(
MENAFN) يجادل العديد من الخبراء بأن النزيف المستمر في الشرق الأوسط تأثر بشكل كبير بالسياسات الأمريكية، خاصة الدعم غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي, يعتقد محلل الشؤون الأمريكية موفق حرب أن الولايات المتحدة تشهد تراجعًا واضحًا في دورها القيادي العالمي، ويعتبر أن إدارة الرئيس جو بايدن تفتقر إلى أفكار جديدة ومبتكرة للتعامل مع الأزمات في الشرق الأوسط، مثل النزاع في غزة والتوترات مع إيران, وأضاف سمير التقي، الباحث في مركز الشرق الأوسط في واشنطن، أن بايدن ركز على إعادة تشكيل تحالفات الولايات المتحدة مع أوروبا وشرق آسيا، لكنه أهمل بشكل كبير الشرق الأوسط, وأشار التقي إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية فشلت في تقديم استراتيجية متكاملة لحل الأزمات الإقليمية، مؤكدًا على ضرورة وجود استراتيجيات شاملة تعيد تعريف دور الدول العربية في النظام الإقليمي.
ومن جانبه، يسلط الخبير في الشأن الإيراني محمد صالح صادقيان الضوء على زاوية أخرى من المشهد، منتقدًا تعامل بايدن مع إيران باعتباره غير حاسم, وأشار إلى أن إيران تبقى على استعداد للتفاوض مع الولايات المتحدة، لكنها لم تحصل على الضمانات اللازمة لأي اتفاق محتمل, وأكد صادقيان أن إيران قد تكون مستعدة للتفاوض مع ترامب إذا قدم شروطًا مقبولة، معتقدًا أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يلبي مصالح الطرفين لضمان استقرار المنطقة, ويُتوقع أن تشهد الإدارة القادمة لترامب تحولات جذرية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط, ففي حين فشل ترامب في محاولته الأولى للتوصل إلى اتفاق مع إيران، قد يسعى الآن لاستغلال ضعف إيران، خصوصًا في ظل وضعها الاقتصادي الصعب, يلاحظ حرب أن ولاية ترامب الأولى شهدت تغييرات هامة في المنطقة، مثل تراجع النفوذ الإيراني وتحركات تركيا، لكنه يحذر من أن ترامب قد يواجه صعوبة في تقديم حلول مبتكرة، خصوصًا مع استمرار الأزمات مثل حرب غزة.
كذلك يؤكد التقي أن إدارة ترامب ستحتاج إلى إعادة بناء علاقاتها مع الدول العربية، ربما من خلال مبادرات مثل اتفاقيات أبراهام، مع التركيز على تقليص نفوذ إيران في المنطقة, ويعتقد أن تعزيز دور العرب سيكون أمرًا حاسمًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي الذي يخدم مصالح الولايات المتحدة, وأما صادقيان فيشير إلى أن إيران قد تتجه نحو تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا في حال تزايد الضغوط الأمريكية, ويعتقد أن ترامب سيواجه تحديات كبيرة في التعامل مع إيران كجزء من التنافس الجيوسياسي الأوسع مع الصين, ويختتم المقال بالإشارة إلى أن الشرق الأوسط سيظل ساحة اختبار حاسمة لأي إدارة أمريكية, فالقضايا مثل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، والعلاقات مع إسرائيل، والصراعات المستمرة في غزة وسوريا تتطلب نهجًا استراتيجيًا متعدد الأبعاد, ويضيف حرب أن فشل إدارة بايدن في تحقيق اختراقات كبرى في المنطقة يسلط الضوء على الحاجة إلى حلول مبتكرة وتعاون أكبر مع الحلفاء لضمان التقدم المستدام.
MENAFN16012025000045015687ID1109096140
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.