثل انتصارا معنويا أكثر من كونه مكسبا استراتيجيا.
ويؤكد عبدالعظيم أنه إذا تمكن الجيش من استثمار الزخم الحالي واستعادة المزيد من المدن فقد يؤدي ذلك إلى تغيير في موازين القوى.
ومع ذلك يشير عبدالعظيم إلى أن حميدتي لن يتوقف عن القتال إذ ان انتصار الجيش الحاسم يعني فقدانه لطموحاته السياسية والاقتصادية.
وتتمتع مدينة (ود مدني) بموقع استراتيجي مركزي يجعلها حلقة وصل حيوية بين ولايات السودان كافة بالإضافة إلى أنها تشكل مركزا اقتصاديا مهما لاحتضانها مشروع الجزيرة وهو أكبر مشروع زراعي في أفريقيا.
وفي بدايات الصراع أصبحت المدينة ملاذا آمنا لآلاف النازحين من مناطق القتال.
ويشير عبدالعظيم إلى أنه بعد عام من الصراع جاءت هذه الخطوة في وقت بدأ أنصار الجيش يفقدون حماستهم.
ومع ذلك لم ينعكس هذا الانتصار بشكل إيجابي على عودة المدنيين إذ لا تزال معظم مدن وقرى ولاية (الجزيرة) تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
ويعتقد عبدالعظيم أنه منذ اندلاع الحرب بات واضحا أنها لن تحسم بانتصار عسكري قاطع وأن إنهاءها لن يكون ممكنا إلا من خلال التفاوض والحلول السياسية.
ويرجح أن تستمر الحرب مع تصاعد مظاهر تأجيجها مثل استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف المنشآت وزعزعة الاستقرار.
ويشير إلى أن تاريخ الحروب في السودان أثبت أن النزاعات لا تنتهي إلا عبر اتفاقيات سياسية.
ومنذ منتصف أبريل 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص وفق تقديرات أمريكية وشردت نحو 14 مليونا داخليا وخارجيا.
كما شهد السودان تفشيا للأمراض والأوبئة وسط تحذيرات أممية من مجاعة تهدد 14 منطقة في البلاد. (النهاية)

م ع م / ط م ا


MENAFN25012025000071011013ID1109128092


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.