(
MENAFN- Alghad Newspaper)
لعله السؤال الأهم الذي يدور في أذهان العديد من مراكز الدراسات والأبحاث، والساسة، ورجال الفكر، وحتى بين العوام في جميع أنحاء العالم.
كيف نكسب ود دونالد ترامب؟ سيد البيت الأبيض القادم بقوة إلى سدة الحكم، والذي يملك من الخطط الطموحة لتدشين العصر الذهبي لبلاده، كما وصفه في خطاب تنصيبه رئيسا للقوة الأعظم بشريا على وجه الأرض، ما قد يغير شكل العالم.
أما الإجابة فتكمن في مزيج من الحنكة والذكاء، والحكمة والدهاء، لقراءة محفزات سلوك ومفاتيح شخصية الرئيس الـ47 للولايات المتحدة والتي تتقاطع، بطبيعة الحال، في عدة أمور.
وفي الحديث عن المحفزات، فنحن أمام رجل مغال في الوطنية، يقدم مصلحة بلاده مقرونة بمصلحته الشخصية على كل شيء، مستندا في كل ذلك إلى ولعه بلعب دور البطولة المطلقة، المشبعة بنرجسية لا تعترف بالإنجاز إلا إذا كان هو عرابه، متطلعا أن يسجل التاريخ له، ومن وجهة نظره، صناعته للعصر الأقوى لبلاده على مسار تاريخها.
وهو لذلك، لا يأبه بمصالح الدول والشعوب الأخرى إلا إن كانت تصب في مصلحة بلاده، خصوصا الاقتصادية، والتي يرى فيها الأحق بخيرات العالم.
أما المفاتيح لشخصيته فتكمن في ثلاثة يؤمن بها الرئيس الجمهوري، وهي الأسس لكسب وده خلال أربع سنوات من حكم قد يغير خريطة العالم وتحالفاته، ليغدو أصدقاء الأمس بالنسبة له أعداء اليوم، والعكس صحيح، في عقلية رجل لا يأبه بالأعراف الدبلوماسية والمؤسسية، بقدر حرصه على إدارة كل شيء من حوله بعقلية رجل الصفقات، الذي يسعى ليكون هو وبلاده من يحصدون الثمار دوما.
ويكمن أول هذه الأمور في قوة المال ومن يملكه من دول العالم، لتكون الاستثمارات المولدة لفرص العمل والمحركة للاقتصاد في عموم أنحاء الولايات المتحدة مقصدا لهذا المال. ولن يضيع ترامب فرصة لذلك، فهو من المؤمنين بالطبيعة التجارية في بناء العلاقات.
وأما ثانيها فهو قوة التأثير في الإعلام الأميركي، والذي يستخدمه ترامب، بغض النظر عن الوسيلة، لإيصال ما يجول في خاطره إلى قادة وشعوب العالم. ومنها مثلا، رسائله بخصوص إشعال جحيم في الشرق الأوسط إن لم يكن هناك اتفاق لوقف الحرب الإسرائيلية في غزة قبل تنصيبه، ومنها رسائله بخصوص جزيرة غرينلاند وقناة بنما، والتي يسعى لإخضاعهما للنفوذ الأميركي. وعليه، فإن من يملك التأثير في الإعلام الأميركي، وهذا يتطلب علم وعلاقات ومهنية خبراء الاتصال الاستراتيجي، سيملك التأثير في شخصية الرئيس الأميركي بنفس أسلوبه، على أن تكون الرسائل موجهة إلى ما يحاكي نمط تفكيره، خصوصا التماهي مع ما يستهويه من كيل للمديح إرضاء لغروره باعتباره البطل الأوحد في العالم. ولعل إظهار الاحترام الكبير لما تحتله القيم الوطنية الأميركية من قدسية في عقل وقلب ترامب من الأساليب الأقوى في كسب ود الرجل.
وثالثها، فيتأتى من القدرة على بناء علاقات شخصية مع الرئيس الأميركي والدائرة المحيطة به، خصوصا صديقه المقرب الملياردير إيلون ماسك، حيث يفضل ترامب دوما التعامل مع الأشخاص والوصول إلى تفاهمات معهم أكثر من الاعتماد على العمل المؤسسي بين الدول، مؤمنا أن التفاهمات الشخصية هي ما يقود إلى المؤسسية أولا، وليس العكس.
وفي كل ما تقدم، تبقى اللغة البراغماتية التفاوضية المبنية على المصالح المشتركة ما قد يكون الأجدى في التعامل مع الرئيس الأميركي الجديد، شريطة أن يكون الوضوح والمباشرة أساس ذلك منذ البداية مع رجل لا ينسى من يسيء إليه، ولنا في تعامله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مثالا كيف يمكن لزعيم البيت الأبيض من قلب الطاولة على حلفائه بين ليلة وضحاها.
MENAFN24012025000072011014ID1109126920
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.