Tuesday, 14 January 2025 02:26 GMT



من ثيوقراطية إيران إلى الصهيونية الدينية!

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) منذ‭ ‬أن‭ ‬اتجهت‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬نحو‭ ‬تكريس‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والحرب‭ ‬التدميرية‭ ‬الكاملة‭ ‬وقتل‭ ‬المدنيين،‭ ‬وصعود‭ ‬المتطرفين‭ ‬الدينيين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نتنياهو‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬والحرب‭! ‬تصاعدت‭ ‬التصريحات‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬هؤلاء‭ ‬معاً‭ ‬تجاه‭ (‬التوسيع‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭) ‬بنشر‭ ‬خرائط‭ ‬على‭ ‬الحسابات‭ ‬الرسمية‭ ‬للكيان‭! ‬مصحوبة‭ ‬بادعاءات‭ ‬وأوهام‭ ‬وتزوير‭ ‬للتاريخ‭ ‬يتبناها‭ ‬هؤلاء‭ ‬بلغة‭ ‬طامعة‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬العربية‭! ‬وتغطية‭ ‬الشهية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬للكيان‭ ‬بغلاف‭ ‬التزوير‭ ‬الديني‭ ‬والتاريخي،‭ ‬الذي‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬نشأ‭ ‬على‭ ‬أساسه‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬منذ‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬هرتزل‮»‬،‭ ‬ووعد‭ ‬بلفور،‭ ‬ثم‭ ‬الضغط‭ ‬الاستعماري‭ ‬الغربي‭ ‬بقيادة‭ ‬بريطانيا‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتأسيس‭ ‬دولة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬عام‭ ‬1948‭!‬

هذه‭ ‬المرة‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التراجع‭ ‬العربي‭ ‬وغياب‭ ‬مشروع‭ ‬إستراتيجي‭ ‬للعرب‭ ‬وعبر‭ ‬السيطرة‭ ‬الاعلامية‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬زاد‭ ‬حجم‭ ‬وتراكم‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والتلفيقات‭ ‬والمعلومات‭ ‬المشوهة،‭ ‬والخرائط‭ ‬الزائفة‭ ‬والمزورة‭ ‬لاختراع‭ ‬تاريخ‭ ‬لا‭ ‬أصل‭ ‬له‭ ‬حول‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬مرة،‭ ‬وإعلان‭ ‬‮«‬مملكة‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬كمرحلة‭ ‬أولى‭ ‬تضم‭ ‬فلسطين‭ ‬والأردن‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان،‭ ‬لتتوسع‭ ‬الخارطة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بذات‭ ‬الادعاءات‭ ‬والأوهام‭ ‬لتضم‭ ‬دولاً‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬تنشأ‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬التلمودية‭ ‬العالمية‮»‬‭!‬

{ ‭ ‬كانت‭ ‬ردة‭ ‬الفعل‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬والداخل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬غاضبة‭ ‬فيما‭ ‬ساد‭ ‬الصمت‭ ‬في‭ ‬سوريا‭! ‬وأدانت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأردنية‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬حسابات‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الرسمية‭ ‬عن‭ (‬خرائط‭ ‬للمنطقة‭ ‬زعمت‭ ‬أنها‭ ‬تاريخية‭) ‬وأكد‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬الوزارة‭ ‬الوزير‭ ‬‮«‬سفيان‭ ‬القضاة‮»‬‭ ‬رفض‭ ‬المملكة‭ ‬المطلق‭ ‬لهذه‭ ‬السياسات‭ ‬والتصريحات‭ ‬التحريضية،‭ ‬والتي‭ ‬تستهدف‭ ‬إنكار‭ ‬حق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولتهم‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬عدوان‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات‭ ‬والأوهام‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬‮«‬المتطرفون‮»‬‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الكيان‭ ‬وكلهم‭ ‬متطرفون،‭ ‬ويروجون‭ ‬لها‭! ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬دوامات‭ ‬العنف‭ ‬والصراع‭ ‬وهي‭ ‬بمثابة‭ ‬خرق‭ ‬فاضح‭ ‬للقوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية،‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬موقفاً‭ ‬دولياً‭ ‬واضحاً،‭ ‬والتحذير‭ ‬من‭ ‬عواقبها‭ ‬الوخيمة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬واستقرارها‭.‬

ولكن‭ ‬الكيان‭ ‬سائر‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬توسعه‭ ‬وأطماعه‭ ‬الاستعمارية‭ ‬وتلفيقاته‭ ‬التاريخية‭ ‬والدينية،‭ ‬وحيث‭ ‬يستند‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬لمخططه‭ ‬التوسعي‭ ‬هذا‭!‬

{ ‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬استهدافها‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الطامعة‭ ‬فيها‭ ‬وفي‭ ‬جغرافيتها‭ ‬وثرواتها،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تشهد‭ ‬تربص‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع‭ ‬بها،‭ ‬رغم‭ ‬النكسة‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬مؤخراً‭ ‬المشروع‭ ‬القومي‭ ‬الفارسي‭ ‬الأيديولوجي‭ ‬والثيوقراطي‭!‬

وقبله‭ ‬المشروع‭ ‬التركي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬ورقة‭ ‬الإخوان‮»‬‭ ‬كأداة‭ ‬استعمارية‭ ‬متعددة‭ ‬الأوجه‭ ‬والولاءات‭ ‬بين‭ ‬تركيا‭ ‬والغرب‭ ‬الأنجلو‭ ‬ساكسوني‭! ‬فإن‭ ‬أحد‭ ‬أخطر‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬الأطماع‭ ‬التوسعية‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬الصهيونية‭ ‬الدينية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬الصهاينة‭ ‬لإعادة‭ ‬هندسة‭ ‬خارطة‭ ‬المنطقة‭ ‬وحدودها‭! ‬وحيث‭ ‬فتحت‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬سعير‭ ‬نيرانها‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بتصريحات‭ ‬صهيونية‭ ‬متلاحقة،‭ ‬وخرائط‭ ‬مزورة،‭ ‬وادعاءات‭ ‬وأوهام‭ ‬تاريخية‭! ‬لا‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تبني‭ ‬امتداداتها‭ ‬الجديدة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬الدور‭ ‬الإيراني‭ ‬المنافس‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬أو‭ ‬لبنان‭ ‬،‭ ‬ليتوغل‭ ‬الكيان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬وفي‭ ‬جنوب‭ ‬سوريا‭ ‬بادعاء‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭.‬

{ ‭ ‬المستهدف‭ ‬التاريخي‭ ‬والراهن‭ ‬هو‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬ودولها‭ ‬وشعوبها‭ ‬وجغرافيتها‭ ‬وثرواتها‭ ‬خاصة‭ ‬الغاز‭ ‬والنفط‭ ‬والثروات‭ ‬الأخرى‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافي،‭ ‬وطرق‭ ‬الملاحة،‭ ‬والمعادن‭ ‬وغيرها‭! ‬والمثير‭ ‬للقلق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وحول‭ ‬تلك‭ ‬التحركات‭ ‬والتصريحات‭ ‬وخرائط‭ ‬الكيان‭ ‬وخارطة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬حسب‭ ‬التسمية،‭ ‬والذي‭ ‬عاد‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬بوتيرة‭ ‬ثقيلة‭ ‬ومشاركة‭! ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬الدور‭ ‬العربي،‭ ‬وغياب‭ ‬المشروع‭ ‬العربي‭! ‬وحيث‭ ‬النشاط‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والسياسي‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬هو‭ ‬المعادل‭ ‬الموضوعي‭ ‬لكل‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬تشهد‭ ‬غياب‭ ‬مشروع‭ ‬عربي‭ ‬موحد‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأطماع‭ ‬والاستهدافات‭ ‬وأكثرها‭ ‬خطورة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬عينها‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬ذات‭ ‬مراحل،‭ ‬يتم‭ ‬استكمالها‭ ‬بالسيطرة‭ ‬والاحتلال‭ ‬المباشر‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬والهيمنة‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭!‬

{ ‭ ‬هي‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬وبشكل‭ ‬جاد‭ ‬صياغة‭ ‬رؤية‭ ‬عربية‭ ‬جامعة،‭ ‬تتجاوز‭ ‬الرؤى‭ ‬القطرية‭ ‬الضيقة،‭ ‬والصراعات‭ ‬العربية‭ -‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬يتغذى‭ ‬عليها‭ ‬أصحاب‭ ‬الأطماع‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬ويبنون‭ ‬على‭ ‬الضعف‭ ‬العربي‭ ‬العام‭ ‬وفراغ‭ ‬الساحة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬عربي،‭ ‬أغلب‭ ‬أجنداتهم‭ ‬واستراتيجياتهم‭ ‬لإعادة‭ ‬هندسة‭ ‬المنطقة،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬أطماع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ومشروعه‭ ‬التوسعي‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكي‭ - ‬بريطاني‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الغربية،‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬استعماري‭ ‬جديد،‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وأهم‭ ‬دولها‭ ‬ممر‭ ‬آمن‭ ‬لمواجهة‭ ‬كبرى‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬المنافسة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الصين،‭ ‬لإعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬مجدداً‭ ‬وبالعنوان‭ ‬الأمريكي‭ ‬والغربي‭! ‬والسؤال‭: ‬هل‭ ‬العرب‭ ‬مستعدون‭ ‬لمواجهة‭ ‬المخاطر‭ ‬الكبرى‭ ‬والأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬؟‭!‬

MENAFN13012025000055011008ID1109086398


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.