Monday, 06 January 2025 11:37 GMT



البترا.. تراجع سياحي حاد في 2024

(MENAFN- Khaberni) خبرني - «باتت الكثير من العائلات التي تعتمد في مصدر رزقها على السياحة لا تجد قوت يومها..» هكذا تصف الحال أم مرشد السماحين والتي تقطن في بلدة أم صيحون في لواء البترا.

وتعتبر أم مرشد أن العام 2024 من أسوأ الأعوام السياحية التي مرت على البترا، نتيجة التراجع الحاد في أعداد الزوار بسبب الظروف السياسية المحيطة، وعدم وجود أي بدائل غير العمل في القطاع السياحي، داعية الجهات الحكومية المعنية إلى بذل مزيد من الجهود لدعم البترا وأهلها، بحسب الرأي.

وبحسب أم مرشد فإن التراجع السياحي تسبب بأزمة اقتصادية، حدت بالكثير من الأسر إلى العجز عن دفع فواتير المياه والكهرباء وتوفير احتياجتها الأساسية، ما يتطلب من الجهات المعنية، ضرورة مراعاة الظروف التي تعيشها المنطقة.

وسجلت المدينة الوردية ووفقاً للاحصاءات الرسمية تراجعاً كبيراً في أعداد الزوار، منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، فيما فقدت البترا ووفقاً لسلطة الإقليم، ما يزيد عن 70% من السياحة الأجنبية.

ويتفق الشاب أحمد النوافلة مع أم مرشد في أن العام 2024 يعد من أسوأ السنوات السياحية التي مرت على البترا وأهلها، وأسهم تدني السياحي بفقدان الكثير من الشباب لوظائفهم في القطاع السياحي، نتيجة عجز المنشآت عن دفع أجورهم، حيث تعاني هي الأخرى من ضعف الاشغال والحجوزات.

ويشير إلى أن كافة العاملين في الحقل السياحي من أصحاب وموظفي المنشآت السياحية والأدلاء السياحيين والعاملين في المحال التجارية والسياحية وحتى العاملين بشكل غير رسمي في القطاع، قد تراجع دخلهم وبشكل كبير، جراء تدني أعداد الزوار.

وتقدر جمعية فنادق البترا بأن أعداد الذين فقدوا وظائفهم في القطاع الفندقي وحده خلال العام 2024 قد قاربت أعدادهم على نحو ألف عامل، وغالبيتهم العظمى من أبناء لواء البترا.

ويصف المستثمر في القطاع السياحي سليمان الهنداوي الحال قائلاً: «إن البترا أكبر ضحايا الحرب على غزة بعد قطاع غزة، وأن المأساة السياحية التي تعيشها المدينة اليوم، هي الأصعب منذ بدء السياحة فيها».

ويعتبر الهنداوي أن السياحة الوافدة هي الشكل الاقتصادي الوحيد في البترا، وأن تراجعها قد أنعكس على المنطقة بكافة قطاعاتها، وأسهم بافلاس واغلاق الكثير من المنشآت السياحية والتجارية.

ويوضح الهنداوي أنه لعدم وضوح المشهد فإن لا أحد يستطيع التكهن بتوقيت عودة السياحة الوافدة إلى البترا بشكلها الطبيعي، لذلك لا أحد يستطيع إعطاء موعد لسداد الالتزامات الكبيرة المترتبة على منشآت البترا.

ويطالب الهنداوي بضرورة تأجيل كافة الالتزامات المترتبة على المنشآت السياحية والاقتصادية في البترا سواء للبنوك والجهات الاقراضية أو الجهات الحكومية ودون فوائد، إضافة إلى أهمية تقديم دعم مباشر للمتضررين من تراجع السياحة، سواء من الحكومة أو بالتنسيق مع الجهات المانحة، لأن «حجم الضرر في البترا كبير» على حد وصفه.

ويقدر رئيس جمعية فنادق البترا الساحية عبدالله الحسنات، نسبة الحجوزات الفندقية خلال 2024 بنحو 10-12% وهي من أدنى النسب في تاريخ البترا السياحي.

وقال الحسنات، إن نحو 13 فندقا سياحيا لا تزال تغلق أبوابها بشكل كامل، فيما تعمل بقية الفنادق بشكل جزئي وحسب نسبة الحجوزات المتوفرة، كما تعمل كوادرها البشرية أيضاً وبشكل جزئي، وسط تراجع كبير في الدخل.

وأضاف الحسنات، خاطبنا الجهات المعنية من أجل مراعاة الظروف التي تمر بها المنشآت السياحية فيما يخص فواتير الكهرباء والضريبة، مثمناً في ذات الوقت تأجيل الضمان الاجتماعي لاستيفاء حقوقه حتى شهر حزيران القادم.

وأكد الحسنات أن القطاع السياحي في البترا عامة قد مني بخسائر كبيرة خلال عام 2024، وذلك نتيجة تأثره وبشكل مباشر بالظروف السياسية المحيطة وأبرزها الحرب على غزة، وأنه لم يتم إيجاد حلول كافية ومناسبة لتعويض تدني أعداد السياحة الأجنبية.

وانعكس هذا التراجع السياحي على الغالبية العظمى من أهالي لواء البترا، حيث يعتمد ما يزيد عن 80% منهم على الدخل السياحي بشكل مباشر وغير مباشر، وسط آمال بأن يكون العام الجديد أفضل سياحياً على المدينة الوردية وأهلها، وأن يفرج الله خلاله كرب الأهل في قطاع غزة.

MENAFN04012025000151011027ID1109055162


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.