Saturday, 01 February 2025 11:55 GMT



التوعية الجنسية في الإسلام: جرأة ووضوح في الحلال

(MENAFN- Khaberni)

خبرني - لطالما كان الإسلام دين وضوح وواقعية، يتناول أدق تفاصيل الحياة دون كبت أو تحريم لما هو مباح. ومن أبرز القضايا التي أكد عليها الإسلام بجرأة مسألة العلاقة الزوجية، حيث لم يكن الحديث عن الجنس بين الزوجين من المحرمات، بل كان موضوعًا يُناقش في العلن بحضور الصحابة، ويُتناول في كتب الفقه والأدب الإسلامي.

لكن ما حدث لاحقًا أن المجتمعات العربية والإسلامية بدأت في كبت الحديث عن هذه القضايا، معتبرةً أن أي نقاش عنها عيب أو محرم، مما أدى إلى تدمير العائلات، وظلم المرأة التي قد تجد نفسها في علاقة زوجية غير متوافقة، لكنها لا تجرؤ على الحديث أو المطالبة بحقوقها.

اليوم، ومع ارتفاع نسب الطلاق والمشكلات الزوجية، آن الأوان لإعادة النظر في هذه القضايا من منظور إسلامي أصيل، يعتمد على الصراحة والوضوح، كما كان عليه الحال في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء الأوائل.

قصة زوجة رفاعة القرظي: عندما طُرحت المسألة في العلن

جاءت زوجة رفاعة القرظي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمام الصحابة تشتكي من زوجها الجديد، عبد الرحمن بن الزبير، قائلةً بصراحة:

"يا رسول الله، إن رفاعة طلقني فبتّ طلاقي، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإن ما معه مثل هدبة الثوب!"

في تعبيرها هذا، كانت تقصد أن زوجها الجديد غير قادر على المعاشرة الزوجية، وأن عضوه صغير وضعيف، وهو ما أثر على حياتها الزوجية.

لم ينهرها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يوبخها على جرأتها، بل استمع إليها باهتمام، وأجابها بوضوح فقهي:

"أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك."

أي أنه لا يجوز لها الرجوع إلى زوجها الأول إلا إذا حدث جماع فعلي مع الزوج الثاني، وهو ما يُعرف في الفقه الإسلامي بـ"تحقق الوطء"، لضمان أن الزواج الجديد لم يكن مجرد تحايل للعودة إلى الزوج الأول.

هذه القصة التي حدثت في العلن، وأمام الصحابة، تدل على انفتاح الإسلام في مناقشة العلاقات الزوجية، دون خجل أو كبت. فالقضية لم تكن تُعامل كموضوع محظور، بل كان النقاش فيها مشروعًا طالما أنه يتعلق بالحلال والحقوق الشرعية.

جلال الدين السيوطي: عالم فقه كتب عن الجنس بلا حرج

يُعد الإمام جلال الدين السيوطي (1445-1505م) من أبرز العلماء المسلمين الذين ناقشوا قضايا العلاقات الزوجية والجنسية بشكل مفصل في كتبه، معتمدًا على الأدلة الشرعية، والأحاديث النبوية، والحكمة الطبية.
من أشهر مؤلفاته في هذا المجال:

"نواضر الأيك في معرفة النكاح استخدم اسم اكثر جرأة من النكاح"

كتاب يتناول العلاقة الزوجية بوضوح وصراحة، مستعرضًا ما ورد في الفقه والأحاديث النبوية.

يتناول موضوع الجنس والزواج من منظور إسلامي وأدبي، دون حرج.

يعكس اهتمام العلماء القدماء بالتثقيف الجنسي في إطار الحلال.

"الوشاح في فوائد النكاح"

يناقش أهمية الزواج وفوائده، وأثر التوافق الجنسي في بناء حياة زوجية سعيدة.

يستعرض الفروق بين الأزواج وأهمية التوعية الجنسية قبل الزواج.

"رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه"

كتاب يركز على الصحة الجنسية للرجال، ويستعرض وسائل تقوية القدرة الجنسية وفقًا للطب الإسلامي والتقاليد القديمة.

يحتوي على نصائح غذائية ووصفات طبيعية لتحسين الأداء الجنسي.

هذه الكتب تثبت أن الفقهاء والعلماء المسلمين لم يكونوا يعتبرون الحديث عن العلاقة الزوجية "عيبًا" أو "حرامًا"، بل كان جزءًا من العلوم التي يجب تعلمها لضمان حياة زوجية مستقرة.

الإسلام لم يكن مكبوتًا.. فلماذا نحن كذلك؟

1. قصة زوجة رفاعة القرظي تثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع الحديث عن المشكلات الجنسية في الزواج، بل ناقشها علنًا وبوضوح.

2. كتب السيوطي تظهر كيف أن العلماء المسلمين تناولوا العلاقة الزوجية بأدلة علمية وشرعية دون خجل.

3. التاريخ الإسلامي حافل بنقاشات صريحة عن الجنس في إطار الحلال، بينما المجتمعات الحديثة أصبحت تعاني من كبت غير مبرر، أدى إلى ارتفاع معدلات الطلاق، وانتشار الجهل بالثقافة الجنسية بين الأزواج.

الحلال ليس عيبًا، بل الكبت هو ما يؤدي إلى المشاكل الزوجية وتدمير الأسر.

التوعية الجنسية في الإسلام تعني الجرأة والوضوح في الحلال، فهل ترى أننا بحاجة اليوم إلى إعادة إحياء هذه المفاهيم كما كان عليه الأمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟

MENAFN01022025000151011027ID1109155103


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية