(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
الاجتماعات التي شهدتها الرياض حول سوريا سواء في ذلك الاجتماع العربي أو الاجتماع العربي الغربي، لها أهمية كبيرة بما انتهت إليه من نتائج.
الأهمية الكبرى لهذه الاجتماعات انها حددت بدقة الموقف العربي من سوريا والتطورات فيها حاليا ومستقبلا، والمبادئ والاعتبارات التي على أساسها سيتم تقديم الدعم للقيادة الجديدة في سوريا.
هذه المبادئ كما حددها البيان الختامي الذي صدر تمثلت في:
1 – تأكيد وحدة واستقلال سوريا دولة عربية.
2 – دعم عملية انتقالية في سوريا تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية وتحفظ حقوق الجميع وبمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري.
3 – أن سوريا يجب ألا تكون مكانا للإرهاب والجماعات الإرهابية.
4 – إدانة أي اعتداء على وحدة الأراضي السورية أو خرق لسيادتها. ومن هذا المنطلق رفض التوغل الاسرائيلي في الأراضي السورية.
تحديد هذ المبادئ على هذا النحو أمر مهم. فمن المفهوم أن التزام القيادة الجديدة بهذه المبادئ سيحدد مدى ما ستحظى به من دعم عربي.
ومن شأن تحديد هذه المبادئ العربية أن يشجع القيادة السورية الجديدة على الالتزام بها والعمل على اساسها.
هذا أمر مهم لأنه على الرغم من التصريحات والمواقف الإيجابية التي تصدر عن القيادة السورة الجديدة سواء حول المرحلة الانتقالية وطبيعتها أو حول مواقف سوريا وعلاقاتها العربية هي بشكل عام إيجابية.. على الرغم من هذا ليس خافيا أن هناك مخاوف جدية في داخل سوريا من جانب عديد من القوى والمجتمع السوري حول مدى الالتزام عمليا بالمواقف المعلنة. وهناك مخاوف أيضا عربية معروفة.
لهذا فإن التأكيد عربيا على هذه المواقف والمبادئ باعتبارها موقفا عربيا عاما من شأنه كما ذكرنا أن يشجع القيادة الجديدة على الالتزام بها عمليا في المرحلة القادمة والوفاء بما تقدمه من وعود.
وتحديد الموقف العربي على هذا النحو في حضور مسؤولين غربيين من شأنه حشد الدعم الدولي للقيادة الجديدة بناء على هذه الأسس والمبادئ.
غير هذه الاعتبارات يعتبر الموقف العربي والدور الذي يجب أن تلعبه الدول العربية عموما فيما يخص مستقبل سوريا عاملا حاسما لأسباب خطيرة الكل يعلم بها.
الكل يعلم أنه في الوقت الذي تطرح فيه القيادة الجديدة في سوريا تصوراتها ورؤاها حول مستقبل البلاد وتحدد الدول العربية موقفها، فإن هناك قوى ودولا أخرى لديها مخططات خطيرة حول مستقبل سوريا.
هناك مخططات معلنة معروفة، على رأسها مخططات إسرائيل، تهدف إلى إثارة الصراع الطائفي في داخل سوريا، وتقوم على العمل صراحة إلى تقسيم البلاد إلى كيانات صغيرة.
بعبارة أخرى هذه المخططات تهدف إلى القضاء على سوريا كدولة عربية موحدة وتريد أن تجعل منها قاعدة لمشروع توسعي يستهدف كل الدول العربية.
يجب ألا يغيب عن البال أن إسرائيل شرعت فعلا في تنفيذ مخططها بالعدوان على سوريا واحتلال أراض سورية واسعة، وتعلن صراحة أنها تعتزم إبقاء احتلالها هذا. ولا تخفي إسرائيل أنها تعمل على تقسيم سوريا وإنهائها كدولة عربية موحدة. وكخطوة أساسية لتنفيذ هذا المخطط قامت إسرائيل بتدمير كل القوة العسكرية السورية.
الدول العربية تتحمل مسؤولية حاسمة الآن وفي المستقبل في ردع ومواجهة هذه المخططات التي لا تستهدف سوريا وحدها وإنما كل الدول العربية.
الدول العربية، بالإضافة إلى تحديد موقفها العام على نحو ما حدث في اجتماعات الرياض أو غيرها، يجب أن تكون أكثر حزما في المرحلة القادمة في مواجهة هذه المخططات سواء كانت إسرائيلية أو من أي دولة أو قوة أخرى.
MENAFN13012025000055011008ID1109086396