Monday, 04 November 2024 07:59 GMT



تمكين المحافظات.. وتجسير فجوة التنمية

(MENAFN- Alghad Newspaper)
د. إبراهيم بدران






في إطار زياراته الميدانية ركز الدكتور جعفر حسان رئيس الوزراء خلال لقائة المحافظين في وزارة الداخلية على موضوع التنمية في المحافظات، وأكد أن مسألة التنمية في المحافظة ينبغي أن تكون في مقدمة مسؤولية المحافظ ومجلس المحافظة. وهذه إشارة في مكانها نظراً لأن معظم محافظات المملكة تعاني من بطء التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية، مما انعكس بشكل سلبي على متوسط الدخل في المحافظات، كما انعكس على معدلات البطالة فيها حيث تتعدى البطالة في أكثر من محافظة حاجز الـ25 % وتتعدى 55 % بين الإناث، ناهيك عن هجرة الشباب وخريجي الجامعات من محافظاتهم وقراهم إلى المحافظات الثلاث: العاصمة عمان والزرقاء وإربد. هذا على الرغم من أن لكل محافظة من محافظات المملكة ميزاتها العامة والنسبية التي تؤهلها لكي ترتفع فيها معدلات التنمية الشاملة بوتيرة أسرع بكثير مما هو الوضع الحالي. وهنا نؤكد على الشعار الذي حمله“اليوم العالمي للموئل لهذا العام: احذروا الفجوة (بين المناطق) ولا تتركوا أحدا في الخلف”.
وبالنسبة للمحافظ ومجلس المحافظة فقد تركز الاهتمام على مدى السنوات الماضية على الجانب الإداري بالدرجة الأولى، في الوقت الذي يجري إغفال الجانب التنموي كواحد من مسؤولياتهم الرئيسة. وتركز اعتماد المحافظات على برامج التنمية الضئيلة التي يتم إقرارها في العاصمة في إطار شامل لمحافظات المملكة. وقد يكون ضرورياً اعتبار ملاحظات رئيس الوزراء حول الدور التنموي للمحافظة بداية لمرحلة جديدة في إدارة شؤون المحافظات تقوم أساسا على قاعدة راسخة وهي أن تنمية المحافظة بمدنها وقراها وبواديها هي مسؤولية محلية بالدرجة الأولى يضطلع بها المحافظ ومجلس المحافظة والمساعدون، بالتعاون والتشارك مع المؤسسات والقطاعت الأخرى وفي مقدمتها البلديات، والهدف أن يكون لدينا مدن ومجتمعات مستدامة. ويكون الجانب الإداري- وهو مهم جدا بطبيعة الحال- جزءا من المسؤولية وليس كاملها ولا عنوانها الرئيسي.
وهنا لا بد من الإشارة إلى عدد من النقاط في هذا الشأن. أولاً: ضرورة وضع برنامج وطني لتمكين المحافظات، يكون عابرا للحكومات، بهدف تطوير البيئة الإدارية والقانونية والمالية التي تسمح للمحافظات السير في برامج التنمية بكفاءة وعلى أسس علمية وإدارية صحيحة بما في ذلك تفويض الصلاحيات وتحويل المحافظة إلى منطقة متكاملة إداريا واقتصاديا وثقافيا.
ثانيا: لدينا في كل محافظة جامعة أو أكثر، وهذا يفسح المجال للإفادة من الكوادر الأكاديمية والمراكز البحثية في الجامعات ليكونوا مستشارين للمحافظة يقيمون الدراسات ويقومون بها أو يشرفون على أدائها.
ثالثاً: أن كل محافظة بحاجة إلى دراسات تفصيلية حول الميزات النسبية والميزات العامة للمحافظة لاستخدامها في رسم خريطة طريق للمشاريع التنموية القائمة على الإنتاج الاقتصادي والثقافي.
رابعاً: أن الشركات الكبيرة في كل محافظة يمكن أن تكون قاطرة للتنمية من حيث بناء مشاريع تكميلية أو توسعية أو صناعات قبلية وبعدية تتوطن في المحافظة وبالتالي لا يقتصر الأمر على الشركة الكبيرة بمفردها.
خامساً: ان الصناعات اليدوية والمنزلية والفنون الشعبية في كل محافظة يمكن تطويرها وتحديثها ومن ثم الارتقاء بمستواها الصناعي والفني ويتم تسويقها من خلال شركة متخصصة في المحافظة تنشأ لهذه الغاية.
سادساً: ان جميع المحافظات الأردنية تضم مواقع أثرية وتاريخية كثيرة سواء كانت معروفة أو بحاجة إلى مزيد من العمل. وهذه يمكن تطويرها في إطار سياحي صناعي حديث لتصبح منطقة جذب للسياح الأردنيين والأجانب على حد سواء.
سابعاً: ان اختلافات الطبيعة والطقس في كل محافظة عن المحافظات الأخرى يمكن استثمارها لغايات سياحية أو إنتاجية لمحاصيل زراعية معينة.
ثامناً: ان هجرة الكفاءات والمهارات من المحافظات إلى العاصمة أو الزرقاء أو إربد من شأنه إذا استمر دون معالجة أن يضعف من إمكانات المحافظات الأخرى، الأمر الذي يستدعي أن يرسم مجلس المحافظة وبدعم من الإدارة المركزية البرامج اللازمة للمحافظة على الثروة البشرية من خلال المشاريع الجديدة التي يتوجب العمل على إقامتها.
تاسعاً: أن تمويل الكثير من المشاريع المتوسطة والصغيرة يمكن أن يتحقق من خلال التوسع في إنشاء الجمعيات التعاونية المتخصصة والشركات المساهمة العامة حتى لو كانت صغيرة في البداية.
عاشراً: من الضروري منح المستثمرين امتيازات ضريبية وتعرفات خاصة مخفضة للطاقة. كذلك الطلب إلى الشركات الوطنية الكبرى والبنوك المساهمة في إنشاء مشاريع إنتاجية وأخرى ثقافية واجتماعية في المحافظات كجزء من المسؤولية المجتمعية لتلك المؤسسات.
الحادي عشر: ان تطوير وتحسين قطاع النقل يلعب دوراً كبيراً في جدوى المشاريع وفي تعجيل عمليات التنمية. وان خط سكة حديد من العقبة إلى الرمثا لترتبط به المحافظات يمكن أن يحدث ثورة تنموية جيدة ويدفع المستثمرين للاستثمار في المحافظات دون القلق على مشكلة النقل.
وأخيراً فإن المحافظ ومجلس المحافظة في إطار تمكين المحافظات هم المسؤولون عن التنمية وعليهم أن يعطوا التسهيلات للمستثمرين ولأصحاب المشاريع من المواطنين والأجانب مستفيدين من خبرات الطواقم الأكاديمية في محافظاتهم، وبذلك يمكن أن تتسارع التنمية وتجسر الفجوة ليقع التغير إلى الأمام.

MENAFN02112024000072011014ID1108844819


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار