Monday, 08 July 2024 01:18 GMT



هجرة الرسول إلى المدينة.. معان عميقة ترسخ حب الوطن

(MENAFN- Alghad Newspaper) عمان- أكد متخصصون، أن لذكرى الهجرة النبوية دروسا وعبر ومواقف تستحق الوقوف عندها مليا لنتمثلها ونهتدي بها في حياتنا، ومنها حب الوطن ومكانته في نفس النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم أجمعين.
ودعوا في أحاديثهم لـ(بترا)، لاغتنام هذه المناسبة المباركة وهذه الأيام الفضيلة في حب الأوطان وترسيخه ليبقى الوطن أكبر من كل اعتبار بما يجول في خلد مواطنيه من الذكريات وحب يعتمل في خلجات روحهم، فهو المأوى والملاذ والحضن الدافئ، ولا سيما إن كان هذا الوطن مهد النبوات وأرض الرباط ومن أكناف بيت المقدس، حيث القبلة الأولى والفئة المنصورة إلى يوم الدين، ليتحد حب الوطن بحب الدين معا.
دكتورة الحديث النبوي الشريف حنان أبو الخير، قالت إن مكة المكرمة، هي البلد الأمين التي تحتضن أول بيت وضع في الأرض لعبادة الله، وفيها نشأ نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فكانت أحب أرض الله في نفسه، فلما اضطر للهجرة منها في سبيل نشر دين الحق وتبليغ رسالة الله قال: والله إني لأعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت، مبينة أن في هذا دلالة بينة على حب النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه وعلى حزنه لفراقه.
وأضافت: قد شق فراق الوطن على الصحابة أيضا وشعر نبينا عليه الصلاة والسلام بما في نفوسهم من الحزن والشوق لمكة فدعا قائلا: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد".
من جهته لفت أستاذ الحديث الشريف وعلومه ومدرس السيرة النبوية في جامعة اليرموك د. خالد الشرمان، إلى أن حب المسلم لوطنه، وتمني الخير والعمل على تحصيله له من دروس الهجرة النبوية، وليس من العصبية أن يحب المسلم وطنه، لكنه لا يعني التعصب لبلد دون بلد، أو لجنس دون جنس، أو تقسيم الأمة إلى دول وطوائف متباغضة ومتنافرة، بل حب الوطن يعني: الأخوة والتعاون والنصرة بين المسلم وجميع المسلمين في جميع البلاد والأقطار.
وبين، أن الحب للوطن عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في بداية بعثته وحين هجرته، ففي بداية نزول الوحي على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار حراء ذهب مع زوجته خديجة- رضي الله عنها - إلى ورقة بن نوفل، وقص عليه ما حدث معه من أمر نزول جبريل عليه, وورقة يفسر له ذلك حتى قال: (ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: أَوَ مُخرجيّ هم؟!، قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا).
وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الألمانية الأردنية د. بدر الماضي، أن الحديث عن الأوطان يعني التكلم بالضرورة عن الجغرافيا والمؤسسات والمواطن والحدود سواء العاطفية منها أو الواقعية ونشوء الإنسان في هذه البقعة الجغرافية أو تلك يشير إلى الارتباط الذي يسيطر على كل معاني حياته وسلوكياته في حله وترحاله. ويصبح الوطن هو المرجع الأساس الذي يتكئ عليه هذا الفرد.
وأشار إلى أن الهجرة النبوية دائما تذكرنا في العالم الإسلامي أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام قد أجبروا على مغادرة مكة المكرمة التي ولدوا وترعرعوا فيها. لكنها لم تغب لحظة عن عيونهم ووجدانهم. وكانت دائما النبراس الذي يهتدون به.
وأضاف: "بالرغم من كل ما لحق بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أذى ومن سلوكيات لم تكن حميدة تجاه رسول الأمة ابن قريش وابن مدينة مكة المكرمة لكنه ما زال يعتبرها أحب البلاد لقلبه".
وأكد أنه ينبغي أن نقتدي برسولنا الكريم في هذه المناسبة المباركة لنربي أنفسنا على احترام أوطاننا مهما كان للفرد من تحفظات، ليبقى الوطن أكبر من كل اعتبار كما علينا أن نستفيد من مثل هذه الأيام المباركة بالتأكيد على أن الوطن الأردني هو الأغلى؛ "فالأردن بما قدمه لشعبه ومواطنيه وقيادته دائما يستحق الثناء والإشادة بالجهود التي جعلته في تصنيف متقدم في الكثير من مجالات الحياة وهذا حدث بالضرورة نتيجة التفاعل الناس مع أوطانهم".-(بترا)

MENAFN07072024000072011014ID1108415559


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.