(
MENAFN- Amman Net) بعد مرور نحو خمس سنوات على ثبات قيمة الحد الأدنى للأجور عند 260 دينارا، يطالب الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن بزيادة هذا الحد إلى 300 دينار على الأقل بداية العام المقبل، باعتبار أن الظروف الاقتصادية والمعيشية الراهنة لم تعد تحتمل التأجيل وأصبح ذلك حقا للعمال، الذين يتأثرون
بشكل أساسي بارتفاع تكاليف المعيشة.
وتصاعدت المطالب مع زيادة
معدلات التضخم، وتراجع الأوضاع الاقتصادية، مما دفع الكثيرين إلى التأكيد على ضرورة رفع الحد الأدنى للأجور لتحسين ظروف العمال المعيشية والاقتصادية وسط التحديات الاقتصادية الصعبة.
ومن جهته يشدد المرصد العمالي الأردني على أهمية رفع مستويات الأجور في القطاعين الخاص أو العام بما يتناسب مع المستوى المعيشي في الأردن، مشيرا المرصد في بيانه إلى أن هناك احتمالات لمواصلة الارتفاع في معدلات التضخم خلال الفترة المقبلة نتيجة العديد من التحديات الاقتصادية.
وتستند هذه المطالب الى المادة 52 من قانون العمل رقم (8) لسنة 1996، حيث أقر الحد الأدنى للأجور في عام 2000 بمبلغ 80 دينار،
ومن ثم تم رفعه بشكل تدريجي ليصل في عام 2020 الى 260 دينارا.
وعقد أول اجتماع بين وزارة العمل واللجنة الثلاثية يوم الأحد لمناقشة الية رفع الحد الأدنى للأجور ، وذلك بهدف الوصول إلى توافق بين أصحاب العمل العمال لرفع الحد الأدنى.
كان وزير العمل خالد البكار، في صرح سابقا ، أن قرار رفع الحد الأدنى للأجور يتخذ بشراكة من أطراف الإنتاج الثلاثة "ممثلي العمال، ممثلي أصحاب العمل والحكومة"، مؤكدا أن قرارات الوزارة ستكون حريصة على تحقيق التوازن بين أصحاب العمل والعمال والحفاظ على الحقوق العمالية، مؤكدا
أن الوزارة ملتزمة بقرار رفع الحد الأدنى للأجور ولا تراجع عنه ويطبق مطلع العام 2025.
وارتفع الحد الأدنى للأجور في الأردن منذ العام 2010 بالقيمة الاسمية من 150 دينارًا شهريا (143.0 دينارًا بالقيمة الحقيقية)، وإلى 260 دينارا (253.1 دينارًا بالقيمة الحقيقية) في عام 2021، وبذلك يكون الحد الأدنى للأجور الحقيقي قد ارتفع بنسبة 26% في عام 2012، و11% في عام 2017، و17% في عام 2021.
وأثارت قرارات الحكومة في كانون الثاني من العام الماضي جدلا واسعا، حيث تراجعت عن تنفيذ رفع الحد الأدنى للأجور الذي تم التوصل إليه باتفاق اللجنة الثلاثية، وقررت الإبقاء على الحد عند 260 دينارا بدلا من 271 دينارا.
نتائج أول إجتماع
رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن خالد الفناطسة، يوضح نتائج الاجتماع التشاوري حول رفع الحد الأدنى للأجور، وقد استعرض وزير العمل، رئيس اللجنة ثلاث دراسات اجرتها الوزارة بالتعاون من البنك المركزي الأردني، ومؤسسة الضمان الاجتماعي، ومنتدى الاستراتيجات الأردني.
ويؤكد الفناطسة أن
أعضاء اللجنة
من أصحاب العمل والعمال سيقومون بمراجعة هذه الدراسات للوصول إلى قرار منصف وناضج يرضي جميع الأطراف، حيث كانت الجلسة إيجابية بين الحكومة وأصحاب العمل والعمال،
وتم الاتفاق على أن يعقد اجتماع ثان خلال أسبوعين لمناقشة تأثيرات الدراسات وإيجابياتها وسلبياتها للوصول إلى قرار عادل.
وبين الفناطسة أن الاتحاد العام لنقابات العمال يطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار، بزيادة قدرها 40 دينارا، بحيث يكون الرفع مجزيا بعد ثبات الحد الأدنى عند 260 دينارا لمدة تقارب الخمس سنوات.
ويأتي هذا المطلب رغم توجه اللجنة للاعتماد على نسبة التضخم للسنوات 2020-2024، والتي تشير إلى زيادة تقارب 20 دينارا، إلا أن الاتحاد يرى أن هذه الزيادة غير كافية، ولا تعكس الظروف الاقتصادية، وتآكل القدرة الشرائية، وارتفاع الأسعار، وصعوبة المعيشة التي يواجهها العمال في الأردن، بحسب الفناطسة.
ويشير إلى أنه في حال عدم توصل اللجنة إلى توافق بشأن رفع الحد الأدنى إلى 300 دينار، فإن الحكومة هي صاحبة القرار النهائي، حيث ستقوم اللجنة بتقديم توصياتها للحكومة، والتي بدورها ستتخذ القرار بما يخدم مصلحة عمال الوطن، مضيفا
أن المادة 52 من قانون العمل تربط قرار رفع الحد الأدنى للأجور بتكاليف المعيشة، وتنص على أن اللجنة الثلاثية تتولى تحديد الحد الأدنى للأجور مع مراعاة مؤشرات تكاليف المعيشة الصادرة عن الجهات الرسمية المختصة.
أهمية رفع الأجور
في حال رفع الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار، سنكون بذلك قد وفرنا مستوى أساسيا من العيش الكريم للعامل الأردني، مما يسهم في إحلال العمالة المحلية مكان العمالة الوافدة تدريجيا، وهو أحد أهداف الاتحاد في خلق فرص عمل لأبناء الوطن، كما أن
رفع الحد الأدنى للأجور يصب أيضا في مصلحة صاحب العمل، إذ أن تحسين ظروف العامل يزيد من إنتاجيته وعطائه، وفقا للفناطسة.
ويشير إلى أن عملية الإحلال التدريجي للعمالة المحلية ستتيح فرصا للعاطلين عن العمل، في ظل وجود أكثر من مليون عامل وافد، يقابله ما بين 500 و600 ألف عاطل عن العمل أردني، ولتحقيق ذلك، ينبغي وضع خطة استراتيجية بالشراكة مع الحكومة والقطاع الخاص، تهدف إلى إحلال العمالة المحلية دون التأثير سلباً على أي قطاع من القطاعات الخدمية أو الزراعية أو الصناعية.
كما يؤكد أنه بتحسين الدخل وضمان التأمين الاجتماعي والصحي للعامل الأردني، سيقبل العامل بالعمل في مهن كان يعزف عنها سابقاً. أما عندما تكون الأجور متدنية، ولا تتوفر وسائل نقل أو ضمان اجتماعي وتأمين صحي، فإن العامل الأردني يفضل عدم العمل حين تضيع معظم أجره في تكاليف المواصلات.
بالنظر إلى التحديات المتزايدة، ارتفاع معدلات البطالة وتآكل الرواتب، نظرا لتقديرات العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الحد الأدنى للأجور يجب أن يكون 60% من متوسط الدخل العام، وبحسب متوسط الدخل في الأردن، البالغ 570 دينارا، فإن الحد الأدنى ينبغي أن يصل إلى 340 دينارا.
ويستند ذلك إلى تقديرات منتدى الاستراتيجيات الأردني بشأن الزيادة المحتملة للحد الأدنى للأجور في عام 2025، والتي قد تتراوح بين 288 و300 دينار شهريا، شاملة معدلات التضخم ونمو الإنتاجية، وبنسبة زيادة تتراوح بين 10.8% و15.4%، وذلك لحماية الأجور من التآكل وتعزيز إنتاجية العاملين وتحفيزهم.
MENAFN04112024000209011053ID1108848570