Wednesday, 03 July 2024 10:31 GMT



برائحة القهوة ولون الزيت تعطّر الشرفات لوحاتها الفنّية

(MENAFN- Alghad Newspaper) دعاء الزيود

يفوح طيب قهوتها من ثنايا لوحاتها، لم تنفصل موهبة الرسم يوماً عن مخيلتها منذ الطفولة، فقد كانت ترسم أشكالا ووجوه بإتقان، وجرّدت الصباح من فنجان القهوة لتسكبه على لوحاتها، لتكوّن فنّا تفوح منه تراث البادية العالقة بقلبها، مستخدمة الزيت ليُضفي لونا ورونقا خاصا بفنّها وأصالة في معناه، وتصبح لوحاتها صديقة للبيئة.


ايمان الشرفات معلمة التربية الفنية في إحدى مدارس البادية الشمالية، فنانه تشكيلية ترسم لوحات وصور (بورتريه) وجوه على وقع ألوان تفوح منها الحنين للماضي في البادية وصحرائها الذهبية لتضفي نكهة الأجيال على رسماتها.


" الغد" حاورت أيمان الشرفات للحديث عن موهبتها بالرسم بالقهوة والزيت، وتسرد إيمان بداياتها


حيث بدأت باكتشاف موهبتها في المدرسة وتقول "عشقت الرسم منذ طفولتي فكان والدي المشجع الأكبر لي وأن موهبتها كانت عشوائية وليست موجهة حيث كانت ترسم من خيالها، ولم تتقيد بشيء معين، ولكنّي آمنت بموهبتي، وبدأت تتشكّل ملامحها بملامح الصحراء والبادية، ولقلّة الإمكانيات، استخدمت الأدوات رسم تقليدية، فكان التحدّي مادّيا، وما أن وصلت المرحلة الجامعية ووضعتُ موهبتي وحلمي نصب عيني، باختياري تخصص التربية الفنية في الجامعة، حتى برز لي تحدٍّ آخر وأكبر وهو النظرة المجتمعية والصورة المغلوطة للتخصص ومستقبله، وخاصة أنني من شابات البادية، فكانت دراسة تخصص التربية الفنية بالجامعة بمحافظة أخرى تحدٍّ آخر، يضاف لما قبله من تحديات إلا أن والدها وقناعتها بالرسم وموهبتها، دافع وحافز لتُكمل المسيرة.

إيمان معلمة الفن، تبذل جهدها لنقل موهبة الرسم والاستمتاع به لطلبتها لتغيير الصورة النمطية عن حصة الفن في المدارس، لما تراه ومن خلال تجربتها مع الرسم
بقولها "أن حصة لها أثر إيجابي على الطلاب، حيث أن ممارستها تعلم تهذيب النفس البشرية وترتقي بها، وقد لاحظت أن الطلاب الذين لديهم فرط حركة وأصحاب السلوكيات غير المقبولة، حين توجيههم لممارسة الرسم والإبداع فيه، واستغلال حصة الفن والرياضة بالشكل الصحيح، فإن ذلك ينعكس على سلوك الطلبة جميعهم، تتحسن أخلاقهم ويستقيم سلوكهم، متابعةً " أن الفنون تعلم على رفع المستوى الأكاديمي للطلاب وتحسن ذكاءهم واستيعابهم في الدراسة خاصة المواد العلمية، كما أن تخصيص حصة للرسم وسط اليوم الدراسي يعمل على كسر روتين وملل اليوم الدراسي، ويعطي فرصة لعقول الطلاب للاستراحة وممارسة هوايته التي يبدع فيها، وتجعله قادرا على استيعاب المواد الدراسية بعد هذه الحصة.

تحاول ايمان التوفيق بين حياتها الأكاديمية والفنية من خلال ايجاد الوقت المناسب لتفريغ الرسم على لوحة واحده يوميا، وتسعى للحصول على إكمال مسارها الأكاديمي.


وتضيف أنها لم تتوقف عند محطة واحدة لكنها تسعى إلى ايجاد أفكار جديدة لتطوير نفسها بالفن والرسم بالقهوة وأنها تتابع كل تحديث بشأن الفن التشكيلي، إذ اختارت الرسم بمادة ( الهايبكس) المستخدمة في التنظيف، كنوع من أنواع الرسم بها على القماش أو القطن الأسود مما أضاف للوحاتها جمالية غير معهوده؛ لأنها بذلك تتحكم بدرجه الاضاءة المرجوة من الرسمة بالاضافة الى استخدامها الفحم في رسوماتها لإعطائها لون تعبيري. بحد قولها.


استخدمت ايمان القهوة في رسوماتها لأنها تعتبرها رمزًا للاصالة والبداوة العربية وتحديدا في مناطق البادية التي تقطنها، مشيرة إلى أن استخدامها للقهوة في الرسم يعتبر من الفنون الصديقة للبيئة من خلال إعادة تدويرها واستخدامها بالرسم.


لوحظ خلال اطلاعنا على رسومات إيمان أنها تتحدث عن روح البداوة الاصيلة وذلك يعود لكونها "بدوية" الأصل وتنتمي الى البادية الأردنية وطقوس البدو محاولة منها ان تسلط الضوء على تراث منطقتها وعادات اهلها من خلال رسوماتها الذي عكست الطابع المعيشي في الصحراء.


تابعنا حديثنا مع إيمان حول التحديات والمعيقات التي واجهتها خلال مسيرتها الفنية والمحافظة وصقل موهبتها الفريدة، وتقول إيمان إن أكبر تحدي واجهني هو الوضع المادي بالمرتبة الأولى، وذلك لتكلفة الادوات المستخدمة في الرسم فلم استطع تغطية كافة التكاليف فاتجهت إلى استخدام المواد التقليدية مثل "الفحم" ومادة "الهايبكس" ونشارة الخشب في تشكيل لوحات فنية أخرى.." وكذلك نظرة المجتمع لمثل هذه المواهب كرسامة أو فنانة تشكيلية، ولكنني أحاول تكييف الواقع وتحويل التحديات إلى فرص ودافع لأكمل وأبدع ما بدأتُ به أكثر من أي وقت أخر.


ومن التحديات التي ما زالت ترافقنا كأصحاب مواهب فنية هو ندرة المتذوقين للفن أو الرسم، فقد كنت أعرض رسوماتي في كل المهرجانات والمعارض ولم يلتفت احد للتفاصيل الموجودة، متغاضين عن الجهد المبذول بهذه الرسومات واللوحات.
فالفن بالنسبة لايمان يعتبر لغه ورسالة عبرت عنها بطريقه مناسبة وملائمة مع عاداتها وتقاليدها وتحاول إيمان نقل هذه القناعة والرسالة لمتذوقي الفن ولكل من يشاهد لوحاتها وخاصة لطلبتها حيث أصبح طلبتي من المتشوقين لرسوماتي ولوحاتي وحصة الفن وقد شاركنا سوية بالعديد من المسابقات وحصدنا المركز الأول.


وختمت الشرفات حوارها بتوجيه رسالة لكل مبدع بقولها " أن يواجه جميع التحديات سواء كانت مادية او نفسية لكي يكون بمقدوره أن ينطلق خاصة من البادية، لذا عليه ان يحافظ على الموروث الثقافي لمحافظته وبيئته لما تتمتع هذه المحافظه من ميزه تراثية" وناشدت الشرفات، وزارة التربيه والتعليم بضرورة استحداث مرسم في كل مدرسة كما قسم المهني؛ لأن حصة الفن تعتبر حصة تغذية لتنمية الهوية الوطنية لدى الطلاب وتخفف العبء الدراسي التقليدي وتطلق العنان لأصحاب المواهب وتساهم بتحسين سلوك الطلبة وتعديله."


























MENAFN02072024000072011014ID1108399884


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.