Thursday, 16 January 2025 01:44 GMT



حرائق سيطفئها ترامب فوراً .. ما هي؟

(MENAFN- Al Wakeel News) الوكيل الإخباري- أيام قليلة تفصل الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن تسلّم منصبه ودخوله البيت الأبيض، بعد إعادة انتخابه لولاية ثانية في الانتخابات التي جرت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي فاز بها على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بعد انسحاب الرئيس المرشح جو بايدن من السباق الانتخابي لصالح هاريس.
هي أيام قليلة، لكن تسارع الأحداث وتطوراتها يجعل ترامب يراها أشهرًا، بل سنوات، بسبب النظام الأميركي الذي يسمح للرئيس المنتهية ولايته بممارسة مهامه كاملة حتى موعد التسليم.
سيدخل ترامب البيت الأبيض، آملًا أن تنطفئ الحرائق التي أشعلتها إدارة بايدن عمدًا، وأخرى أُشعلت بفعل عوامل لم تُحدد. لكن ترامب وجه اللوم إلى إدارة بايدن، متهما إياها بإهمال الشأن الداخلي لصالح مغامرات خارجية.
سيتسلم ترامب منصبه في الـ20 من يناير/كانون الثاني الجاري خلال حفل تسلّم وتسليم، على وقع الحرائق التي تضرب ولاية كاليفورنيا. هذه الحرائق دخلت أسبوعها الثاني، دون أن تتمكن السلطات المحلية، رغم المساعدات الخارجية من كندا والمكسيك، من احتوائها. وارتفعت حصيلة القتلى إلى 24، بينما دُمرت أكثر من 13 ألف مبنى.
قال بايدن، الخميس 9 يناير/كانون الثاني، أثناء زيارته لمنطقة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا لمتابعة الكارثة: "الحرائق التي تجتاح المنطقة حاليًا هي الأكثر دمارًا في تاريخ الولايات المتحدة، إنها أشبه بساحة حرب حقيقية".
ليس المهم أن يقول بايدن ذلك؛ لأن العالم أجمع يشهد على هول الحرائق، لدرجة وصف البعض للمشهد بـ"الجحيم". لكن الأهم هو تصريح ترامب الذي ألقى بالمسؤولية على الإهمال الإداري والفساد المستشري، مما ساعد في تفاقم الكارثة الطبيعية التي لم يتمّ احتواؤها بعد.
في خضم الكارثة، تعرضت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، لانتقادات حادة بسبب وعدٍ قطعته على نفسها قبل 3 سنوات لكنها لم تفِ به. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، تعهّدت باس عام 2021 بتقليص رحلاتها خارج أميركا والتركيز على الشؤون الداخلية. لكن المفارقة أنها كانت عائدة من غانا، حيث حضرت تنصيب رئيس جديد، عندما اندلعت سلسلة من حرائق الغابات المدمرة في لوس أنجلوس.
الإهمال وعدم المحاسبة دفعا ترامب لشنّ هجوم جديد على المسؤولين الديمقراطيين في كاليفورنيا، واتهمهم بعدم الكفاءة في إدارة الأزمات. وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال: "الحرائق لا تزال مشتعلة، والسياسيون غير الأكْفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها"، كما دعا حاكم الولاية غافين نيوسوم إلى الاستقالة.
قد يكون ترامب يعبّر عن غضبه أمام هول الكارثة، لكنه يسعى أيضًا لإيصال رسائل سياسية يستهدف بها الناخبين في الولاية، التي تعتبر من أكبر الولايات من حيث القوة التصويتية. إذ تمتلك 54 صوتًا في المجمع الانتخابي، وهي الأعلى بين الولايات الأميركية، رغم سيطرة الحزب الديمقراطي عليها تاريخيًا.
هي الحرائق التي يريد ترامب إطفاءها، والتي أشعلتها سياسات بايدن في الداخل الأميركي. يرى ترامب أن معالجة القضايا الداخلية تحتاج إلى وقت ومثابرة، وهذا ما دفعه للضغط على الجهات المعنية لإخماد النيران التي أشعلتها السياسات الأميركية في الخارج.
في سياق متصل، كشف ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز عن التحضير للقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا. وأكد أن العمل جارٍ على تنظيم اجتماعات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وآخرين.
يرى ترامب أن معالجة العلاقات الخارجية تتطلب وقف الحرائق التي أشعلتها إدارة بايدن مع كل من روسيا والصين. بالنسبة إلى روسيا، أوضح مستشاره مايكل والتز أن ترامب يعتقد أن إزاحة روسيا من الأراضي الأوكرانية أمر غير واقعي، مما يُسهّل التوصل إلى تسوية بين الطرفين.
أما في الملف الصيني، فيبدو أكثر تعقيدًا، خاصة مع التعيينات الجديدة في إدارة ترامب التي تضم شخصيات ذات خلفية عدائية تجاه الصين. ومع ذلك، من المتوقع أن يعتمد ترامب سياسة أقل كلفة على الخزينة الأميركية، بالتركيز على رفع الرسوم الجمركية وفرض عقوبات اقتصادية على الشركات الصينية.
"أميركا أولًا" هو الشعار الذي يعود ترامب لرفعه من جديد. لتحقيق هذا الشعار، يدرك أنه يجب إطفاء الحرائق الخارجية ليتمكن من التركيز على الشأن الداخلي.
الجزيرة


MENAFN16012025000208011052ID1109096302


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.