Friday, 26 July 2024 10:19 GMT



بدون آلية لإنهاء الحرب خطاب نتنياهو لم يلتق الواقع

(MENAFN- Alghad Newspaper) هآرتس بقلم: عاموس هرئيل

كما هو متوقع فقد كان هناك فرق بين الطابع الاحتفالي الذي حاول مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إعطاءه لخطابه في الكونغرس أول من أمس، وبين الردود في إسرائيل وفي الولايات المتحدة. مؤيدو نتنياهو، وبالتأكيد أبواقه الكثيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أظهروا الانفعال من هذا الحدث التاريخي. ولكن حسب الاستطلاعات، فإنه يمكن الافتراض بأن أغلبية الجمهور تنشغل أكثر في مسألة متى ستنتهي الحرب ومتى سيتم إطلاق سراح المخطوفين من أسر حماس أخيرا.
بالنسبة للأميركيين، فإن الحملة الانتخابية العاصفة للرئاسة تشغلهم الآن أكثر بكثير من زيارة نتنياهو التي تغطيها الأهمية الشخصية لزعيم دولة صغيرة في الشرق الأوسط.
في الخطاب نفسه على الأقل تصرف نتنياهو بصورة محترمة أكثر مما تصرف في خطابه السابق في العام 2015. فقد حاول في حينه استغلال منصة الكونغرس من أجل تشجيع التمرد الداخلي على الرئيس براك أوباما بسبب قراره التوقيع على اتفاق لتقييد المشروع النووي الإيراني (نتنياهو اعتقد في حينه بأن الاتفاق خطير على أمن إسرائيل). في هذه المرة، بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن انسحابه من المنافسة حافظ رئيس الحكومة على مقاربة تشجيع تجاه بايدن، الذي أنقذ إسرائيل في أعقاب هجوم حماس بكل ما تعنيه الكلمة.
ومثل أي خطاب آخر لنتنياهو في الخارج، فقد احتلت إيران المكان الرئيسي. ولكن في هذه المرة لم يتم فقط تأكيد خطر المشروع النووي، بل دور إيران في تشجيع حماس وحزب الله، وعن مشروعها الذي يتقدم بشكل جيد من أجل إقامة "حلقة نيران" لمليشيات مسلحة حتى أسنانها حول حدود إسرائيل. هو يعرف كيفية التحدث، وبالتأكيد باللغة الإنجليزية الطليقة التي تثير الانطباع مقارنة بمنافسيه.
خطاب رئيس الحكومة استدعى ردودا انفعالية، ولا سيما من قبل الجمهوريين. ولكن السؤال هو هل هذا التعاطف الجارف، الذي رفض فيه المشاركة أعضاء الجناح التقدمي في أوساط الديمقراطيين، ستتم ترجمته إلى مواصلة الدعم الفعلي لإسرائيل دائما.
بعد نصف ساعة على ابتزاز نتنياهو للدموع في عيون السناتورات وأعضاء الكونغرس، عندما وصف فظائع المذبحة وضائقة المخطوفين، نشر كيبوتس نير عوز، أن قوات الجيش الإسرائيلي عثرت في خانيونس على جثة المخطوفة مايا غورين. وكيبوتس نير اسحق أعلن أنه تم إنقاذ جثة المخطوف اورن غولد، اللذان قتلا في 7 تشرين الأول (أكتوبر). الوزير السابق بني غانتس قال أول من أمس: "إن كثيرا من المخطوفين ماتوا في الأسر بسبب تأخر عقد الصفقة، على الأقل في الأسابيع الأخيرة، نتنياهو هو المسؤول الرئيسي عن هذا التأخير".
طالما أن نتنياهو لا يعترف بالمسؤولية عن فشل إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) ولا يسارع إلى إعادة المخطوفين إلى البيت، وهو يرفض منذ أشهر الدفع قدما بخطة عملية ومفصلة لليوم التالي بعد انتهاء الحرب في غزة.
قبل ساعات قليلة من الخطاب واجه رئيس الحكومة محاولة تصفية مركزة من الداخل. وزير الأمن الوطني ايتمار بن غفير، أعلن أنه هو "المستوى السياسي، مسموحة صلاة اليهود في الحرم". ونتنياهو اضطر إلى إصدار بيان مستعجل جاء فيه: "إن الوضع الديني في الحرم سيبقى على حاله". أعضاء آخرون في الائتلاف كانوا أقل لطفا منه، قادة الأحزاب الحريدية أعلنوا أن الصلاة في الحرم مخالفة للشريعة، وحذروا من نتائج هذا التصريح. وزير الدفاع، يوآف غالنت، أطلق اسما مناسبا على وزير الأمن الوطني، "مشعل الحرائق الذي يريد إشعال الشرق الأوسط". في المناطق وفي العالم العربي سمعت ردود شديدة على تصريحات بن غفير.
المسؤولية والتهمة ملقاة في نهاية المطاف على نتنياهو؛ هو الذي اختار بن غفير لمنصب حساس جدا وخطير. بالمناسبة، فقط قبل أربع سنوات تفاخر رئيس الحكومة، بأنه رفض "اقتراحا كان يمكن أن يشعل الشرق الأوسط"، الموافقة على طلب بن غفير السماح بحج اليهود في أيام السبت، الذي طرحه مرة أخرى أول من أمس.
من وراء خطوة بن غفير تقف في الأساس الاعتبارات السياسية. فهو يجد صعوبة في ابتزاز نتنياهو الثمن الذي طلبه في السابق، دعم قانون وظائف الحاخامات الذي قدمته شاس وضمان مكانته في الهيئة الاستراتيجية التي ستعمل في إدارة الحرب، بدلا من كابنت الحرب الذي تم حله. ربما أيضا بن غفير، يشتم بأن الائتلاف يقترب من نهايته رغم خروج الكنيست إلى العطلة الصيفية لمدة ثلاثة أشهر في الأسبوع المقبل. وهو يلاحظ فرصة جيدة للتشاجر مع نتنياهو.
الاختلافات في الرأي تحدث في ظل المفاوضات التي تجري لعقد صفقة التبادل، التي أحزاب اليمين المتطرف تعارض التوقيع عليها. منذ فترة طويلة نتنياهو يقوم بإرسال رسائل متناقضة، ويتعرج في مواقفه بخصوص المخطوفين.
أيضا في واشنطن هو لم يغير هذه العادة. أول من أمس أمر بتأخير سفر الوفد الإسرائيلي للمفاوضات إلى قطر، الذي كان من المخطط أن يكون اليوم، بذريعة أنه قبل ذلك، يجب عليه تنسيق المواقف مع بايدن، الأمر الذي كان يمكن أن يكون مقنعا لو أن نتنياهو لم يخفض قبل ذلك مستوى الوفد، ويقيد أعضاءه بالمواقف المتشددة التي أسمعها في وسائل الإعلام.
لو أن مصير المخطوفين كان أمرا ملحا جدا بالنسبة لنتنياهو، كما يقول، لما كان سيؤجل مرة تلو الأخرى استئناف المفاوضات. أقواله قيلت نتيجة الضغط، وهي تنعكس أيضا على تعامله ببرود مع عائلات المخطوفين. استمراره في الخط المتشدد يمكن أن يؤدي في القريب إلى مواجهة بينه وبين كبار جهاز الأمن. انتقادهم لرئيس الحكومة والمطالبة بالتوقيع على الصفقة في القريب معروفة للجمهور.
والسؤال هو كيف ومتى سيختارون قول ذلك علنا وكيف سيكون رد الرأي العام.
في الوقت الذي وضع فيه اللمسات الأخيرة لخطابه، وعمل لدى مكتب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على تحقيق هدفه الأسمى من الزيارة، "البقاء حتى نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة والاحتفال بعيد ميلاد ابنه، كان رئيس الأركان هرتسي هليفي ينشغل في أمور مختلفة كليا. هليفي ذهب للالتقاء مع رؤساء كيبوتس بئيري ومناقشة معهم التحقيقات العسكرية في المذبحة في الكيبوتس، التي تم نشرها قبل أسبوعين.
اللقاء كان صعبا ومشحونا، ورئيس الأركان سمع في اللقاء انتقادا شديدا من رؤساء الكيبوتس حول سلوك الجيش أثناء المعركة وفي التحقيقات.
ولكن هليفي على الأقل على استعداد للنظر مباشرة في عيونهم والاعتراف بمسؤوليته عن الإخفاقات والإجابة عن أسئلة المصابين في الكارثة، التي حدثت في فترته. كل هذه الأمور نتنياهو يرفض القيام بها. وبدلا من ذلك هو يسافر في رحلته الأولى في طائرة "جناح صهيون".
قرار الجيش الإسرائيلي طرح في البداية التحقيق حول بئيري، استهدف تحسين العلاقات مع سكان الكيبوتس (أيضا إزاء الادعاءات بشأن اتخاذ قرار حول قائد فرقة غزة القادم، العميد براك حيرام، وحول تمترس المخربين مع رهائن في أحد البيوت).
عمليا، رغم تقدير شفافية الجيش إلا أنه ثارت مشكلات عدة وادعاءات جديدة، بعضها يتعلق بالانتقاد الذي ظهر في التحقيقات لقرارات قادة دورية هيئة الأركان "شلداغ"، التي وصفت بأنها قضاء على الجنود الذين جاؤوا لتقديم المساعدة. هذا في الوقت الذي فيه الجيش لم يعرض بعد نتائج التحقيقات المتعلقة بإخفاقات الاستخبارات ونظرية الدفاع في قيادة المنطقة الجنوبية. هناك سيتم توجيه إصبع الاتهام إلى أهداف أعلى رتبة.
بشكل عام، قضية التحقيقات يمكن أن تكون مؤلمة جدا من ناحية هيئة الأركان. تحقيق بئيري أعاد إلى مركز النقاش العام، الفشل الذريع في 7 تشرين الأول (أكتوبر). ردود الجمهور يتوقع أن تزداد حدتها كلما تبينت أبعاد الأخطاء والعيوب في كل مستويات القيادة.
يمكننا المعرفة عن التوجهات الآخذة في التطور من الاستطلاع الجديد الذي أجراه معهد بحوث الأمن القومي.
الاستطلاع يظهر رقما قياسيا سلبيا في نسبة المستطلعين الذين أظهروا الثقة الكبيرة بالجيش الإسرائيلي. 71 % من إجمالي السكان، 78 % في أوساط اليهود. هذا انخفاض بنسبة 6 %، مقارنة مع الشهر الماضي، 11 % مقارنة مع بداية الحرب. انخفاض الثقة يتم الشعور به في كل الهيئات والمنظمات. الثقة الكبيرة بالحكومة نسبتها 17 % في أوساط المستطلعين، 18 % في أوساط اليهود.
حسب الاستطلاع، فإن أقل من ثلث الجمهور اليهودي يقول: "إنه كان سيشجع ابنه أو ابنته في سن التجنيد على التجنيد للخدمة، 28 % مقابل 31 في الشهر الماضي". الرقم الذي ربما يكون الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لهيئة الأركان، وحتى عند الأخذ في الحسبان نشر التحقيقات في القريب: انخفاض حاد في ثقة الجمهور بتقارير المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، 60 % من المستطلعين اليهود قالوا: "إن لديهم ثقة عالية بالتقارير"، مقابل 72 % في الشهر الماضي.

MENAFN25072024000072011014ID1108484739


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.