(
MENAFN- Alghad Newspaper)
عواصم - رغم قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي إخفاء هويات الضباط والجنود المشاركين في حرب الإبادة على قطاع غزة ومنع نشر أسمائهم أو صورهم كمحاولة واضحة لتجنب ملاحقتهم قانونياً عند سفرهم إلى الخارج أو عودتهم، إلا أن تحقيق العدالة يبقى ممكناً على المدى الطويل بفضل التطور التكنولوجي.
ويمكن للتقنيات الحديثة أن تلعب دوراً محورياً في كشف هويات الجنود المتورطين في جرائم الحرب في قطاع غزة، من خلال تتبعهم إلكترونيا ومن خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الجغرافية، حتى في حالات محاولات إخفاء هوياتهم.
ويرى الباحث في السياسة السيبرانية خالد وليد محمود أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل البيانات الضخمة. وفي حالة جنود الاحتلال في غزة، يمكن استخدامه للتعرف على وجوههم من خلال فحص الصور والفيديوهات، وربطها بهويات محددة باستخدام تقنيات التدريب على البيانات الكبيرة، مما يساعد في كشفهم بدقة.
ويتفق المتخصص في سياسات الذكاء الاصطناعي نبيل عودة مع هذا الرأي، حيث يشير إلى أن التجربة الأوكرانية في استخدام التقنيات المتقدمة لتوثيق الانتهاكات وتحديد هوية الأفراد قد تكون نموذجا قابلا للتطبيق في حالة جنود الاحتلال في غزة.
فقد اعتمدت السلطات الأوكرانية على تقنية (Clearview AI) التي ساعدت في التعرف على هوية أكثر من 230 ألف شخص، سواء كانوا جنودا أو مدنيين روسا، من خلال تحليل الصور والفيديوهات المنشورة على الإنترنت.
ويضيف أنه يمكن لتقنيات مثل (UKROPTOSS) التي تجمع بين التقارير الميدانية وصور الأقمار الصناعية توثيق الانتهاكات، وأن تساعد في تحديد أماكن وقوعها، بما في ذلك الهجمات على المدنيين والمرافق الحيوية، وتوثيق هذه الحوادث باستخدام صور وفيديوهات ذات توقيع زمني ومكاني دقيق.
كما يمكن الاعتماد على أدوات مثل (Palantir) القادرة على دمج البيانات من مصادر متعددة وتنظيمها بطريقة تسهّل العمل عليها، وهذا يتيح للمستخدمين، مثل الحكومات أو وكالات الاستخبارات، التعرف على الأنماط أو حتى تحديد الأفراد أو المجموعات المرتبطة بأنشطة معينة، مثل الجريمة أو الإرهاب، بناءً على تحليل البيانات، وفق حديثه.
وتعد التقنيات الحديثة المستخدمة في تحديد الموقع الجغرافي أداة قوية لتتبع تحركات الجنود المقاتلين في غزة، فعندما يتم تصوير الجنود في مناطق معينة باستخدام الهواتف المحمولة أو كاميرات الفيديو يمكن للـGPS المدمج أن يوفر بيانات دقيقة حول الموقع الجغرافي.
وفي العديد من الحالات، يقول الخبيران إنه يتم التقاط الصور والفيديوهات أثناء العمليات العسكرية، وهو ما يسمح للمحققين باستخدام هذه التقنية لمطابقة الصور مع المواقع الجغرافية.
ويقول عودة إنه يمكن الاستعانة بمنصة (Bellingcat) التي تعتمد على تقنيات متقدمة لتوثيق المعلومات عبر الإنترنت، وخصوصًا في تحديد المواقع الجغرافية للأحداث من خلال تحليل الفيديوهات والصور.
وتستخدم المنصة أدوات مثل تحليل البيانات الوصفية وصور الأقمار الصناعية لمقارنة المناظر الطبيعية أو المباني المدمرة مع الخرائط الحديثة، مما يساعد في تحديد مواقع المقاتلين، حتى في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وأظهرت مقاطع لجنود من الاحتلال وهم يستمتعون بتدمير المنازل والبنية التحتية في غزة، بينما يتفاخرون باستخدام الأسلحة الثقيلة في تدمير المدن.
وكانت هذه الفيديوهات والصور تُلتقط عبر الهواتف المحمولة أو كاميرات الفيديو الخاصة بهم وبشكل متكرر، ويتم تداولها على منصات التواصل.
ويقول الباحث بالسياسة السيبرانية خالد وليد محمود إنه يمكن من خلال أدوات الاستخبارات من المصادر المفتوحة (OSINT) تحليل هذه المقاطع وتحديد الروابط الاجتماعية بين الجنود وأفراد آخرين من خلال متابعة تفاعلاتهم، مثل التعليقات والإعجابات والمشاركات. وبهذا يمكن معرفة جنسياتهم وزملائهم في الخدمة أو شركائهم بالعمليات، مما يساهم في توسيع دائرة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وتوثيق أدوارهم بشكل أوسع.
ويؤكد الخبراء أن "الذاكرة الرقمية" تعد أداة حيوية في تحقيق العدالة لأن الإنترنت لا ينسى، حيث تظل المواد المنشورة على الشبكة العنكبوتية محفوظة للأبد، حتى بعد محاولات حذفها أو تعديلها. وتبقى هذه المواد مثل الصور والتقارير متاحة ويمكن استرجاعها في أي وقت، مما يجعلها مصدرًا هامًا للأدلة القانونية.-(وكالات)
MENAFN25012025000072011014ID1109128819