بذور التغيير تبدأ في التُربة الملوثة بدماء فلسطين

(MENAFN) عند مشاهدة اعترافات الجنود الإسرائيليين المزعجة التي تكشف عن نواياهم وأفعالهم العنيفة، جنبًا إلى جنب مع بث الفلسطينيين لصور نضالهم وصمودهم، يكون من السهل أن يشعر المرء بالإرهاق ويريد أن يغلق عينيه عن هذه الوحشية، ويهرب إلى اليأس, ومع ذلك، فإن الاستسلام لليأس ليس خطأ أخلاقيًا فحسب، بل هو أيضًا خطأ واقعي، إذ يجب ألا نتوقع ألا يحدث أي شيء جيد, كل يوم يأتي معه إمكانيات جديدة, قد يبدو الأمل بعيدًا، لكن بذور التغيير بدأت بالفعل في التُربة الملوثة بدماء فلسطين.

وإليك بعض بذور الأمل وسط الأنقاض:

1.إسرائيل لا تنتصر: قد تكون إسرائيل قد دمرت غزة، لكن لم تنتصر في ساحة المعركة, رغم الدمار، لا يزال سكان غزة يقاومون, الجيش الإسرائيلي، رغم جهوده، لا يستطيع السيطرة على المنطقة حتى بعد 15 شهرًا من الحرب, ولا تزال أعمال المقاومة المسلحة، بما في ذلك قصف دبابات إسرائيلية، مستمرة, الضباط العسكريون في إسرائيل يعرفون أن الهدف السياسي للقادة الإسرائيليين، وهو القضاء على حماس، لا يمكن تحقيقه بأي طريقة ملموسة، مهما قتلوا من مقاتلي حماس, كما أشار أحد الجنرالات الإسرائيليين السابقين: "حتى لو قتلنا معظم سكان غزة قبل إعلان النصر، فإن فتى مراهقًا يرفع علم حماس فوق كومة من الأنقاض سيثبت أننا فشلنا".

2.الاقتصاد الإسرائيلي في حالة تراجع: دخل الاقتصاد الإسرائيلي في "حلقة هبوطية" بسبب تأثير الحرب, يشرح الاقتصاديون، بما في ذلك دان بن دافيد، أن استقرار الاقتصاد الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على قطاع التكنولوجيا العالية الذي يوظف فقط 300,000 شخص, إن مغادرة نسبة صغيرة من هؤلاء الأشخاص يمكن أن يؤدي إلى انهيار اقتصادي خطير، مما يهدد قدرة إسرائيل على الحفاظ على موقفها المالي وأمنها, ويؤكد بن دافيد أن مجرد مغادرة جزء من هذه الفئة الحيوية من العمالة قد يدفع إسرائيل إلى الانهيار الاقتصادي، مما يعرضها لخطر فقدان مكانتها كدولة متقدمة.

في حين ان هناك إشارات إلى أن التغيير قادم رغم الدمار الكبير والتحديات، سواء في صمود الشعب أو في الضغوط على الأنظمة الداخلية في إسرائيل.

MENAFN16012025000045015687ID1109096147