Thursday, 18 July 2024 01:34 GMT



توازنات السياسة الخارجية الأردنية

(MENAFN- Alghad Newspaper) أ.د. حسن عبدالله الدعجة
تمتاز السياسة الخارجية الأردنية بمرونتها وقدرتها على التوازن بين العلاقات مع الدول العربية والغرب، وذلك بفضل الموقع الجغرافي الإستراتيجي للأردن وتاريخه العريق الذي جعله لاعبا رئيسيا في المنطقة. كما يرتكز هذا التوازن على مزيج من البراغماتية السياسية والالتزام بالمبادئ، مما سمح للأردن بالحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف.
الأردن يحتل مكانة بارزة في العالم العربي بفضل دوره المحوري في العديد من القضايا الإقليمية، ويعتبر الأردن واحدا من الدول القليلة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع معظم الدول العربية. وقد انعكس هذا في العديد من المبادرات الدبلوماسية التي قام بها الأردن لتعزيز الوحدة العربية وحل النزاعات الإقليمية.
وعلى سبيل المثال، يلعب الأردن دورا مهما في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث يعد من أبرز المدافعين عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية، وبحكم جواره الجغرافي الجيواستراتيجي، مما يضعه في قلب أي جهد يسعى إلى تحقيق السلام في المنطقة. إضافة إلى ذلك، كان للأردن دور في الوساطة في العديد من النزاعات العربية، بما في ذلك الأزمة السورية، حيث يسعى الأردن دائما إلى دعم الحلول السلمية وتخفيف المعاناة الإنسانية.
والعلاقات الأردنية مع دول الخليج قوية ومتينة، وتعد دول الخليج من أبرز الداعمين الاقتصاديين للأردن، حيث تقدم هذه الدول مساعدات مالية واستثمارات مهمة تسهم في دعم الاقتصاد الأردني. وفي المقابل، يقدم الأردن دعما سياسيا وأمنيا لدول الخليج، مما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. وعلى سبيل المثال، شارك الأردن في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مما يعكس التزامه بأمن واستقرار الخليج.
ومن الناحية الأخرى، تمتاز العلاقات الأردنية مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالاستقرار والقوة. وتعتبر الولايات المتحدة أحد أكبر الداعمين للأردن، حيث تقدم مساعدات مالية وعسكرية كبيرة. وقد تعززت هذه العلاقات من خلال التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي. كما أن الاتحاد الأوروبي يعد شريكا اقتصاديا وسياسيا مهما للأردن، حيث يدعم الاتحاد العديد من المشاريع التنموية والإصلاحات الاقتصادية في البلاد.
كما أن التوازن في السياسة الخارجية الأردنية يتمثل في قدرة الأردن على الحفاظ على علاقات جيدة مع الأطراف المختلفة رغم التحديات، كما يسعى الأردن دائما إلى اتباع سياسة وسطية تضمن مصالحه الوطنية دون الانحياز إلى أي طرف على حساب الآخر. وهذه السياسة تعكس فهما عميقا للتوازنات الإقليمية والدولية، وتستند إلى مبدأ الحوار والتعاون.
وعلى سبيل المثال، في الأزمة السورية، احتفظ الأردن بعلاقات دبلوماسية مع الحكومة السورية، وفي الوقت نفسه، استضاف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وقدم لهم الدعم الإنساني، كما حافظ على قنوات اتصال مفتوحة مع جميع الاطراف العربية والدولية تجاه سوريا، مما يعكس سياسة متوازنة تسعى إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
ورغم نجاح السياسة الخارجية الأردنية في تحقيق التوازن، تواجه المملكة تحديات عديدة منها؛ التوترات الإقليمية وعدم الاستقرار السياسي في بعض الدول المجاورة تشكل تهديدا للأمن الأردني. كما أن الأزمات الاقتصادية العالمية تؤثر على الاقتصاد الأردني الذي يعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية والاستثمارات.
لكن في الوقت نفسه، توفر هذه التحديات فرصا لتعزيز الدور الإقليمي والدولي للأردن، حيث يمكن للأردن أن يلعب دورا أكبر في الوساطة وحل النزاعات، مما يعزز مكانته كدولة محورية في المنطقة. كما يمكنه تعزيز علاقاته الاقتصادية مع الدول العربية والغربية من خلال تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
اخيرا تمثل السياسة الخارجية الأردنية نموذجا للتوازن والحكمة في إدارة العلاقات الدولية، بفضل قيادته الحكيمة وقدرته على التكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية، فقد نجح الأردن في بناء علاقات متينة مع الدول العربية والغرب على حد سواء. وهذا التوازن يضمن للأردن مكانة متميزة في الساحة الدولية، ويعزز دوره كعامل استقرار وسلام في منطقة تشهد العديد من التحديات والصراعات.

MENAFN17072024000072011014ID1108452900


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية