Monday, 10 February 2025 03:37 GMT



موقف السعودية، إسناد للأردن وفلسطين

(MENAFN- Khaberni)


إن من نافلة القول، نرى أن المملكة العربية السعودية كانت سباقة منذ تاريخ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود، لدعم القضية الفلسطينية، التي نادى بها المغفور الملك عبدالله بن الحسين الأول، حيث بدأت من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، إذ قامت القيادة السعودية بمساندة قضية فلسطين على جميع الأصعدة أكانت السياسية أو الاقتصادية، كما شاركت في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمر مدريد وانتهاءً بخارطة الطريق ومبادرة السلام الع?بية، التي اقترحها الملك عبد الله بن عبد العزيز وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد، ورغم المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة العربية استمرت السعودية بمطالبة إسرائيل بالالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تنص على الانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م.

في المقابل فقد بحث جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، تطورات الأوضاع الإقليمية

خلال اتصال هاتفي، تبادلا فيه وجهات النظر حول مستجدات الأحداث والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار حيث أعرب الملك عن ترحيبه بما صدر عن السعودية من مواقف ثابتة وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، كما بحثا تطورات المنطقة، خصوصا الأوضاع الخطيرة في غزة.

وأكد الملك، خلال الاتصال، ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية ودعا لتكثيف الجهود عربياً ودولياً لدعم الفلسطينيين في نيل كامل حقوقهم المشروعة، وتثبيتهم على أرضهم، وضمان استدامة وقف إطلاق النار بغزة.

وعليه فقد شاركت المملكة السعودية بمواقفها جنباً إلى جنب ومع الأردن وقيادته التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني للتأكيد على ضرورة وقف التصعيد بما يخص الحرب على غزة، و من هذا المنطلق نرى أن الموقف السعودي قد استرد قوته الدبلوماسية، حيث أعلنت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة أبلغت الإدارة الأميركية موقفها الثابت بأنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ووقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، ولحين حل الدولتين.

وتعزيزا للموقف العربي فقد أعلن الأمير خالد بن بدر آل سعود سفير السعودية لدى بريطانيا في 29 كانون ثاني 2025، أن المملكة العربية السعودية لن تطبّع مع إسرائيل دون حل للقضية الفلسطينية، وأن الحل هو إقامة دولة فلسطينية، وكرر الدعوة لعدم تهجير أي من سكان غزة.

ومن هنا نرى أن مواقف الشقيقة السعودية كما غيرها من الدول العربية، تقف أيضا مع الموقف الأردني الصلب لعدم تهجير أبناء غزة، فقد بعث خمسة وزراء خارجية عرب بينهم وزير الخارجية أيمن الصفدي والسعودي فيصل بن فرحان وبدر عبد العاطي ومحمد بن عبدالرحمن وعبدالله بن زايد، رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، يعبرون فيها عن رفضهم القاطع لمقترح تهجير الفلسطينيين من غزة ضمن تحرك دبلوماسي عربي لإقناع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتراجع عن طرحه المتكرر لنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو الأردن أو ?ول أخرى.

من هنا ندرك أن الخطر الحقيقي على قضايا أمتنا هو ما تصنعه الدولة العبرية المارقة وبدعم من صاحب الكرسي الرئاسي في البيت الأبيض، إذ لا جدال على التغيير الديموغرافي، فالقضية الغزاوية لم تعد قضية ريفيرا و ناطحات سحاب كما يظن ترمب أو نتنياهو، فاليوم سمعوا الإجابة الوافية بعدم الخضوع لأي قرار قد تقوم به إسرائيل أو دعم من البيت الأبيض وأي قرار خارج نطاق سيادة أي دولة عربية لن يزيدنا إلا إصرارا، فالقادة العرب أدركوا أن أربع سنوات عجاف سيكن وبالاً على الشعب الفلسطيني في غزة أو الضفة الغربية، ولهذا نتنادى ليوحد قادتن? الصف، علّ وعسى أن يغير الله ما بنا من فرقة لنجتمع أخيرا على قلب رجل واحد.

[email protected]
صحيفة الرأي

MENAFN09022025000151011027ID1109184724


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.