Monday, 30 September 2024 01:23 GMT



كيف يمكن وقف الغطرسة الصهيونية في ظل الموقف الأميركي المنحاز؟

(MENAFN- Alghad Newspaper) زايد الدخيل عمان- في ظل تزايد التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، وآخرها اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أصبحت سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه إسرائيل، خاصة دعمها في الصراع مع حركة حماس، والعدوان على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، نقطة محورية في النقاش السياسي الأميركي.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية 2024، يتساءل مراقبون عن التأثير الذي قد يحدثه هذا الموقف على نتائج السباق نحو البيت الأبيض.
وفي هذا الصدد، يرى الوزير الأسبق الدكتور وائل عربيات، أن الحرب الصهيونية الهمجية على قطاع غزة ولبنان تشكل تحديا كبيرا لكل من الديمقراطيين والجمهوريين في الانتخابات الأميركية المقبلة، فبينما يحاول الجمهوريون استغلال هذه القضية لصالحهم، يواجه الديمقراطيون تحديات في الحفاظ على دعم قواعدهم، وخاصة بين الناخبين العرب والمسلمين والشباب، ما يزيد من عدم اليقين حول نتائج الانتخابات المقبلة.
وتابع عربيات أن الدعم الأميركي لدولة الاحتلال كان محل إجماع على مر الزمن بين كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ومع ذلك، فإن الدعم الحالي لحربها على حركة حماس في قطاع غزة، وعلى حزب الله في لبنان، يأتي في ظل ظروف معقدة ومتغيرة، تشمل الضغوط الدولية والمخاوف الأمنية من وقوع حرب إقليمية شاملة.
وزاد: "الرأي العام الأميركي منقسم حول هذه المسألة، بينما يدعم البعض موقف الرئيس الحالي جو بايدن كجزء من التزام طويل الأمد تجاه حليف إستراتيجي، ينتقد آخرون هذا الدعم باعتباره تجاهلا للقضايا الإنسانية وحقوق الإنسان، هذا الانقسام قد يظهر تأثيره في صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024".
وأضاف: "بعد اغتيال نصرالله، سارعت الولايات المتحدة إلى تقديم تأكيدات متكررة بشأن دعم إسرائيل وحماية أمنها، لكن يظل الملمح البارز في هذه التصريحات هو الإشارة إلى عدم الرغبة في الدخول في صراع مع إيران أو تجاه المشهد نحو المزيد من التصعيد".
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية د. محمد مصالحة، إن دولة الاحتلال تنتظر الفرصة المناسبة في هذه المرحلة، من أجل تنفيذ مخططها في التوسع والعدوان، وكما يبدو فإن المنطقة العربية خضعت أو تخضع في هذه المرحلة إلى حالة من الضعف والهوان والتفكك، ما يجعل من السهل عليها أن تغالي في تطلعاتها التوسعية.
وتابع: "النقطة الثانية، هي قدرات المقاومة، سواء كان في قطاع غزة أو حزب الله أمام هذه الهجمة الشرسة من قبل الحركة الصهيونية والغرب وأميركا والدول الغربية الأوروبية الداعمة للكيان الصهيوني خوفا من هزيمته، وبالتالي هجرة معاكسة لليهود إلى اوروبا التي لا ترغبها لا ألمانيا ولا أي دولة أوروبية، بل تريد أن تبقي إسرائيل كمشروع غربي متقدم يخدم المصالح الغربية ويخدم أيضا الحركة الصهيونية".
واستكمل: "هذه الغطرسة الصهيونية كما يبدو أنها بحاجة إلى إعادة بناء الموقف العربي إذا أمكن ذلك أولا، مع ما في ذلك من صعوبة، لكني أعتقد أن على الأمة العربية أن تعي ذلك، وأن تدرك أنها مستهدفة واحدة فأخرى، وما يدل على ذلك كثرة عرض نتنياهو ومسؤولين صهاينة خططا لمنطقة الشرق الأوسط التي يحلمون بها، والتي تنطوي على مزيد من التوسع والعدوان، بدعم أميركي سافر عبر عنه بكل وضوح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".
وأضاف: "لا بد من موقف عربي، على الأقل بالنسبة لدول المنطقة (مصر والأردن والعراق والسعودية ودول الخليج)، وأعتقد أنها تشكل كتلة إلى حد ما تستطيع أن تتوافق في الحديث مع واشنطن لوقف إمداد إسرائيل بالسلاح المدمر، والعودة إلى نوع من التفاهمات السياسية في حل هذه الأزمة الكبيرة".
وقال مصالحة: "هذه هي الخيارات، أما الخيار الأخير فهو أن تتبنى إيران موقفا مساندا فعلا وليس نظريا أو مجرد تصريحات معسولة، بأنها إلى جانب المقاومة خصوصا بعد اغتيال حسن نصر الله الذي يعد أكبر قوة في محور المقاومة، وقبله اغتيال إسماعيل هنية، إذ إن ما حدث يجب أن يكون كافيا ليكون موقف إيران أكثر تشددا ودعما، من أجل وقف المزيد من التدمير للقوى المقاومة في لبنان في غزة والضفة الغربية".
واعتبر أن الغطرسة الصهيونية وليدة أوضاع إقليمية في المنطقة، ووليدة أوضاع دولية مواتية منذ العام 1991 حينما تولت أميركا قيادة النظام الدولي، وهذه الأمور جرت تهيئتها على مدى عقود من الزمن، وعبر إضعاف الموقف العربي بمزيد من الشرذمة والتفكك، وتعظيم الدور الغربي بدعم إسرائيل، كل هذه الأمور هيأت لهذه المعادلة المختلة في العلاقة بين إسرائيل والجانب العربي.
بدوره، يقول عميد كلية القانون السابق في جامعة الزيتونة الدكتور محمد فهمي الغزو: "ما من شك أن التصعيد الصهيوني ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني يضع المنطقة أمام تهديدات خطرة تنذر بتقويض أسس الأمن والاستقرار، بل إن ذلك التصعيد يضع هذه المنطقة أمام مصير مجهول واحتمالات تنبئ بأسوأ الكوارث"، مشيرا إلى أن العدوان الصهيوني على لبنان تم في توقيت جرى اختياره بعناية فائقة، مستغلا بذلك انشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية، من أجل تحقيق أهداف حكومة الاحتلال الرامية إلى تطهير قطاع غزة عرقيا أو تهجير سكانه.
وأضاف الغزو: "إسرائيل تدفع المنطقة برمتها نحو المزيد من الصراع والتوتر والحروب، من خلال الاستمرار في عدوانها الغاشم على غزة، وفتح جبهة جديدة في لبنان، وجر الغرب إليها؛ لإطالة عمر رئيس الحكومة الإسرائيلية السياسي، وتنفيذ الأجندة العنصرية المتطرفة لوزراء متطرفين في الحكومة ينادون علنا بارتكاب المزيد من جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وينكرون حقه في الحياة على ترابه الوطني".
وتابع: "إن عجز المجتمع الدولي عن لجم التطرف الصهيوني ووقف جرائم الحرب البشعة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وعدوانه على لبنان، أتاح للحكومة الصهيونية الإمعان في عدوانها وتعريض أمن المنطقة برمتها للخطر، فمن أمن العقوبة أمعن في القتل والتنكيل والتدمير والإجرام، وهذا ما ينطبق على دولة الاحتلال التي لم يكن لها أن تقترف كل هذه الجرائم بحق الفلسطينيين واللبنانيين وإلحاق كل هذا الضرر والدمار بهم وبمنازلهم وأحيائهم السكنية لولا الضوء الأخضر والدعم والتأييد الذي تلقته من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الأوروبيين".
وأضاف إن على المجتمع الدولي أيضا إلزام إسرائيل بالخضوع لاستحقاقات السلام العادل، والانصياع للإرادة الدولية وقراراتها ذات الصلة بالصراع العربي-الصهيوني خاصة وأن العرب اختاروا طريق السلام، وأكدوا ذلك من خلال المبادرة العربية للسلام التي تم إقرارها في قمة بيروت، وهي بلا شك حملت الأسس الواقعية لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، حيث شددت على أهمية إنهاء الاحتلال للأراضي العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، باعتبار ذلك يمثل المدخل الحقيقي لتكريس عوامل الاستقرار والأمن والتعايش السلمي في المنطقة.
واستكمل: "بدون ذلك فإن الوضع في المنطقة سيظل ملتهبا وغير مستقر، إذ إن استمرار سياسة العدوان والغطرسة الصهيونية يبدد كل الجهود المبذولة في مجال تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويهيئ المناخات المشجعة لتنامي ظاهرة التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم، إذا ما أدركنا تزايد مشاعر الإحباط واليأس في النفوس، خاصة لدى الشباب العربي، نتيجة التمادي بغطرستها واعتداءاتها المتكررة التي لا تجد من يردعها، وكذا غياب العدالة الدولية وطغيان سياسة الكيل بمكيالين في تطبيق قرارات الشرعية الدولية".
وأضاف: "في ظل هذه الغطرسة الصهيونية وتوسيع تل أبيب جبهات القتال وجر المنطقة إلى حرب شاملة، لا بد من تدخل المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل، وفق القانون الدولي، على حماية حقوق الفلسطينيين واللبنانيين في منازلهم، ولا بد أيضا من تحرك دولي لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، والعمل بجدية لتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، كما طالب ويطالب الأردن".
وتابع: "وعلى العالم أن يلتقط الرسائل الأردنية بسرعة وبصيغة التطبيق، فلا يوجد ما يبرر قتل الفلسطينيين وتهجيرهم، وتدمير مقدراتهم وبناهم التحتية".
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة اليرموك د. محمد خير الجروان: "تجاوز الاحتلال بعملياته العسكرية وجرائمه ضد المدنيين في غزة ولبنان مؤخرا جميع القواعد والأعراف الدولية، وتجاوز بسلوكياته حتى أقرب حلفائه من الأميركيين والأوروبيين، ويضغط بشدة لقيادة المنطقة نحو حافة الهاوية، وإلى حرب تحقق جميع أهدافه ليس فقط على مستوى مواجهة أعدائه في الإقليم كإيران".
واستدرك: "لكن تلك السلوكيات تشير أيضا إلى سعي الاحتلال إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتنفيذ مخططات التوسع والتهجير، وفرض السلام كما تراه هي وليس وفقا للشرعية الدولية ممثلة بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالسلام وحل الدولتين أو اتفاقات السلام الموقعة عليها أو حتى مشاريع السلام التي طرحت خلال الأعوام السابقة".
وتابع: "استفادت إسرائيل بشكل كبير من الظروف الإقليمية والدولية خلال الفترة السابقة، لممارسة الغطرسة في إدارة ملفات الحرب على غزة ولبنان وتصعيد الأوضاع في الضفة، ومواجهة إيران؛ وتعزيز الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني، وتأجيج الخلافات العربية، وإضعاف جامعة الدول العربية، ومن إستراتيجية الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط، وانشغال الأوروبيين بالحرب الروسية-الأوكرانية على حدودهم، ومن الشلل الذي أصاب مجلس الأمن نتيجة تعارض المصالح بين الدول الكبرى، وغيرها الكثير".
وأضاف: "لكن أكثر ما تستفيد منه إسرائيل اليوم للتغول والاستمرار بغطرستها تجاه كل ما هو فلسطيني وما يهدد أمنها، هي مرحلة الشلل في السياسة الخارجية الأميركية وانشغال الولايات المتحدة وصناع قراراها بالانتخابات المقبلة، فهي تحاول تحقيق أكبر المكاسب قبل انتخاب الرئيس الأميركي المقبل، خاصة في ظل ضعف الإدارة الأميركية الحالية في التعامل مع إسرائيل وكبح جماحها تجاه الجرائم والتجاوزات التي ترتكبها، والسلوكيات التي كادت أن تؤدي إلى حرب إقليمية".
وزاد: "بالتالي، لا تملك دول المنطقة خيارات كثيرة باستثناء تجاوز الخلافات البينية وإعادة الاعتبار لسورية، ودمجها في إطار حاضنتها العربية ومحاولة تفعيل دور جامعة الدول العربية للخروج بقرارات من شأنها أن توحد كافة الجهود المبذولة، والضغط على المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته تجاه إسرائيل وسياستها التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك تحقيق نوع من التوازن في العلاقات مع القوى الدولية الأخرى كالصين وروسيا".

MENAFN29092024000072011014ID1108727795


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية