Sunday, 22 December 2024 11:49 GMT



الكيان ينثر الموت.. عالم صامت متآمر

(MENAFN- Alghad Newspaper)
نادية سعد الدين






لا حد لدموية الاحتلال في إراقة دماء الأطفال والنساء بمجازر أكثر وحشية وشراسة تستهدف الأحياء والمنازل السكنية ومدارس تؤوي النازحين في شمال قطاع غزة، الذي بات ممسوحا بالأرض في جزئه الأكبر مساحة، بدون أن يلجم فتح جبهات قتالية ضد أهداف له أو لحليفه الأميركي بالمنطقة من عدوانه، خلا تعميق أزمته الداخلية.
وعلى وقع جرائم الاحتلال المستمرة في غزة؛ يأتي استهداف جديد "للمقاومة الإسلامية" في العراق، أمس، ضد قاعدة أميركية بالعمق السوري وغرب العراق، بعد أقل من 24 ساعة من حدث مماثل بأربيل، واستهداف "جماعة الحوثيين" باليمن لسفينتين إسرائيليتين في باب المندب، في رسالة واضحة بأن سفك دماء الفلسطينيين سيهدد المصالح الأميركية والإسرائيلية ولن يضمن الأمن والاستقرار بالمنطقة.
ولأن لا أهداف لطائرات الاحتلال العدوانية في غزة سوى الأبنية السكنية والمدنية وأرواح المدنيين؛ فإن القصف الجوي العشوائي على مخيم "البريج"، شمالا، دمر حيا سكنيا كاملا بعشرات المنازل التي أدت لارتقاء المزيد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، بينما ما يزال الكثير منهم تحت الركام.
ونتيجة الغارات الكثيفة؛ التي أعلن الاحتلال متباهيا وصولها لأكثر من عشرة آلاف جوية منذ بداية عدوانه، فقد تم تدمير مدرسة تؤوي نازحين في "بيت لاهيا"، شمالا، وصولا لدير البلح، وسطا، واستهداف منازل مأهولة في "حي الزيتون" و"الشجاعية"، شرق غزة، مما أدى لاستشهاد أكثر من 50 فلسطينيا، منهم عائلات فلسطينية كاملة ارتقت بسبب تدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها.
كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها العشوائية والمكثفة باتجاه المنازل ومستشفى المعمداني والشعبية ومحيطها وسط مدينة غزة، ومحاصرة منطقة "حي الزيتون"، وسط إطلاق نار كثيف، بما سيؤدي إلى خروج سائر مستشفيات القطاع عن الخدمة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ويبدو أن جيش الاحتلال يستعد إلى تصعيد هجماته وعملياته العسكرية شمالي القطاع المحاصر، لجهة تعميق توغله البري في المنطقة، واحتلال مدينة ومخيم جباليا، فيما سيكون المستشفى اليمني هناك في مرمى أهدافه العدوانية، وسط توقعات بتوسيع انتشار قواته وتكثيف العملية البرية، غير أن بقاء السكان المدنيين ورفضهم المغادرة جنوبا، لا سيما في جباليا والشجاعية، قد يجعل عمليات جيش الاحتلال أكثر صعوبة.
وبالتزامن مع ذلك؛ ارتقى عشرات الشهداء بعد قصف وتوغل عشرات الدبابات الصهيونية في جنوب القطاع، تجاه بلدة "القرارة" بشمال مدينة خان يونس، وعند الطريق الواصل بين شمال القطاع وجنوبه، بينما تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال في أكثر من محور.
وأمام شلال الدم الفلسطيني النازف بمجازر الاحتلال، فإن جهود التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة وإحياء مفاوضات تبادل الأسرى لن تكون سهلة، في ظل زيارة وفد أميركي لفلسطين المحتلة واجتماعه مع قادة الاحتلال لبحث مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، وليس لوقف عدوان الاحتلال الصهيوني على القطاع.
وكان القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، قد أكد مجددا، في وقت سابق، بأن محادثات التفاوض لن تستأنف إلا بعد أن يوقف الاحتلال هجماته العدوانية.
وفي نفس السياق؛ أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، عن أسفه من أن بعض الدول تطالب الاحتلال بترشيد القتل، قائلا: من المؤسف والمشين تلك المطالبات، بأن تقتل عددا أقل، وأن يكون التدمير أقل، مثل هذه المواقف هو تشريع للقتل، وعلى هذا العالم أن يطالب الاحتلال بوقف العدوان والقتل والتدمير فورا.
وقال، في تصريح له أمس، إن "غريزة الانتقام تدفع الاحتلال إلى قطع شريان الحياة عن قطاع غزة، في واحدة من أكثر الحملات العسكرية دموية ضد الشعب الفلسطينية منذ نكبة عام 1948، والتي أدت لأكثر من 15,000 شهيد وعشرات آلاف الجرحى".
وبين أن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن 312 أسرة فلسطينية فقدت 10 أفراد أو أكثر في القصف الاحتلالي، في حين فقدت 594 أسرة ما بين شخصين وخمسة أشخاص، معتبرا أن "الكلام والأرقام باتت كلها غير مجدية، ولا صرخات الأطفال مسموعة، ولا عذابات الجرحى محسوسة لدى ماكينة الإجرام الاحتلالية"، مطالبها بوقفها فورا.
وحذر من مخططات التهجير التي ما تزال ماثلة، وما تزال على طاولة مجرمي الحرب في الكيان المحتل، معتبرا أن ما يقوم به جيش الاحتلال حاليا في حشر الفلسطينيين ودفعهم باتجاه مدينة رفح، لهو أكبر دليل على نية التهجير.
وأكد الرفض الفلسطيني لإعادة احتلال القطاع، ولمخططات خلق مناطق عازلة داخل غزة، منوها إلى أن المناطق العازلة تقضم غزة، ومساحة غزة بحاجة إلى توسعة استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة، فقد كانت مساحتها حوالي 555 كم2، واليوم مساحتها 364 كم2.
وأشار إلى أنه طلب من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الإسراع في إجراءات التحقيق، ومعاقبة الاحتلال على جرائمه، مؤكدا ضرورة التضامن الحقيقي والفعلي مع الشعب الفلسطيني، من خلال الضغط لوقف العدوان، وحماية الأهالي في قطاع غزة، والضفة الغربية، بما فيها القدس.
وفي غضون ذلك؛ يتواصل تصعيد الاحتلال بالضفة الغربية، باستشهاد شابين فلسطينيين، وجرح آخرين، أمس، برصاص قواته العدوانية، في مدينة قلقيلية، إثر مواجهات عنيفة أعقبت اقتحام المدينة والانتشار في أحياء متفرقة منها، مما أدى لارتفاع عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي إلى 464، بينهم 256 شهيدا منذ بداية العدوان الصهيوني ضد قطاع غزة.

MENAFN04122023000072011014ID1107535756


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية