Monday, 28 October 2024 11:17 GMT



رئيسة الصليب الأحمر: احترام القانون الإنساني ((ضرورة ملحة جدا))

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

جنيف‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬إزاء‭ ‬تزايد‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬نددت‭ ‬رئيسة‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬مريانا‭ ‬سبولياريتش‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬أجرتها‭ ‬معها‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬بانتهاكات‭ ‬قانون‭ ‬الحرب‭ ‬المعترف‭ ‬به‭ ‬دوليا،‭ ‬وما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬فتاكة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬وقالت‭ ‬سبولياريتش‭ ‬‮«‬ما‭ ‬نلاحظه‭ ‬هو‭ ‬انتهاكات‭ ‬متواصلة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬النزاعات‮»‬‭. ‬

وشددت‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المدخل‭ ‬لإعادة‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬احترام‭ ‬البشرية‮»‬‭. ‬لكنها‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬تلاشى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬وسط‭ ‬تزايد‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬إذ‭ ‬يشهد‭ ‬العالم‭ ‬حاليا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬120‭ ‬نزاعا‭. ‬ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬إسرائيل‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ومع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬والغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬جهود‭ ‬تذكر‭ ‬لتحييد‭ ‬المدنيين‭. ‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬‮«‬عدد‭ ‬الضحايا‭ ‬المدنيين‭ ‬الذي‭ ‬نلاحظه‭ ‬اليوم‭ ‬والزيادة‭ ‬الحادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬النازحين‭ ‬المرتفع‭ ‬بالأساس،‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‮»‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬احتراما‭ ‬أكبر‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬جدا‮»‬‭. ‬ينص‭ ‬القانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬قانون‭ ‬الحرب‭ ‬الذي‭ ‬أرسته‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬وحشية‭ ‬الحروب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقليص‭ ‬تبعات‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬والمنشآت‭ ‬المدنية‭ ‬وفرض‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الحرب‭ ‬وأساليبها‭. ‬

وأوضحت‭ ‬سبولياريتش‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬هي‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬العملية‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬تفرض‭ ‬خصوصا‭ ‬‮«‬احترام‭ ‬المنشآت‭ ‬الطبية‮»‬‭ ‬ومعاملة‭ ‬أسرى‭ ‬الحرب‭ ‬بصورة‭ ‬لائقة‭. ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬يفترض‭ ‬كذلك‭ ‬أنه‭ ‬حين‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬الإخلاء‭ ‬أن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬بأمان‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬‮«‬وصول‭ ‬إلى‭ ‬الطعام‭ ‬والماء‭ ‬والمأوى‭ ‬والمساعدة‭ ‬الطبية‮»‬‭. ‬وتابعت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العديد‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الإنسانية‭ ‬هدفها‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬العبثية‭ ‬وغير‭ ‬المجدية‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الحرب‮»‬‭. ‬

وتنظم‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬الوصية‭ ‬على‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬الأسبوع‭ ‬المقبل‭ ‬مؤتمرا‭ ‬دوليا‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لجمعيات‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احترام‭ ‬أفضل‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭. ‬وأقرت‭ ‬سبولياريتش‭ ‬بأن‭ ‬احترام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬من‭ ‬المسلمات‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬أبرمت‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬وتعهدت‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬عند‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاعات‭. ‬للأسف،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬

وانسجاما‭ ‬مع‭ ‬مهمة‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬القاضية‭ ‬بلعب‭ ‬دور‭ ‬الوسيط‭ ‬المحايد‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المتحاربة‭ ‬في‭ ‬النزاعات،‭ ‬لم‭ ‬توجه‭ ‬سبولياريتش‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬جهة‭. ‬لكنها‭ ‬أبدت‭ ‬قلقا‭ ‬كبيرا‭ ‬حيال‭ ‬تزايد‭ ‬النزاعات،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والسودان‭ ‬وبورما‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬انهارت‭ ‬أنظمة‭ ‬صحية‭ ‬برمتها‮»‬‭. ‬وتساءلت‭: ‬‮«‬ما‭ ‬فائدة‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬أهداف‭ ‬عسكرية؟‮»‬‭. ‬ونددت‭ ‬بـ«الازدراء‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬وإضعافه،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬تبرير‭ ‬القيام‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬عسكرية‮»‬‭. ‬

ومن‭ ‬التحديات‭ ‬الرئيسية‭ ‬راهنا‭ ‬برأيها‭ ‬‮«‬فكرة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬والضروري‭ ‬القضاء‭ ‬تماما‭ ‬على‭ ‬العدو‮»‬‭. ‬وشددت‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬المخالف‭ ‬لروح‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬أن‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسك‭ ‬مخولا‭ ‬تجريد‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬إنسانيته‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحك‭ ‬الأمنية‭ ‬ومصالح‭ ‬شعبك‮»‬‭. ‬وذكّرت‭ ‬بأن‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬أبرمت‭ ‬في‭ ‬1949‭ ‬لتفادي‭ ‬تكرار‭ ‬وحشية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭. ‬وختمت‭: ‬‮«‬لا‭ ‬نريد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الخلف،‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬يمكن‭ ‬فيه‭ ‬لطرف‭ ‬تدمير‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‮»‬‭.‬

MENAFN26102024000055011008ID1108821012


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار