(
MENAFN- Alghad Newspaper)
حابس العدوان
دير علا- تسود فرحة غامرة في بلدة الملاحة في لواء دير علا بالأغوار الوسطى، حيث غادر عدد من الأهالي، مساكنهم المتهالكة في رحلة لم تتجاوز مئات الأمتار لاستلام مساكنهم الجديدة ضمن مشاريع المبادرات الملكية، لتنتهي بذلك فصول من المعاناة التي ظلت تشكل هاجسا للسكان جراء الضرر الذي ألحقته نسبة ملوحة التربة بمنازلهم، لينتقلوا إلى واقع معيشي جديد تتوفر فيه مساكن آمنة ومشمولة بمختلف الخدمات.
ويوم الاثنين الماضي، تفقد جلالة الملك عبدالله الثاني، مشروع مساكن الملاحة، المكون من 400 وحدة سكنية، ويمتد على مساحة تقارب 355 دونما، ويضم شبكة طرق ومساحات خضراء.
ومنذ زمن طويل وأبناء منطقة الملاحة في لواء دير علا يعانون الأمرين نتيجة تهالك منازلهم بسبب ارتفاع ملوحة التربة التي أدت على مدى سنوات إلى سقوط أسقف عدد كبير من المنازل أو أجزاء منها، ما ظل يهدد سلامة ساكنيها ويتسبب بحدوث إصابات، في وقت لم يكن بمقدور الأسر بناء منزل جديد أو شراء قطع أراض للبناء عليها.
المواطن عبدالله العلاقمة، تحدث عن فرحة الانتقال من مساكن متهالكة بدون أدنى خدمات إلى منازل جديدة وآمنة تتوفر فيها الخدمات الضرورية كافة من ماء وكهرباء وصرف صحي"، مضيفا، "قد اعتدنا في كل عام في مثل هذا الوقت أن نرى كوادر الدفاع المدني والبلدية وشركة الكهرباء يعملون على مدار الساعة لإنقاذ الأهالي نتيجة الفيضانات التي تداهم المنازل، وتساقط أسقف المنازل وجدرانها بفعل مياه الأمطار، أما الآن فنحن نعيش هانئي البال بدون خوف أو هلع، ما يشكل نقلة نوعية في النهوض بالواقع المعيشي لأبناء بلدة الملاحة".
ويشاركه الرأي المواطن محمد الناصر مؤكدا "أن إسكان المكرمة أعاد الحياة لأبناء البلدة التي لطالما خيم شبح الخوف على أهلها"، مبينا، "أن ما تم إنجازه على أرض الواقع شيء لم نكن نحلم به، بيوت حديثة ومنظمة وطرق وخدمات بنية تحتية متكاملة، فضلا عن الحدائق العامة وأماكن ترفيه للأطفال".
أما المختار عبد المولى خلف العلاقمة، فيبين "أن إسكان المكرمة الملكية إنجاز نفاخر به العالم أجمع لأنه خير برهان على اهتمام القائد بأبناء شعبه ومتابعته لقضاياهم وهمومهم ومشاكلهم"، مؤكدا "أن إنشاء المساكن وتسليمها أنقذ الأرواح ودفع شبح الخوف الذي تملكهم على مدى سنوات".
ويضيف المختار العلاقمة، "لطالما حلم أبناء الملاحة بمنازل تؤمنهم من الخوف الذي عايشوه سنوات طوال لتأتي مكرمة جلالة الملك لتقتلع هذا الخوف وتنشر السكينة في قلوبهم"، مشيرا في الوقت ذاته، إلى "أن اهتمام جلالة الملك بمطالب واحتياجات أهالي المنطقة وتوجيهاته الحثيثة من خلال المبادرات الملكية لتحسين الواقع المعيشي والخدمي لأهلها ليس بجديد على الهاشميين الذين نذروا أنفسهم لخدمة أوطانهم وأمتهم".
إلى ذلك، يقول النائب السابق محمد العلاقمة، "أبناء الملاحة هم ملح الأرض وأصحاب نفس طيبة ومخلصين لوطنهم وقيادتهم وراضين بما كتب لهم من رزق، وعانوا كثيرا نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي فاقمتها أوضاع مساكنهم الآيلة للسقوط"، مضيفًا، "المكرمة الملكية السامية انتشلت المنطقة بأكملها من الشعور بالخوف والقهر الذي عاشوه لسنوات وأرسلت بهم إلى بر الأمان، فبعد زيارته للبلدة أوعز جلالته آنذاك بضرورة إنشاء إسكان يلبي طموحات وأحلام الأهالي ويحسن ظروفهم المعيشية".
ويُوضح، "أن الظروف الصعبة لأهالي الملاحة دفعتهم إلى إنشاء مساكنهم دون ترخيص وبطريقة لا تتناسب مع المواصفات الهندسية المطلوبة في ظل ارتفاع نسبة ملوحة التربة"، لافتا إلى "أن هذه البيئة تسببت خلال السنوات الماضية بتشقق جدران المنازل وتآكل حديد التسليح وسقوط أسقفها وعدم قابلية التربة على تصريف مياه الأمطار ما تسبب عدة مرات بفيضانها إلى المنازل ما أصبح يشكل خطرا على حياتهم".
ويؤكد النائب العلاقمة، "أن المواطن الأردني اعتاد على مكارم جلالة الملك الهادفة إلى النهوض بواقعه المعيشي وتأمين الحياة الكريمة له، وإسكان الملاحة ما هو إلا فيض من غيض من مكارم جلالة الملك الذي أنعم على مناطق الأغوار بمكارم عديدة أسهمت في تنمية المنطقة والنهوض بواقع أبنائها اقتصاديا ومعيشيا"، مشيرا إلى "أن تسلم الأهالي لمساكنهم الجديدة حلم تحقق بعد سنوات من المعاناة".
من جانبه، قال متصرف لواء ديرعلا جمال الخريشا، "إن المبادرة الملكية السامية بإنشاء إسكان لأهالي اللواء في منطقة الملاحة جاءت لمساعدة أهالي البلدة التي تشكل نسبة كبيرة من منازلها خطرا على ساكنيها كونها آيلة للسقوط"، مضيفا، "أن زيارة جلالة الملك إلى منطقة الملاحة وتفقد أوضاع أهلها إنما تدل على اهتمام جلالته وحرصه على توفير الحياة الكريمة اللائقة للمواطن الأردني وتحقيق مفهوم التنمية الشاملة التي تبدأ بالإنسان والبيئة التي يعيش فيها".
وأوضح، "أن المشروع الذي يقام على أرض مساحتها 354 دونما ينفذ على مرحلتين إذ تم الانتهاء من المرحلة الأولى التي تضمنت إنشاء 400 وحدة سكنية وكامل البنية التحتية من طرق وأرصفة وخدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي وحدائق ومنطقة ألعاب، وسيتم البدء بتنفيذ المرحلة الثانية والبالغة 400 وحدة سكنية".
وخلال تجوال جلالته في أجزاء من المشروع، استمع إلى شرح من وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس ماهر أبو السمن، أشار فيه إلى أن المساكن توفر حياة كريمة ومستقرة وبيئة آمنة لأهالي المنطقة التي تعاني من تحديات بيئية مثل ارتفاع نسبة ملوحة التربة.
وحسب أبو السمن، فإن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع بلغت نحو 28 مليون دينار، فيما تتضمن المرحلة الثانية إنشاء 400 وحدة سكنية إضافية، تم استكمال البنية التحتية لها.
وتم اختيار الأسر المستفيدة من المرحلة الأولى للمشروع وفق أسس حددتها لجنة حكومية، أبرزها: حالة المنزل القديم، والوضع الاجتماعي للأسرة، ومستوى دخلها، وعدد أفرادها.
MENAFN22012025000072011014ID1109119986
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.