العالم يتسارع نحو التكنولوجيا والابتكار

(MENAFN) مع تسارع العالم نحو التكنولوجيا والابتكار، أصبحت الدول التي تستثمر في القطاعات التكنولوجية أكثر قدرة على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتحول من النمو إلى التنمية الشاملة, وقد أدركت الأردن، تحت قيادة جعفر حسن، هذا الاتجاه مبكرًا وجعلت التكنولوجيا في قلب استراتيجيتها لتحديث الاقتصاد، بهدف تحويل الاقتصاد الأردني إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار, هذه الرؤية ليست مجرد خطة طموحة، بل ضرورة في ظل التغيرات العالمية السريعة التي تحدث في الأسواق الدولية, وتشير التوقعات العالمية إلى أن القطاعات التكنولوجية ستكون المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في العقود القادمة, وفقًا لدراسات حديثة من معهد ماكينزي العالمي، فإن 18 مجالًا تكنولوجيًا رئيسيًا، مثل الذكاء الاصطناعي، والخدمات السحابية، والأمن السيبراني، من المتوقع أن تولد إيرادات تتراوح بين 29 تريليون دولار و48 تريليون دولار بحلول عام 2040, هذه الأرقام الكبيرة تعكس حجم الفرص التي يمكن أن تستفيد منها الدول التي تستثمر في هذه القطاعات.

كما أدركت الأردن، التي تعتمد تقليديًا على قطاعات مثل السياحة والصناعة، الحاجة الملحة لتنويع مصادر الدخل والتركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية, توفر الصناعات التكنولوجية، وخاصة الذكاء الاصطناعي، والخدمات السحابية، والأمن السيبراني، فرصًا كبيرة لخلق وظائف جديدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز الصادرات, والذكاء الاصطناعي هو أحد أسرع القطاعات نموًا على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يشهد نموًا سنويًا مركبًا يتراوح بين 17-25٪ في السنوات القادمة, يعكس هذا النمو المتزايد الحاجة المتزايدة للحلول الذكية القائمة على تحليل البيانات والأتمتة عبر مختلف الصناعات, في الأردن، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحسين الكفاءة في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والزراعة.

وأما الخدمات السحابية فهي أساس التحول الرقمي، حيث توفر البنية التحتية اللازمة لتخزين البيانات وإدارتها بشكل آمن وفعّال, مع معدل نمو سنوي مركب يتراوح بين 12-17٪، أصبحت الخدمات السحابية واحدة من أكثر القطاعات جذبًا للاستثمار, يمكن للأردن استغلال بنيته التحتية القوية في مجال الاتصالات ومجتمعه التكنولوجي المتنامي ليصبح مركزًا إقليميًا لتقديم هذه الخدمات، مما يجذب الشركات الدولية التي تبحث عن مواقع استراتيجية لتوسيع عملياتها في المنطقة, وقطاع الأمن السيبراني، الذي يعد أساسًا لحماية الأصول الرقمية، من المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يتراوح بين 8-12٪، مع هوامش ربح تتراوح بين 15-20٪, مع تزايد اعتماد التكنولوجيا، أصبح من الضروري وجود حلول أمن سيبراني قوية, يمكن للأردن استغلال خبراته المحلية لتطوير حلول أمنية متقدمة، مما يعزز بنيته التحتية الرقمية ويجذب الاستثمارات الأجنبية, بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصبح الأردن مركزًا إقليميًا لتدريب متخصصي الأمن السيبراني، مما يعزز مكانته كقائد في هذا المجال, وعلى الرغم من أن خطة تحديث الاقتصاد الأردني تركز على الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية والأمن السيبراني، إلا أن الفرص تمتد إلى مجموعة واسعة من القطاعات التكنولوجية التي يمكن أن تساهم في تحويل الاقتصاد الأردني إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار, على سبيل المثال، يمكن للتجارة الإلكترونية أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الصادرات، لا سيما مع قاعدة الأردن الصناعية والتجارية القوية, من خلال تطوير منصات تجارية محلية وتحسين البنية التحتية اللوجستية، يمكن للأردن أن يصبح مركزًا إقليميًا للتجارة الإلكترونية.

MENAFN13012025000045015687ID1109082586