(
MENAFN- Alghad Newspaper)
عواصم - يتساءل محللون عن التأثير طويل الأمد لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية على نفوذ وقوة حزب الله؟ وهل أثرت تلك الاغتيالات على كفاءة الحزب وهو يخوض معركة شرسة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي؟
وتوضح كل من "سارة إي. باركنسون"، الأستاذة المشاركة للعلوم السياسية والدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز، و"جوناه شولهوفر-فول"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة لايدن والأستاذ الزائر في مركز أبحاث "تحولات العنف السياسي" بجامعة غوته فرانكفورت ومعهد فرانكفورت لأبحاث السلام؛ أن تلك السياسة من المرجح أن تزيد من نفوذ حزب الله على المدى الطويل، مستشهدين بتاريخ لبنان القريب حين أدى الاحتلال الإسرائيلي للبلاد إلى ظهور وتقوية المنظمات المناهضة لإسرائيل وفي مقدمتها حزب الله نفسه.
وخلال مسيرة حزب الله، كانت قوة الحزب وشراسته تتزايد مع استهداف الاحتلال لقياداته، تماما كما حدث بعد اغتيال الأمين العام الأسبق عباس الموسوي حين بدأ الحزب باستهداف مصالح الإحتلال حول العالم لأول مرة.
وبعيدا عن لبنان، يجادل المحللون بأن سياسة القتل المستهدف نادر ما نجحت في تحقيق أهدافها بإضعاف المنظمات المسلحة وتقويضها، في المقابل فإنها تورط مرتكبيها، وفي مقدمتهم كيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، في انتهاكات واضحة للقانون الدولي وقوانين الصراعات المسلحة.
وقتل جيش الإحتلال مئات المسلحين وآلاف المدنيين، من بينهم ما لا يقل عن 20 قائدا عسكريا ومسؤولا رفيع المستوى في الحزب اللبناني، بما في ذلك خليفة نصر الله المتوقع، هاشم صفي الدين.
ووفقا لمنطق نتنياهو والعديد من المسؤولين في الكيان، فإن هذه الاغتيالات تساعد على تدمير حزب الله إلى الأبد، لكن الواقع هو أنها من غير المرجح أن تحقق هدفها، فحزب الله هو جماعة راسخة عمرها 40 عاما تتمتع بقاعدة اجتماعية كبيرة، وهو أيضا حزب سياسي ممثل في البرلمان والحكومة في لبنان ويحظى بدعم كبير من إيران؛ ما يمكّنه من التكيف والصمود.
لذلك، يقول المحللون لربما ينجح الاحتلال في إضعاف الحزب مؤقتا، لكنه من المرجح أن يعيد توحيد صفوفه، والأهم أن القادة الجدد سوف يسعون للانتقام من إسرائيل من أجل إثبات جدارتهم، وإظهار أن الحزب ما يزال فاعلا مهما وقادرا على التأثير.
وحتى لو نجحت حملة الاغتيالات في إضعاف حزب الله بصورة دائمة، فمن المحتمل أن تظهر مجموعة أخرى لملء الفراغ، وسرعان ما ظهرت مجموعات جديدة لتحل محلها. ويرجع هذا إلى كون تلك الاغتيالات تكتيكا وليست حلا سياسيا؛ ما يعني أنها لا تكاد تفعل شيئا لحل القضايا الأساسية التي تحرك الصراع.-(وكالات)
MENAFN16112024000072011014ID1108893146
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.