الاحتلال يمنع العودة إلى نصف أحياء مدينة رفح ويهدد سكان غزة

واستهدفت قوات الاحتلال من جديد، المناطق والأحياء الواقعة على أطراف مدينة رفح الجنوبية، والقريبة من“محور فيلادلفيا” الحدودي مع الأراضي المصرية، حيث لا تزال قوات الاحتلال متمركزة في تلك المنطقة.

وطالت طلقات من أسلحة رشاشة ثقيلة حي تل السلطان ومخيم يبنا والعديد من المناطق المجاورة، مما حال دون قدرة السكان على التحرك في تلك المناطق.

كما قامت الزوارق الحربية المنتشرة على طول ساحل بحر المدينة، بإطلاق النار أكثر من مرة على منطقة الشاطئ، مهددة بذلك النازحين المقيمين في منطقة“مواصي” رفح.

وقد حالت هذه الهجمات التي تطال أحياء مدينة رفح القريبة من محور فيلادلفيا، دون عودة سكانها النازحين منذ تسعة أشهر، حيث يعبر السكان عن خشيتهم من استهدافات أكبر في قادم الأيام، في حال العودة إلى هناك، خاصة بعد عمليات القصف المدفعي والهدم التي طالت عدة مبانٍ خلال الأيام الماضية، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا.

إلى ذلك، ذكرت مصادر من المدينة، أن هناك أكثر من 50% من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة تصنف مناطق سكنهم ضمن“المنطقة الخطرة”، حيث لا يستطيعون العودة إليها، في ظل استمرار تواجد جيش الاحتلال على طول“محور فيلادلفيا”.

كما هاجمت آليات الاحتلال المتمركز على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس المجاورة، البلدات والأحياء القريبة، بإطلاق رشقات كثيفة من الأسلحة الرشاشة الثقيلة.

وأصيب مواطنان جراء إلقاء طائرة مسيرة إسرائيلية“كواد كوبتر”، قنبلة على أحد الأماكن في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

وذكرت فرق الإسعاف والدفاع المدني، أن عدد من النازحين الذين عادوا إلى مناطق سكنهم شمال غزة، تعرضوا لإصابات وحالات إعياء، بسبب التزاحم وطول المسافة.

وفي السياق، ذكرت تقارير عبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أقام مجموعة جديدة من المواقع العسكرية، في محيط قطاع غزة بالتوازي مع انسحابه من“محور نتساريم”.

وذكرت صحيفة“إسرائيل اليوم” أن الهدف من هذه المواقع العسكرية هو“إنشاء منطقة أمنية عازلة كبيرة بين الأراضي الإسرائيلية وقطاع غزة لمنع الفلسطينيين من الاقتراب”.

وحسب اتفاق التهدئة الذي جرى التوافق على مرحلته الأولى، سيجري انسحاب جيش الاحتلال من مراكز المدن والمناطق المأهولة، والتمركز داخل قطاع غزة لمسافة 700 متر، على أن تمتد هذه المسافة لـ1100 متر في خمس نقاط على طول الحدود.

وأصدر جيش الاحتلال بيانا جديدا مرفقا بخارطة توضح مكان تواجد قواته في هذا الوقت في قطاع غزة، بعد الانسحاب من الجهة الغربية لـ“محور نتساريم”، وتموضعه على طول الحدود الشمالية والشرقية للقطاع.

‏وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي في منشور على موقع“فيسبوك”، بعد وضع محددات عودة النازحين إلى مناطق الشمال، حسب الاتفاق المبرم، إنه يحظر الاقتراب إلى قوات جيشه، في كل أماكن انتشارها وتمركزها.

وأشار إلى أنه في منطقة جنوب القطاع، يحظر الاقتراب إلى منطقة معبر رفح و”محور فيلادلفيا”، وكافة مناطق تمركز القوات.

كما هدد من ممارسة الصيد والسباحة والغوص والدخول إلى البحر على طول شاطئ قطاع غزة، في الأيام المقبلة، مهددا كذلك سكان قطاع غزة من“التوجه نحو الأراضي الاسرائيلية والاقتراب إلى المنطقة العازلة”.

وفي سياق قريب، تتواصل الاتصالات التي يقوم بها الوسطاء، من أجل إنجاح عملية تبادل الأسرى المقررة بعد أيام، والتي تشمل الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود، والتي أعاقت إسرائيل بسبب عدم خروجها السبت الماضي، عملية عودة النازحين إلى شمال القطاع لمدة يومين.

وقد كانت حركة حماس سلمت ليل الأحد، إلى الوسطاء، المعلومات المطلوبة عن قائمة الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم طوال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.

وفي إسرائيل، ذكر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن حماس ستطلق سراح 3 محتجزين إضافيين السبت المقبل، إضافة إلى أربيل يهود والمجندة أغام بيرجر ومحتجز آخر، مؤكدا تلقي قائمة تتضمن وضع المحتجزين الذين سيطلقون في المرحلة الأولى.

وقد أكدت مصادر إسرائيلية أنه جرى الحصول على قائمة وضع المختطفين، وأنها تتطابق تقريبا مع التقديرات الاستخباراتية.

وذكرت“القناة 12” العبرية، أنه سيجري إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين يومي الخميس والسبت القادمين، وأن قائمة حماس التي سلمت تشير إلى أن غالبية الأسرى الإسرائيليين الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى على قيد الحياة.

وأشارت إلى أن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيصل إلى إسرائيل يوم الأربعاء القادم للإشراف بنفسه على تنفيذ الصفقة بين إسرائيل وحماس.

MENAFN27012025000205011050ID1109133058