(
MENAFN) لولا أحداث السابع من أكتوبر، لربما كان
نتنياهو قد اخترعها بنفسه، إذ كان مصمماً على شن هجوم عسكري طويل على غزة, وقد شكل هذا خروجًا عن النهج الصهيوني المعتاد، الذي يفضل الحروب السريعة والحاسمة, كان هدف نتنياهو استغلال الرواية المأساوية لقتل الأطفال والتغطية الإعلامية الغربية المنحازة لجذب دعم قادة العالم، خاصة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان وكندا وغيرهم, وكانت هذه الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانته السياسية في الوقت الذي كان يسعى فيه لإعادة احتلال غزة وإضعاف وجودها العسكري، مع تأمين الدعم المستمر لخططه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني المحاصر.
كما قد كانت الولايات المتحدة هي الداعم الرئيس للعدوان الإسرائيلي طوال الصراع في غزة، حيث قدمت دعمًا عسكريًا غير مسبوق، بما في ذلك المعدات والطائرات والسفن الحربية والذخيرة، مما ساهم بشكل مباشر في استمرار العنف, كما وفرت الولايات المتحدة حماية دبلوماسية لإسرائيل، باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن لعرقلة القرارات التي تدعو إلى إنهاء العنف, هذا الجمع بين الدعم العسكري والدبلوماسي سمح لنتنياهو بتنفيذ استراتيجية طويلة الأمد، ما أسفر عن أعلى حصيلة من الضحايا المدنيين ودمار واسع، مما ترك غزة في حالة خراب, بلغ عدد القتلى المدنيين أكثر من 45 ألفًا، بينما أصيب مثلهم، في حين وقف المجتمع الدولي صامتًا إلى حد كبير، متأثرًا بعلاقاته مع الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من محاولات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه المحاولات كانت في الغالب مجرد إلهاءات ولم تؤد إلى نتائج ملموسة, ومع ذلك، تغيرت الديناميكيات بعد هزيمة الحزب الديمقراطي أمام ترامب، مما أدى إلى تغييرات في الحسابات السياسية في واشنطن, فقد دفع الموقف الواضح لترامب في إعادة تشكيل السياسة العالمية من خلال صفقات استراتيجية وأولوية المصالح الأمريكية، بما في ذلك إنهاء الصراع في غزة، إدارة بايدن إلى السعي لوقف إطلاق النار لتجنب العواقب السياسية والتأثير على الانتخابات الأمريكية المقبلة, ونتيجة لذلك، توحدت الإدارتان الأمريكيتان في دفعهما نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
MENAFN16012025000045015687ID1109096191
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.