(
MENAFN- Palestine News
Network )
رام الله /PNN/ تمكنت بلدية بيت لقيا من تأهيل نحو 70% من شبكة المياه، مما أحدث فرقًا ملموسًا في توفير المياه، خاصة للمناطق المرتفعة. ومع ذلك، ما تزال البلدة تعاني من تحديات كبيرة، أبرزها أزمة الصرف الصحي ونقص المياه المخصصة للزراعة، والتي تؤثر على حوالي 3000
مزارع يعتمدون على هذا القطاع كمصدر رزق رئيسي.
وأكدت رئيسة بلدية بيت لقيا أريج عاصي أنه وفي ظل مديونية تصل إلى 8 ملايين "شيكل"، تعمل البلدية بجد لتطوير حلول مستدامة، لكنها تواجه عقبات عديدة، من بينها التصنيفات الجغرافية التي تحد من التنمية، إضافة إلى نقص التمويل. ورغم كل التحديات، فإن رؤية البلدية ترتكز على تعزيز الزراعة، تحسين البنية التحتية، ودعم المرأة في مواقع القيادة.
وأكدت رئيسة خلال برنامج "ساعة رمل" الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش، أن تحسين البنية التحتية كان ولا يزال من أبرز أولويات عمل البلدية. مشيرة إلى أن ما يقارب 70% من شبكة المياه في البلدة تم تأهيلها، ما أسهم في تحسين توزيع المياه، خاصة في المناطق المرتفعة التي كانت تعاني سابقًا من شح الإمدادات.
كما أوضحت أن البلدية عملت على فتح طرق جديدة وتعبيد العديد من الطرق المتهالكة لتحسين الحركة داخل البلدة، مشيرة إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة طويلة الأمد تهدف لتسهيل حياة المواطنين.
أزمة الصرف الصحي: مشكلة بيئية تحتاج إلى حلول جذرية
تحدثت رئيسة البلدية عن أزمة الصرف الصحي المستمرة، حيث تعتمد البلدة بشكل كامل على الحفر الامتصاصية التي تؤثر سلبًا على البيئة والتربة.
وأكدت أن البلدية تعمل جاهدة على التنسيق مع الجهات الحكومية والممولين لإنشاء محطة تكرير تستوعب احتياجات البلدة.
وأضافت: "رغم التحديات، نأمل أن نتمكن من تنفيذ المشروع قريبًا، لكننا نواجه عقبات تتمثل في الحاجة إلى موافقات من جانب الاحتلال إلى جانب نقص التمويل اللازم."
المياه والزراعة: حاجة مُلحة لزيادة الحصة
بيت لقيا تُعرف بأنها منطقة زراعية، وتشتهر بإنتاج الخضروات التي تصل إلى سوق رام الله. لكن البلدة تعاني من نقص حاد في المياه المخصصة للري، حيث تتراوح الحصة الحالية بين 60-70 كوبًا في الساعة، بينما تحتاج البلدة إلى 100 كوب على الأقل لتلبية احتياجات السكان والمزارعين.
وأشارت عاصي إلى أن البلدية تعمل على توسعة الخط الناقل للمياه من 8 إنش إلى 12 إنش، لتحسين تدفق المياه إلى البلدة والقرى المجاورة. كما يتم العمل على مشاريع لتطوير الزراعة المستدامة مثل إنشاء البرك الزراعية واستخدام البيوت البلاستيكية التي تستهلك كميات أقل من المياه.
الزراعة: مصدر رزق أساسي رغم المخاطر
تعد الزراعة مصدر رزق أساسي لنحو 2000 إلى 3000 مواطن في بيت لقيا. ورغم التحديات المرتبطة بالموقع القريب من الجدار، يواصل السكان زراعة أراضيهم كوسيلة لتأمين دخل مستدام.
وأكدت رئيسة البلدية أهمية دعم المزارعين قائلة: "نعمل بالتعاون مع وزارة الزراعة على مشاريع شق وتأهيل الطرق الزراعية، وتوزيع البذور وتقديم الإرشادات الفنية. لكننا بحاجة إلى مزيد من الدعم لضمان استمرارية هذا القطاع الحيوي".
الواقع المالي: ديون متراكمة وخطط للتطوير
وصفت العاصي الوضع المالي بالصعب، مشيرة إلى أن ديون المياه على المواطنين بلغت نحو 6 ملايين "شيكل"، في حين أن ديون البلدية للحكومة تصل إلى 8 ملايين "شيكل".
وتضيف: رغم ذلك، تسعى البلدية إلى جدولة الديون مع الجهات الحكومية، وتعمل على تطوير مشاريعها من خلال التمويل المحلي والمساهمات المجتمعية. وأضافت: "نعمل على تخصيص جزء من مواردنا لسداد الديون، وفي نفس الوقت نحاول تنفيذ مشاريع تنموية تخدم السكان"
التحديات السياسية: الاحتلال يعيق التنمية
تطرقت رئيسة البلدية إلى التحديات التي تواجهها البلدة بسبب التصنيفات الجغرافية التي تضع معظم أراضيها في منطقة "C" الخاضعة لسيطرة الاحتلال.
وأشارت إلى أن هذه التصنيفات تعرقل استخراج تصاريح حفر الآبار أو تنفيذ مشاريع تنموية حيوية.
وقالت: "بيت لقيا تقع فوق خزان مائي كبير، لكن الاحتلال يمنعنا من استخراج تصاريح لحفر الآبار، مما يزيد من معاناتنا في توفير المياه للمواطنين والمزارعين".
رؤية مستقبلية: دعم المرأة وتعزيز التنمية
كونها امرأة تقود البلدية، تحدثت رئيسة بيت لقيا عن التحديات التي واجهتها في بداية توليها المنصب، لكنها أكدت أن العمل الجاد والمشاريع الملموسة ساعدتها في كسب ثقة المجتمع.
وأشارت إلى أهمية تمكين النساء قائلة: "المرأة قادرة على قيادة التغيير إذا تم توفير الأدوات اللازمة لها. أؤمن بنفسي وبقدرتي على الإنجاز، وهذا ما يجعلني قادرة على كسب ثقة الناس وتحقيق النجاح".
رسالتها للمستقبل
اختتمت رئيسة البلدية حديثها بالقول: "بيت لقيا تحتاج إلى دعم أكبر من الجهات الحكومية والدولية. لدينا إمكانيات كبيرة، لكننا بحاجة إلى الاستفادة منها لتحسين جودة الحياة في البلدة، ودعم الزراعة، وتطوير البنية التحتية. سنواصل العمل لتحقيق هذه الأهداف مهما كانت التحديات."
MENAFN06012025000205011050ID1109060692