Sunday, 02 February 2025 07:06 GMT



2.3 تريليون دولار تجارة دول التعاون 2033

(MENAFN- Al-Bayan) دبي - البيان
كشفت دراسة حديثة عن الآفاق القوية لتجارة دول التعاون، حيث من المتوقع أن يرتفع إجمالي حجم تجارتها إلى 2.3 تريليون دولار بحلول 2033، بدعم من التوسع الكبير عبر الممرات التجارية لدول المجلس.

وتوقعت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، نمو التجارة العالمية بمعدل سنوي 2.9% حتى 2033، مؤكدة أنه في إطار التحولات الكبيرة التي تشهدها أنماط التجارة العالمية وظهور ممرات اقتصادية جديدة وتطور العلاقات التقليدية بين دول العالم، فإن منطقة دول التعاون ستمارس دوراً محورياً متزايداً في ربط طرق التجارية الرئيسية بين الشرق والغرب.

وتأتي تلك التوقعات ضمن الرؤى الرئيسية لأحدث دراسة لمجموعة بوسطن كونسلتينج جروب بعنوان ((القوى العظمى، الجوانب الجيوسياسية، ومستقبل التجارة الدولية))، والتي تقدم تحليلاً للبيانات التجارية والاقتصادية عبر أكثر من 150 دولة.
صدارة الصين
وتُسلط الدراسة الضوء على الصين كأكبر سوق من حيث النمو بقيمة 88 مليار دولار (بمعدل نمو سنوي مركب 5.7%)، تليها اليابان بـنحو 46 مليار دولار (بمعدل نمو سنوي مركب 9.4%)، وتُظهر أن التجارة غير النفطية لدول مجلس التعاون ستنمو 3.5% سنوياً، مما يبرز الجهود الناجحة لدول الخليج في تنويع اقتصاداتها.

وأكدت الدراسة أنه مع التحول في أنماط التجارة العالمية، فإن دول مجلس التعاون رسخت مكانتها كحلقة وصل محورية بين الشرق والغرب. ويظهر ذلك واضحاً في التحول الواسع لتدفقات التجارة العالمية، حيث من المتوقع أن تزيد تجارة الصين مع الجنوب العالمي بقيمة 1.25 تريليون دولار، وأن تنمو التجارة بين الدول النامية بـ 673 مليار دولار حتى 2033.

وأشارت إلى أن الموقع الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي وتوسع بنيتها التحتية، يعزز قدرتها على استغلال الفرص الناشئة من تلك التحولات في تطوير ديناميكيات التجارة.
لحظة حاسمة

وقال رامي رافيه، الشريك الإداري في بوسطن كونسلتينج جروب: ((إن إعادة تشكيل تدفقات التجارة العالمية تمثل لحظة حاسمة لدول مجلس التعاون الخليجي. ومع التحول الكبير في مسارات التجارة الدولية، فإن منطقة الخليج ليست مجرد محور جغرافي، لكنها مركز مهم لتشكيل الأنماط الاقتصادية الجديدة. حيث إن الاستثمار المدروس في القدرات يمكّن دول مجلس التعاون من تحقيق نجاح أكبر من خلال تطوير خيارات استباقية بدلاً من الاستجابات التفاعلية. ويمكن الاستفادة من ذلك في تشكيل الممرات التجارية الناشئة، خصوصا مع تطور التجارة في دول الجنوب العالمي)).

فرص جديدة

وتكشف الدراسة عن أن التحولات الكبرى عبر المناطق التجارية الرئيسية ستعيد تشكيل التجارة العالمية. وبينما تترسخ أمريكا الشمالية ككتلة تجارية متينة مع زيادة التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك بقيمة 315 مليار دولار بحلول 2033، تبرز رابطة دول جنوب شرق آسيا ((آسيان)) كمستفيد كبير من التحولات العالمية حيث تنمو تجارتها سنوياً بنحو 3.7%. فيما يُعد مسار الهند مهماً بشكل خاص، ومن المتوقع أن تصل التجارة الإجمالية عبره إلى 1.8 تريليون دولار سنوياً بحلول 2033، مدفوعة بدورها المتزايد كمركز عالمي للصناعة.

قوة متنامية
في غضون ذلك، تُمثل القوة المتنامية للجنوب العالمي أحد أبرز التطورات في التجارة العالمية، مع مشاركة هذه الدول التي يبلغ عددها 133 دولة، وتمثل 62% من سكان العالم، بنحو 18% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومن المتوقع أن تنمو التجارة السنوية بين دول الجنوب العالمي بمقدار 673 مليار دولار خلال العقد القادم، بينما من المتوقع أن تصل قيمة التجارة بين الجنوب العالمي والاقتصادات المتقدمة إلى 1.67 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2033.
وللتعامل مع تلك التحولات التجارية واغتنام الفرص الناشئة التي توفرها، تحدد الدراسة توصيات رئيسية عدة لقادة الأعمال في المنطقة وتتضمن:

تطوير سلاسل توريد مرنة تتسم بالشفافية من خلال تنويع استراتيجيات التوريد التجاري وتعميق العلاقات مع الموردين الرئيسيين عبر الممرات التجارية الناشئة وبناء القدرات الجيوسياسية للتنبؤ بشكل أفضل بتحولات التجارة والاستجابة لها، خصوصاً في الأسواق سريعة التطور في آسيا وأفريقيا.
سلاسل التوريد

وقال كريستيان رودريغيز- شيفيل، الشريك ومدير التجارة والاستثمار والجيوسياسية في بوسطن كونسلتينج جروب، إن ((التنقل بين المشهد التجاري المُعقد بالنسبة لقادة الأعمال، يتطلب أكثر من مجرد سلاسل التوريد المرنة، حيث يتطلب نهجاً قائماً على الرؤى للتحولات الجيوسياسية.

وسوف يأتي النجاح لأولئك الذين يعملون على تنمية التعامل بذكاء في الأسواق، ويطورون تخطيطاً قوياً لمساراتهم، ويبنون محفظة من الخيارات الاستراتيجية، اعتماداً على القوة الجيوسياسية.

ويعمل التنوع على زيادة المرونة، حيث تكمن هنا الفرصة الحقيقية في تشكيل الشراكات التجارية الجديدة التي تعالج الفجوات الجيوسياسية وتتعامل مع التحديات وتكتشف الفرص الناشئة من الأحداث الجيوسياسية. وبينما تستمر أنماط التجارة العالمية في التطور، تتمتع دول مجلس التعاون بمكانة متميزة لتمارس دوراً حيوياً متزايداً في الربط بين الشرق والغرب.))

MENAFN29012025000110011019ID1109143670


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.