(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
يعتبر العديد من الآباء وبعض أطباء العيون أن الحول عيبًا تجميليًّا، ولكن في عيادات كريستال فيجين قد تحدثنا من قبل أن الحول له تأثيرات خطيرة ولا يجب أن يترك من دون متابعة ووضع خطة علاجية مناسبة.
قد يصاب الأطفال المصابون بالحول باضطرابات بصرية مختلفة وتشمل عواقب هذا المرض سوء وضع الرأس، واضطرابات الدورة الدموية الدماغية، وبعض مشاكل التنشئة الاجتماعية، وفي بعض الأحيان تباطؤ النمو العام للطفل.
في المقال التالي نسلط الضوء على كيفية السيطرة على الحول وعلاجه بالطرق الصحيحة مع الدكتور إيغور أزناوريان، استشاري طب وجراحة العيون، مؤسس ورئيس عيادة كريستال فيجين للعيون والموجود حاليا في البحرين بمستشفى البحرين التخصصي، والذي بدأ حديثه معنا معرفا الحول تعريفا دقيقا.
* ما الحول؟
- الحول هو اضطراب يصيب العين حيث تكون إحدى العينين مستقيمة بينما الأخرى منحرفة. وقد يؤدي هذا إلى بعض الأعراض منها ضعف الرؤية، وازدواج الرؤية، ومشاكل في إدراك الحجم. ويرى العديد من المصابين بالحول الأشياء من حولهم كصورة مسطحة وليس ثلاثية الأبعاد.
وقد تتسبب هذه الحالة أيضًا في عدد من الأمراض البصرية الأخرى، على سبيل المثال، مع الحول تتلقى الدماغ إشارات مختلفة من العينين اليمنى واليسرى وغالبًا ما يلغي المخ الإشارات الصادرة من إحداهما، متجاهلًا المعلومات الواردة منها. ونتيجة لذلك، قد يصاب الطفل بالكسل البصري – ضعف البصر المرتبط بانقطاع نقل المعلومات البصرية إلى الدماغ. وفي هذه الحالة، لا تساعد النظارات أو العدسات العادية في تحسين الرؤية.
المضاعفات غير البصرية للحول
لا يؤثر الحول في الرؤية فحسب، بل يمكن أن يكون له أيضًا آثار سلبية أخرى. وفقًا لأحدث البيانات، يتعرض حوالي 70 % من الأطفال المصابين بالحول للتنمر في المدرسة. حتى في مرحلة البلوغ، يمكن أن يصبح هذا المرض مجالا للتنمر. بالإضافة إلى ذلك، من أجل فحص شيء ما أو كتابة نص، غالبًا ما يضطر الطفل المصاب بالحول إلى الالتفاف وإمالة رأسه، مما يسمح له بالرؤية بشكل أفضل، ولكن في الوقت نفسه، يعاني من تلك الوضعية ويزيد تدفق الدم إلى الدماغ الوضع سوءًا.
على الرغم من أن معظم الأطفال المصابين بالحول ينمون بشكل طبيعي، إلا أن بعض أطباء العيون لاحظوا حالات «طفرات» مفاجئة في النمو لدى الرضع بعد إجراء جراحة العيون لتقويم أعينهم. وليس واضحا بالشكل الكافي علميا مدى تأثير الحول في نمو الطفل، ولكن مثل هذه الحالات تم توثيقها عدة مرات.
أسباب تطور الحول
هناك أكثر من 20 نوعًا مختلفًا من الحول لأسباب مختلفة، وتتطلب كل حالة تشخيصًا خاصًا ونهجًا فرديًا للعلاج.
هناك مفهوم خاطئ بأن جميع الأطفال يولدون بالحول وأن العيون تستقيم بمرور الوقت من تلقاء نفسها.
والحقيقة إذا كان الطفل يعاني حقًا من هذا المرض، فلن يختفي من دون علاج. قد يبدو الحول مؤقتًا فقط في حالات السمات التشريحية لبنية وجه المولود الجديد. غالبًا ما تكون عيون هؤلاء الأطفال قريبة من بعضها البعض بسبب جسر الأنف العريض، مما يخلق انطباعًا بعيون «منحرفة».
إذا استمرت عينا الطفل في «التحديق» حتى الشهر السادس، فيجب عليك استشارة طبيب عيون الأطفال للتشخيص.
أسباب الحول يمكن أن تكون:
* الوراثة: إذا كان أحد أقاربك يعاني من الحول، فإن خطر إصابة الطفل بالحول يزداد.
* المرض الشديد أو الإصابة: يمكن أن تؤدي الأمراض المعدية والحمى المرتفعة إلى تطور الحول.
* اضطرابات الجهاز العصبي: غالبًا ما يتم ملاحظة هذا المرض في حالات مثل الشلل الدماغي.
* ضعف عضلات العين: إذا لم تعمل العضلات بطريقة متسقة، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى الحول.
* ضعف البصر: يمكن أن يؤدي قصر النظر أو طول النظر إلى إجهاد عينيك مما يؤدي إلى مشكلة الحول.
يجب الانتباه للأعراض التالية:
* يقوم الطفل بالتحديق أو إمالة رأسه لرؤية الأشياء بشكل أفضل.
* إجهاد العين السريع أو الشكوى من الصداع.
* مشاكل مع الألعاب النشطة أو الكرة.
إذا لاحظتِ على الأقل واحدة من هذه العلامات لدى طفلك، فلا تؤخري زيارة طبيب عيون الأطفال المتخصص، الجدير بالذكر أن نمو بنية عين الطفل يستمر حتى سن 18 عامًا.
التشخيص الصحيح للحول
عند تشخيص الحول، من المهم تحديد سبب حدوثه، حيث يؤثر ذلك بشكل مباشر في اختيار طريقة العلاج. عيادة كريستال فيجن للعيون المتخصصة لديها الأساليب والمعدات اللازمة للتشخيص الدقيق، على سبيل المثال، إذا نشأ الحول بسبب أمراض الجهاز العصبي المركزي، فلن يكون علاج العيون وحده كافياً – هناك حاجة إلى وضع خطة علاج شاملة.
حتى لو كانت المشكلة في الجهاز البصري فقط، فهناك العديد من العوامل التي تسهم في تطورها، لذلك يجب أن يكون التشخيص شاملاً ويتضمن فحص الألياف العصبية وتقييم قدرة الخلايا داخل العين على إدراك الصور.
علاج فعال للحول عند الأطفال
من المهم البدء في علاج الحول في أقرب وقت ممكن. في عيادة كريستال فيجن للعيون، حققنا نتائج فريدة من نوعها بالعلاج في الوقت المناسب – في 98 % من الحالات، تمكنا من القضاء على هذا المرض تمامًا! إذا تأخر العلاج، فقد يكون غير فعال؛ علاوة على ذلك قد تعود المشكلة.
العلاجات التحفظية
اعتمادًا على الحالة المحددة، نستخدم في عيادة كريستال فيجن للعيون طرقًا جراحية والطرق غير الجراحية. والهدف من العلاج التحفظي هو القضاء على ضعف البصر واستعادة القدرة على الرؤية المزدوجة، لا يمكن إعادة العينين إلى وضعها الطبيعي إلا عن طريق الجراحة.
يستخدم العديد من أطباء العيون طريقة إغلاق إحدى العينين بأداة إغلاق خاصة لفترة زمنية معينة. ولا تكون هذه الطريقة فعالة إلا في المراحل الأولية من الحول؛ وفي أغلب الحالات تكون غير مجدية وتسبب الإزعاج للطفل.
نحن نستخدم الإغلاق فقط في المرحلة الأولية من العلاج لتنشيط عمل العين المنحرفة، إلا أن هذا لا يكفي لتصحيح الرؤية بشكل كامل.
ونظرا لوجود ضعف بصري آخر مع الحول عند الأطفال، فمن المهم استخدام نهج شامل للعلاج للقضاء على جميع المشاكل المصاحبة.
العلاج الجراحي
يتطلب الأمر التدخل الجراحي في 95 % من حالات الحول، ومن الأفضل إجراؤه قبل سن الثالثة؛ وفي بعض الأحيان تجرى الجراحة حتى للأطفال بعمر ثمانية أشهر. في عيادة كريستال فيجين للعيون، لدينا 12 طريقة مختلفة لجراحة تصحيح الحول، والتي يتم اختيارها بشكل فردي لكل مريض.
لقد قمت بتطوير طريقة فريدة تسمى « StraboSoft »، والتي تسمح بالحساب الدقيق لكل خطوة من الخطوات العملية، مع مراعاة المعايير الفردية للمريض – زاوية الحول وحدة البصر – بدقة تصل إلى أعشار المليمتر. وهذا يضمن نتائج ممتازة ويقلل من مخاطر المضاعفات.
لا داعي للخوف من التدخل الجراحي، بشرط أن يتم إجراؤه في عيادة متخصصة للأطفال باستخدام جراحة الموجات الراديوية – فهذا يقلل من صدمة مقلة العين ويعزز التعافي السريع للمرضى.
MENAFN13012025000055011008ID1109086389