(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥ - 02:00
رام الله - (أ ف ب): عندما نزلت من الحافلة التي أقلت معتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيلية فجر الاثنين، لم تتمكّن القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة الجرار من الكلام، وبدت شاحبة وقد غطّى اللون الأبيض شعرها المرفوع. بعد ساعات، تحدثت إلى وكالة فرانس برس عن «سوء معاملة» في السجون الإسرائيلية، نفته مصلحة السجون.
كانت واحدة من مئات المعتقلين الفلسطينيين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، الذين أفرج عنهم في إطار اتفاق الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل الذي بدأ تنفيذه الأحد. تحلّق حولها المستقبلون في رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وكانوا يهتفون فرحا بالعائدين. أما هي فبدت منهكة وضعيفة. في اليوم التالي، قالت جرار لوكالة فرانس برس «كانت المرة الأولى التي أتحدّث فيها مع بشر بعدما عُزلت في زنزانتي مدة ستة أشهر».
كانت قد صبغت شعرها باللون الأسود وأسدلته على كتفيها، وكانت تستقبل المهنئين. وتشغل جرار (61 عاما) عضوية المكتب السياسي للجبهة الشعبية، وترأس «مؤسسة الضمير» الحقوقية، وتعتبر ناشطة سياسية ونسوية. اعتُقلت إداريا مرّات عدّة كان آخرها في ديسمبر 2023، بعدما كانت أمضت 20 شهرا في الاعتقال الاداري بين عامَي 2018 و2019، وكانت توجّه إليها في كلّ مرة تهمة «تهديد أمن الدولة». والاعتقال الإداري نظام ورثته إسرائيل عن الانتداب البريطاني، ويتم بموجبه وضع الشخص رهن الاعتقال دون توجيه تهمة محددة له، ويصنّف «ملفه سرّيا» لفترات تبدأ بثلاثة أشهر ومن الممكن ان يتمّ تمديدها لسنوات.
وتقول جرار «ظروف الأسرى والأسيرات صعبة جدا. منذ عام 1967 حتى اليوم، لم تكن الظروف بمثل هذه القسوة». وتتحدّث عن «اعتداءات متكرّرة»، مثل «الرشّ بالغاز بشكل مستمر، كمية طعام قليلة ونوعية رديئة»، مندّدة بـ«سياسة العزل التي تمارسها سلطات الاحتلال». وتقول خالدة «مكثت في العزل ستة شهور»، مشيرة الى أن هذا كان ظاهرا تماما في صورها الاثنين لدى خروجها من الحافلة. وتشير الى أن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية «يعاملون وكأنهم ليسوا بشرا». وتتابع «لذلك، نقول إن قضية الأسرى والأسيرات هي قضية شعبنا، ويجب التصدّي بشكل وطني لكل السياسات التي تمارس بحق أسرانا وأسيراتنا حتى حريتهم جميعا».
وبدأ الأحد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد أكثر من 15 شهرا من حرب مدمّرة في قطاع غزة. وبالإضافة الى وقف العمليات القتالية، يشمل الاتفاق تبادل رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة ومعتقلين في سجون إسرائيلية. وفي الدفعة الأولى من التبادل، أفرج عن ثلاث إسرائيليات وقرابة تسعين فلسطينيا. كانت جرار تستقبل المهنئين الى جانب عبلة سعدات، زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات المعتقل لدى إسرائيل منذ العام 2002 بتهمة اغتيال وزير إسرائيلي. وأفرج عن سعدات ضمن صفقة التبادل بعدما كانت رهن الاعتقال الإداري منذ سبتمبر العام الماضي.
وتقول لوكالة فرانس برس إنها تسلمت قرار تجديد الاعتقال الإداري لستة أشهر إضافية في اليوم الذي أطلق فيه سراحها. وتضيف «التهمة التي وجهت إليّ هي أنني أزعزع أمن الدولة، من دون أن أعرف كيف». وتتابع سعدات العضو في مجلس إدارة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية الذي تعتبره إسرائيل «منظمة إرهابية»، «أتمنى الحرية لكلّ أسرانا وأسيراتنا لأن الحرية هي أغلى ما يملكه الإنسان». وتقول «كانت السجون تعتبر مدارس، لكن سُحبت كل الانجازات واصبحت مقابر تضيق على الأسرى والأسيرات».
MENAFN23012025000055011008ID1109124278
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.