Wednesday, 05 February 2025 09:43 GMT



زيارة الشرع إلى تركيا مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية

(MENAFN- Alghad Newspaper)
ممدوح سليمان العامري


في تطور لافت على الساحة الإقليمية، وصل الرئيس السوري "أحمد الشرع" إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية، وذلك في محطته الثانية بعد زيارته إلى السعودية. وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود إعادة ترتيب العلاقات بين سوريا وتركيا بعد سقوط نظام الأسد، وهي خطوة تعكس تحولات استراتيجية مهمة في المنطقة.
شهدت العلاقات بين دمشق وأنقرة توترات كبيرة خلال سنوات الحرب السورية. إلا أن سقوط نظام الأسد فتح الباب أمام إعادة هيكلة العلاقة بين البلدين، خاصة في ظل المصالح المشتركة التي تجمعهما، سواء فيما يتعلق بالاستقرار الأمني أو الترتيبات العسكرية والاقتصادية المستقبلية.
واحدة من القضايا المهمة المطروحة على طاولة المباحثات هي إنشاء قاعدتين جويتين تركيتين، إحداهما في محافظة حمص وسط سوريا، وهذه المسألة ستكون جزءًا رئيسيًا من المفاوضات، إلى جانب قضايا عسكرية أخرى. ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل متباينة، خصوصًا من الأطراف الدولية الفاعلة في المشهد السوري، مثل روسيا وإيران.

ملف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) سيكون حاضرًا بقوة في المباحثات، نظرًا إلى أن تركيا تعتبر هذه القوات تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، بينما تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى إعادة بسط سيادتها على كامل أراضيها، الأمر الذي قد يشكل نقطة توافق بين أنقرة ودمشق، خاصة إذا كان هناك اتفاق على تقليص نفوذ "قسد" مقابل تقديم ضمانات تركية بعدم التدخل المباشر في الشؤون الداخلية السورية.
زيارة الرئيس السوري إلى تركيا بعد السعودية تعكس توجهًا جديدًا نحو بناء تحالفات إقليمية، وهو ما قد يؤثر على موازين القوى في المنطقة. فتركيا، التي لعبت دورًا رئيسيًا في الأزمة السورية خلال العقد الماضي، تسعى اليوم إلى إعادة صياغة استراتيجيتها بما يتناسب مع التغيرات الحاصلة على الأرض. في المقابل، تحاول القيادة السورية الجديدة تحقيق استقرار سياسي وعسكري يمكّنها من إعادة بناء الدولة بعد سنوات من الحرب.
تعد هذه الزيارة خطوة أساسية في رسم ملامح العلاقة المستقبلية بين سوريا وتركيا، كما ان الملفات المطروحة للنقاش، سواء المتعلقة بالقواعد العسكرية أو التهديدات الأمنية، ستحدد طبيعة التعاون المستقبلي بين البلدين. ومع استمرار المباحثات، يبقى السؤال الأهم: هل تشهد المنطقة تحولًا استراتيجيًا يعيد ترتيب التحالفات، أم أن التحديات ستظل عائقًا أمام تحقيق تفاهمات حقيقية بين الجانبين؟

MENAFN04022025000072011014ID1109168075


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.