(
MENAFN- Alghad Newspaper)
ربى الرياحي
عمان- بتعمق وشغف ورحلة اكتشاف لا تتوقف، يخوض الطفل تيم داود البالغ من العمر 12 عاما، عوالم استثنائية في اللغة العربية، مستكشفا أسرارها وقواعدها التي تمثل مصدر قوتها وإعجازها.
لم يكن حب تيم اللغة العربية مجرد شغف عابر، فهي لغة القرآن ومفتاح الهوية؛ ليتخذ قرارا حاسما أن يكون معلما لها، يغوص في أعماق نحوها وصرفها.
تيم، الذي أصبح أصغر صانع محتوى ومعلما للغة العربية، اختار أن يسلك طريقا مختلفا، هدفه تمكين الناس من لغتهم الأم وإحياء مكانتها العريقة. من خلال منصات التواصل الاجتماعي، استطاع أن يحول حبه للغة العربية إلى محتوى هادف ومؤثر، يصل إلى جمهور واسع، لا سيما أولئك الذين يجدون صعوبة في تعلم أساسياتها.
استطاع تيم التميز في أسلوبه البسيط وقدرته على تبسيط المعلومة اللذين جعلاه محط الأنظار، مما فتح له الباب للانضمام إلى منصة "الماهر التعليمية" كأصغر معلم لغة عربية.
تعلق تيم باللغة العربية كونها من أقدم اللغات وأهمها، ويستمد حبه لها من كونها لغة القرآن الكريم وهويتنا كعرب، إضافة إلى جمال مفرداتها وعمقها. يجد تيم في استكشاف علومها متعته وسعادته. بدأ شغفه بالعربية في الصف الرابع، حيث كانت القراءة الشرارة الأولى التي كشفت له تميزها ببلاغتها وقوة ألفاظها.
قرأ تيم كثيرا واجتهد في فهم قواعد اللغة العربية والغوص في دراستها بحب وإصرار. لم يجدها صعبة كما يعتقد البعض، بل تعلم كيف ينقلها للآخرين ويفيد من يحتاج إلى فهمها. وقد كان لدعم عائلته دور كبير في نجاحه؛ إذ وفرت له أحدث الأجهزة وساعدته في التصوير، مما أسهم في صقل موهبته.
رغم صغر سنه، أظهر تيم وعيا كبيرا في استغلال وقته بكل ما ينفعه، محافظا على التوازن بين دراسته وشغفه، مما جعله طالبا متفوقا وواثقا من خطواته. كما لعب معلمه دورا بارزا في دعمه، من خلال تحفيزه ومراجعة محتواه قبل نشره، مما زاد حماسه وألهمه لتقديم محتوى مميز يسهل على الجميع، صغارا وكبارا، التعرف على جمال لغتهم بأسلوب مبسط وممتع.
يحظى تيم بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل الفيديوهات التي ينشرها بهدف الفائدة. يشير إلى أن محتواه يتنوع بين الرد على أسئلة، وطرح قواعد سريعة لأهميتها، أو تقديم شروحات مفصلة حسب الحاجة، مؤكدا حرصه على إفادة الجميع. يسعى تيم لتغيير جيل بأكمله وجذبهم للغة العربية بأسلوب يتسم بالسلاسة والوضوح، مع استخدام الألوان لجذب الأطفال وإبعادهم عن الملل.
وعن تطوير نفسه، يوضح تيم أنه يستغل الإجازات لتقوية لغته وتعلم قواعد جديدة، ولا يكتفي بمنهاجه الدراسي، بل يبحث في مستويات أعلى، مما مكنه من بناء معرفة واسعة في القواعد. ويرى أن ضعف الكتابة من أبرز المشكلات التي تواجه الناس، مرجعا السبب غالبا إلى ضعف التأسيس، وهو ما يدفعه للتركيز على تصحيح الأخطاء الشائعة. بالنسبة له، التعليم رسالة سامية يفتخر بتقديمها للجميع.
يعبر تيم عن شعوره بالفخر والسعادة عندما يرى تفاعل الناس مع محتواه وتأثيره، خاصة على الأطفال. يهدف إلى نشر حب اللغة العربية على نطاق واسع، وإزالة الخوف منها باعتبارها صعبة لدى البعض. يسعى تيم للوصول بمحتواه إلى كل بيت أردني، مؤكدا إصراره على النجاح رغم التحديات وتعليقات المحبطين. ويرى أن التعليقات، سواء كانت سلبية أو إيجابية، يمكن أن تكون دافعا للعطاء، بينما تجاهل الجارح منها هو الحل الأمثل.
يؤكد تيم أن الإبداع يولد عندما نحب ما نعمل، وأن الحب والاهتمام بما نقوم به يقودان حتما إلى النجاح. ثقته وإصراره على مساعدة الآخرين، وتقديمه إنجازات مميزة رغم صغر سنه، جعلته محط الأنظار، واستحق بجدارة الانضمام إلى منصة "الماهر التعليمية" كأصغر معلم.
منحته هذه الفرصة مساحة ليحدث فرقا حقيقيا في حياة أقرانه، من خلال شروحات يعدها بعناية ويعمل على نشرها بعد التدقيق، لتكون إضافة جديدة إلى سلسلة نجاحاته.
إيمانه بأن التعليم من أرقى الرسالات يدفعه إلى الاجتهاد لتحقيق حلمه بأن يصبح أستاذا جامعيا متخصصا في اللغة العربية وآدابها. يجد تيم في التدريس المهنة الأقرب إلى قلبه، ومن خلالها يسعى لتوعية الناس بأهمية اللغة العربية ومكانتها العظيمة، ملتزما بتقديمها بأسلوب سلس يزيل الحواجز ويجذب القلوب لها.
MENAFN12012025000072011014ID1109081441