Wednesday, 31 July 2024 07:33 GMT



لبنان تضارب معلومات عن اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر بغارة إسرائيلية

(MENAFN- Al-Anbaa) إسرائيل تصعّد مع حزب الله وتستهدف القيادي فؤاد شكر في «الضاحية»

بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين وبولين فاضل
استهدفت إسرائيل القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر في غارة جوية نفذتها مساء أمس في ضاحية بيروت الجنوبية، في حارة حريك قرب مستشفى بهمن وملعب وقف مار يوسف.
وتضاربت المعلومات حول مصير شكر، حيث قالت هيئة البث الاسرائيلية إن استهداف شكر كان دقيقا وقتل متأثرا بجراحه داخل المستشفى، وإن معلومات استخباراتية دقيقة جدا أدت لمتابعته ومعرفة مكانه وتنفيذ الهجوم ضده وتمت تصفيته، فيما كانت وسائل اعلام تابعة لحزب الله اعلنت فشل العملية الاسرائيلية في اغتيال قيادي في الحزب، وهو ما سبق ونقلته وكالة الانباء الفرنسية عن مصدر في الحزب.
وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية إن الاحتلال الإسرائيلي شن غارة بطائرة مسيرة استهدفت مبنى في محيط مستشفى «بهمن» بالمنطقة، موضحة أن الغارة «نفذت بطائرة من دون طيار أطلقت ثلاثة صواريخ».
وتوازيا دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء صباح اليوم الأربعاء في السرايا الكبيرة «للبحث في المستجدات الطارئة». ودان في بيان أصدره «العدوان الإسرائيلي السافر على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي أدى إلى سقوط العشرات من المواطنين اللبنانيين بين شهيد وجريح».
وقالت واشنطن انها تركز على الديبلوماسية لتجنب التصعيد. واكد البيت الأبيض انه لا يرى ان وقوع حرب شاملة أمر حتمي، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن ستواصل المساعي الديبلوماسية لتجنب تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، في إفادة صحفية «نواصل العمل نحو التوصل لحل ديبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن. نريد بالتأكيد تجنب أي نوع من التصعيد».
من جهتها، اعلنت الأمم المتحدة أنها أجرت اتصالات مع المسؤولين في لبنان من أجل منع نشوب حرب.
وحملت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل وأميركا المسؤولية عن توسيع رقعة التوتر والأزمة في المنطقة. وقالت ان من حق حزب الله الرد على الغارة.
في اي حال، سيؤدي استهداف شكر إلى دفع الأمور نحو التصعيد أكثر بين «الحزب» وإسرائيل، على رغم ان الاتصالات الدولية والعربية ستتجه ناحية «الحزب» والدولة اللبنانية من أجل الدعوة إلى ضبط النفس، في ضوء إعلان الجانب الإسرائيلي عن اكتفائه بتنفيذ العملية، من دون الرغبة بتوسيع الحرب.
وكانت إسرائيل اتهمت شكر بالوقوف وراء تنفيذ الهجوم بصاروخ على قرية مجدل شمس بالجولان السوري المحتل السبت الماضي.
وكان يوم أمس حفل بأسئلة: ضربة إسرائيلية محدودة أم حرب واسعة؟ من يتحكم بالتطورات في الميدان العسكري: إسرائيل أم «حزب الله»؟ وما الفارق في «الأجندة» العسكرية المعتمدة لكل منهما؟ ولم تريثت إسرائيل حتى الأمس في تنفيذ التهديدات التي أطلقتها ضد «حزب الله» بعد «الصاروخ» المجهول المصدر الذي سقط في قرية مجدل شمس بالجولان السوري المحتل السبت الماضي؟
أسئلة عدة طرحت في الداخل اللبناني والخارج. أسئلة تقدمت على أمور مجمدة في البلاد منذ فترة طويلة، وفي طليعتها استحقاق رئاسة الجمهورية والشغور الرئاسي منذ مغادرة الرئيس السابق العماد ميشال عون قصر بعبدا في 30 أكتوبر 2022، ونهاية ولايته الرئاسية في اليوم التالي من دون تأمين انتخاب رئيس جديد.
وفي موازاة هذه الأسئلة، انتقلت البلاد إلى مربع إدارة الأزمة الحالية، حيث الانتظار القلق لمعرفة حجم الهجمات الإسرائيلية ومواقع الاستهداف ورد حزب الله، بعدما تلقى لبنان تطمينات، وان كانت التجارب تقول بأنه لا يمكن الركون إلى النيات الإسرائيلية، حيث كل التطمينات السابقة صبت باتجاه التأكيد بأن الغارات لن تطول بيروت والضاحية الجنوبية، وكذلك البنى التحتية الحيوية العائدة للدولة اللبنانية.
ونقلت معلومات لـ«الأنباء» في وقت سابق من يوم أمس، ان الوسطاء الدوليين شعروا من خلال ردود مسؤولين في «حزب الله» ان الاخير يترقب ضربة إسرائيلية على لبنان لينطلق منها إلى توسيع الحرب، والتي ستنتهي حكما باتفاق لوقف إطلاق النار، سيشترط فيه «الحزب» ان يشمل غزة بالدرجة الاولى، وبذلك يكون «الحزب» أمن مخرجا مناسبا أقرب إلى الانتصار لحركة «حماس».
هذه المعطيات دفعت بدوائر غربية إلى تحذير إسرائيل من استدراجها إلى حرب واسعة لن تأتي خواتيمها لمصلحتها، وبالتالي فهي تهدد الفكرة التي قامت عليها، والتي تبدلت أحوالها اليوم بجعلها ملاذا غير آمن لسكانها.
وقال مصدر مطلع لـ«الأنباء»: «تكثفت الاتصالات العربية والدولية في اليومين الماضيين لردع إسرائيل عن أي مغامرة غير محسوبة النتائج، ويمكن ان تجر لبنان ومعه المنطقة إلى حرب واسعة تدخل فيها دول عدة، وتكون مدمرة لكل الاطراف المشاركة في هذه الحرب».
وأضاف المصدر: «كان لمصر دور بارز في الاتصالات التي اجرتها سواء مباشرة او مع الدول المؤثرة في القرار الإسرائيلي، ومفادها ان لبنان لا يمكن ان يترك وحيدا وان يسمح بأن يكون عرضة لتدمير واسع في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها على مختلف الصعد، والمأزق السياسي الذي تقع البلاد تحت وطأته في ظل الشغور الرئاسي والشلل الذي يصيب مرافق الدولة». وكشفت معلومات لـ«الأنباء» ان خطط طوارئ أعدت لإجلاء محتمل لرعايا عرب وأجانب ولبنانيين يحملون جوازات سفر من بلدان أخرى، تقوم على الاستعانة بمطارات عسكرية (حامات شمال لبنان، ورياق في البقاع) وأخرى مدنية (مطار الرئيس رينيه معوض في قاعدة القليعات الجوية شمال لبنان).
كما كشفت معلومات ميدانية لـ«الأنباء» ان قسما كبيرا من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت أخلى منازله اعتبارا من ليل الأحد، ونزح إلى بحمدون او إلى منازل يملكها الأفراد في الجنوب. وجاءت الخطوة لتعكس دلالة مفادها ان الجبل اللبناني الذي يتزعمه الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جبنلاط، سيكون الملاذ الآمن هذه المرة، وكما في حرب يوليو 2006، لمن يختار النزوح من الضاحية الجنوبية أو الجنوب.

MENAFN30072024000130011022ID1108501055


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية