(
MENAFN- Al Watan)
إن كتب الله عليك وزرت محلات ((الأسر المنتجة)) التي تبيع الشوكولا المغلف ((فايف ستارز)) فتأمل الغلاف الخارجي لأغلب ما تقع عليه عينك؛ وإن كان سعر العلبة الصغيرة أقل من 79 ريالاً فأنت ذو حظ عظيم، وافحص نوع الشوكولا وستجدها هي نفسها التي تباع بنصف ريال في البقالة، ووزن الشوكولا التي داخل هذا الغلاف بما يقارب 7 إلى 10 ريالات من تلك التي في البقالة، فما تغير أنها قسِّمت وفصِّلت وغلِّفت بشكل منسق داخل العلبة، فما الـ69 ريالاً المتبقية؛ إنما هي للغلاف الخارجي المصمم بألوان وخطوط ذهبية وتصاميم محفورة للخط؛ فالمهم ((غلاف يشرف))، وللعلم فالعميلات لهذه المحلات لسن من الطبقة المخملية بل تجدهن من ذوي
الدخل المتوسط وربما من أسر ضمانية.
ولو تتبعت خط بيع هذه العلبة؛ ذات الغلاف الفاخر فمن المحتمل أن تجدها ذهبت لغرفة خاصة في مستشفى للولادة الذي ومنذ وصولك لمواقف السيارات به؛ ستعلم أن ((دانا)) أو ((تالا)) أو أياً من الأسماء قد حلت مولودة على هذا المستشفى في ذلك اليوم، بسبب وجود علب للمياه ((أبو ربع)) وقد غلفت بغلاف يحمل اسم صاحبة هذا المولد الميمون وبالونات وورود وتيشيرتات وربما شاشات خارج باب الغرفة وهكذا، والطبيعي أن هذا كله من تنسيق ((أسر منتجة))، بينما هذا المسمى الذي يشعرنا بالفخر بأسرنا ما هو إلا غطاء لمن ابتكر كل هذه ((السفاسف))، فالمصمم الذي صمم اسم تالا على العلبة والوردة والبالون و((نافخها)) وناقلها ولاصقها وشاريها من سوق الجملة ما هم إلا عمالة أجنبية تبتكر كل يوم ((سفسفة)) جديدة لتمتص ما في جيوب الأسر العاملة بحجة أنها تذهب لأسر منتجة، فإذا كان هذا الحال اليوم؛ فتصور ما ستقوم به ((تالا)) أو ((دانا)) بعد أن يكبرن ويتزوجن ويخلفن ((بانا)) أو ((تاتا)) فإذا كانت والدة تالا قامت بكل هذه البهرجة هذه الأيام ورأته تالا بعد 20 عاماً، فبالتأكيد سيكون في نظرها ((بهرجة الطيبين))، فيا ترى ما ستكون عليه الأفكار الابتكارية لامتصاص جيوب الأسر العاملة آنذاك، فمن الطبيعي أن نجد ((تالا)) وقد تعاقدت مع شركة للأسر المنتجة في سويسرا ومختبر لعلم الخلايا للأسر المنتجة في أمريكا لكتابة اسم ((بانا)) على جلدها وهي جنين ويتم تصويرها وهي في رحم أمها ((تالا)) وهكذا، فالمهم هو ما يراه من حولنا على الغلاف ولا يهم ما داخل الغلاف.
فالسؤال هنا لوالد ووالدة ((تالا)) وجيرانها والحي بأكمله، هل يهمكم القيمة الحقيقية لما بداخل علبة الشوكولا أم يهمكم فقط الغلاف، وهل ما ستنفقونه على الغلاف للفرح الذي ستلد فيه ((تالا)) من بالونات وورود وملابس وبهرجة وما يخلفه من عبء مادي عليكم؛ هل سيجعلكم بصفاء تفكير لتتنبهوا يوماً ما بداخل ((تالا)) أم إنكم ستركزون على الغلاف لتالا ولعلبة الشوكولا التي بحفلها، وهل تالا ستكون مثلكم بعد زواجها لا تهتم إلا بما يظهر على غلاف ((بانا)) و((تاتا)) فحق عليكم أن تخبروا زوجها في ما يخص الهدايا والزواج أنك (ستشتري وتتزوج الغلاف فقط).
MENAFN26012025000089011017ID1109131090
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.