Thursday, 16 January 2025 07:53 GMT



مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل.. خطوة ريادية لبناء اقتصاد رقمي منافس

(MENAFN- Alghad Newspaper)
إبراهيم المبيضين






عمان– إنشاء مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل خطوة ريادية تعكس التزام الأردن بالتقدم التكنولوجي والتطوير المستدام، للوصول إلى مجتمع رقمي نوعي واقتصاد قوي، وسعي لرفع تنافسية الأردن في هذا المجال الذي تتسابق له اليوم كل دول العالم.
وقال خبراء إن تبني "تكنولوجيا المستقبل" لم يعد ترفا بل أصبح ضرورة، في وقت أصبحت فيه الرقمنة أداة رئيسة لبناء اقتصادات منافسة في عالم يتسارع نحو التكنولوجيا والابتكار، مع مراهنة من قبل الجميع على أن القطاعات التكنولوجية لأنها الأكثر قدرة على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتحول من مرحلة النمو إلى مرحلة التنمية الشاملة في فضاء رقمي يضم نحو خمسة مليارات مستخدم للإنترنت منهم 11 مليونا في الأردن.
وأكد الخبراء لـ"الغد" أهمية المحاور التي سيعمل عليها المجلس حال تشكيله مع ضرورة التركيز على محاور تعنى بتسريع الرقمنة وتبني أحدث التقنيات والتركيز على الشراكة بين ثلاثة قطاعات هي القطاع العام والخاص والقطاع التعليمي، مع أهمية دعم التعليم التقني والابتكار والريادة التقنية، مؤكدين أن عمل المجلس سيسهم في زيادة مساهمة القطاع التقني في الناتج المحلي المقدرة اليوم بنسبة 4 %.
وكلف جلالة الملك عبدالله الثاني، أول من أمس الاثنين رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، بتشكيل ورئاسة مجلس وطني لـ"تكنولوجيا المستقبل"، وبمتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
ويهدف تشكيل المجلس إلى تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيّا تتمتع باقتصاد ومجتمع رقمي مزدهر، خصوصا في ظل التنافسية العالمية لتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
ووفقا للرسالة الملكية، يُشكّل المجلس بعضوية من يختارهم رئيس الوزراء من أصحاب القدرة والكفاءة، على ان يضطلع هذا المجلس بتنفيذ مشاريع نوعية ذات أثر تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة وتحاكي المتطلبات المستقبلية، وأن يضع خريطة طريق واضحة مبنية على مؤشرات أداء قابلة للقياس، بالإضافة لدعم المشاريع الحالية للحكومة، بما فيها العمل على بناء القدرات الرقمية والتكنولوجية المتقدمة لدى الكوادر البشرية وتدعيم الشراكات والتعاون مع القطاع الخاص والجهات المعنية في هذا المجال.
ويمكن تعريف "تكنولوجيا المستقبل" على أنها مجموعة من الابتكارات والتقنيات التي تحدث تغييرات جذرية في حياتنا اليومية وفي مختلف الصناعات، حيث تشمل هذه التقنيات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، إنترنت الأشياء، الروبوتات المتقدمة، الدرون، البلوكشين، الميتافيرس والطابعات ثلاثية الأبعاد الشخصية والصناعية.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الأردنية "إنتاج" المهندس نضال البيطار إن تشكيل مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل هو خطوة ريادية في الاتجاه الصحيح مع التوجه في كل أنحاء العالم نحو التحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وغيرها من التقنيات وتطويعها لخدمة كل القطاعات الحيوية.
وأكد البيطار أن تشكيل المجلس لا بد وأنه سيعمل على تسريع عملية التحول الرقمي وتوسيع تبني التقنيات الحديثة في الأردن، مع ضرورة تبني طرق لتعزيز ابتكار الأردنيين لتقنيات جديدة أو حلول مبنية على التقنيات الموجودة.
وقال إن الشركات الأردنية التقنية قادرة على تعزيز تبني وتطويع تكنولوجيا المستقبل في الأردن، مع سمعتها الطيبة وقدرتها ونجاحاتها في تنفيذ مشاريع تحول رقمي في العديد من دول المنطقة مع صادرات أردنية تقنية تصدر لحوالي 60 وجهة حول العالم.
وبين البيطار ضرورة أن يعزز عمل المجلس الشراكة بين ثلاثة قطاعات رئيسة هي القطاع العام والخاص والقطاع التعليمي، وضرورة التركيز أيضا على موضوعة تعزيز المهارات الرقمية لدى الشباب الأردني، حيث أصبحت هذه المهارات واحدة من أعمدة تكنولوجيات المستقبل.
ووفقا لوزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وصل عدد شركات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن إلى (3138) شركة في عام 2021، موظفةً ما يزيد على 48 ألف عامل بشكل مباشر، كما تظهر آخر الأرقام نمو إيرادات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بنسبة (9 %) بين عامي 2020 و2021، حيث ان إيرادات القطاع في عام 2021 قدرت بـ2.9 مليار دينار.
من جانبه، أكد الخبير في مجال التقنية المهندس هاني البطش أهمية تشكيل المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل للأردن كخطوة ستساعد في تعزيز التقدم التكنولوجي من خلال متابعة أحدث التطورات التكنولوجية على مستوى العالم وتبنيها محليًا، ما يسهم في تطور البنية التحتية التكنولوجية في المملكة.
ويرى البطش أن المجلس حال تشكيله سيلعب عدة أدوار منها قيادة عملية بناء اقتصاد رقمي مزدهر قادر على المنافسة في الأسواق العالمية من خلال دعم المشاريع الرقمية وتعزيز الابتكار، والعمل على تطوير الموارد البشرية من خلال بناء القدرات الرقمية والتكنولوجية المتقدمة، ما يزيد من فرص العمل ويعزز من مهارات العاملين في المجالات التقنية.
وعن أهمية "تكنولوجيا المستقبل" أكد البطش أنها تلعب اليوم دورًا حاسمًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة وتحقيق التنمية المستدامة. فهي تساهم في تحسين جودة الحياة من خلال تطوير الحلول المبتكرة للتحديات المعاصرة مثل التغير المناخي، الصحة، والتعليم.
وقال إن "تكنولوجيا المستقبل" توفر أدوات قوية تعزز من الإنتاجية والكفاءة في مختلف القطاعات، مما يتيح لنا توفير الوقت والموارد، وتساعد على خلق فرص عمل جديدة وتطوير مهارات القوى العاملة بما يتماشى مع احتياجات السوق الحديثة، فضلا عن مساهمتها في تحسين التعليم من خلال إدخال تقنيات التعليم الإلكتروني والتعلم عن بُعد، ما يجعل المعرفة أكثر وصولًا للجميع.
وبين أن المجلس لا بد وأن يحمل رؤية إستراتيجية وقدرة على توجيه وإدارة فرق متعددة التخصصات تتسلح بخبرة واسعة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مؤكدا أهمية عمل المجلس بشراكة كاملة بين القطاعين العام والخاص.
وأكد أهمية أن يضع المجلس أهدافا قابلة للقياس، وتحفيزا للفرق على تحقيق هذه الأهداف مع رسالة لتطوير القدرات المحلية وبناء مجتمع رقمي مزدهر وتعزيز مكانة الأردن تكنولوجيًا على الساحة العالمية، لافتا إلى أهمية أن يركز المجلس في عمله على محاور منها البحث والتطوير وخصوصا في مجالات التقنية والهندسة والعلوم والتخطيط الإستراتيجي، إلى جانب التركيز على التعليم والتدريب التقني والشراكات والتعاون الدولي، الى جانب التركيز على دعم الابتكار وريادة الأعمال، والأمن السيبراني وحماية البيانات.
وخطا الأردن خلال السنوات الماضية خطوات مهمة في مجال تبني التقنيات الحديثة حيث جرى سابقا إصدار الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، الإستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، سياسة البيانات الحكومية المفتوحة، سياسة المنصات السحابية وخدماتها، السياسة الأردنية للذكاء الاصطناعي، الإستراتيجية الأردنية للذكاء الاصطناعي، والميثاق الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وتبنى الأردن ايضا سياسة وطنية لمحطات المستقبل، سياسة وطنية لتقنية البلوكتشين، السياسة الأردنية للمشاركة الإلكترونية، السياسة الوطنية لريادة الاعمال، سياسة تصنيف وإدارة البيانات الحكومية، سياسة واجهات برمجة التطبيقات المفتوحة، كما يسعى في المرحلة المقبلة لتبني سياسة للشمول الرقمي، وقانون لحماية البيانات الشخصية، وقوانين أخرى تعنى بالشأن الرقمي، في وقت تتمتع به المملكة ببنية تحتية للاتصالات والانترنت عريض النطاق بتوافر أحدث التقنيات مثل الفايبر والجيل الرابع والخامس.
إلى ذلك، أكد الخبير في مجال التقنية الدكتور حمزة العكاليك اهمية تشكيل مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل للعمل على إعداد برنامج تنفيذي للانتقال بالأردن إلى دولة رائدة في قطاع التكنولوجيا.
وأكد العكاليك أن "تكنولوجيا المستقبل" هي "المفتاح لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام"، مشيرا إلى أن الأردن لديه الفرصة ليكون لاعباً رئيساً في هذا التحول من خلال التركيز على القطاعات التكنولوجية الواعدة، من خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، والخدمات السحابية، والأمن السيبراني، وهي قطاعات يمكن ان تخلق فرص عمل جديدة، وتحقق التنمية الشاملة التي تنشدها رؤية التحديث الاقتصادي.
ولفت العكاليك الى أن اقتصاد الأردن اليوم يعتمد بشكل كبير على القطاعات التقليدية مثل السياحة والصناعة، وأصبح من الضروري تنويع مصادر الدخل والتركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية. فقطاعات التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، والخدمات السحابية، والأمن السيبراني، توفر فرصاً هائلة لخلق وظائف جديدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
واستعرض الدكتور العكاليك دراسات وأرقاما عالمية تظهر كيف ستكون تكنولوجيات المستقبل المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي خلال العقود القادمة. فوفقاً لدراسات حديثة (معهد ماكينزي العالمي)، فإن 18 مجالاً تكنولوجياً رئيسياً، مثل الذكاء الاصطناعي، والخدمات السحابية، والأمن السيبراني، ستولد إيرادات تتراوح بين 29 و48 تريليون دولار بحلول عام 2040.
وقال إن هذه الأرقام الضخمة تعكس حجم الفرص التي يمكن أن تستفيد منها الدول التي تستثمر في هذه القطاعات.

MENAFN14012025000072011014ID1109090163


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.