(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
يعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، ونظرا إلى انتشاره عالميا بات أكثر الأمراض بحثاً وأصبح تشخيصه وعلاجه أولوية ووجهة العديد من العلماء والباحثين. ولا شك أن خزعة الثدي هي الطريقة الأكثر دقة حتى الان للتشخيص ولكن المرضى كان لديهم دائما تحفظات نتيجة لما تسببه من الم ومع ظهور تقنية ايلاستوجرافي الجديدة أصبح هناك أمل في أن يتقلص دور الخزعة في التشخيص. في المقال التالي يوضح الدكتور محمد عابد اختصاصي الاشعة التشخيصية بمركز الخليج الطبي والسكر تقنية ايلاستوجرافي وأهميتها في تشخيص مرض سرطان الثدي.
تقنية ايلاستوجرافي هي إحدى طرق التصوير بالموجات فوق الصوتية التي يتم من خلالها قياس مرونة الأنسجة اللينة في جسم الإنسان، مما يقلص من حاجتنا إلى أخذ عينات حية من الأنسجة سواء بالطرق التقليدية أو الحديثة وقد لجأ الأطباء لاستخدام هذه التقنية لما تتمتع به من ميزات، فهي تعد طريقة تشخيص بسيطة غير جراحية، كما أنها لا تحتاج إلى تخدير، ولا تسبب للمريض أدنى شعور بالألم حيث يستغرق هذا الفحص دقائق معدودة، وتُعد كلفته متوسطة مقارنةً بكلفة سحب عينة من الجسم. كما أنه لا يسبب آثارا جانبية. ونتيجة الفحص تظهر في الحال، مما يساعد الطبيب على اتخاذ القرار المناسب للمريض والبدء في خطوات العلاج.
وقد نجحت هذه الطريقة في الكشف عن تليف الكبد؛ فبالإضافة إلى اختبارات الدم
ظلت خزعة الكبد لفترة طويلة هي الطريقة التقليدية المتبعة لتقييم حالة الكبد ونظرا الى المضاعفات الخطيرة التي يمكن ان تحدث (مثل النزيف) من وقت لآخر اتجه الأطباء لاستخدام تقنية ايلاستوجرافي الجديدة وأصبحت الخزعة غير ضرورية للتشخيص في أغلب حالات تليف الكبد، بل يمكن متابعة مسار المرض وبدون ألم عن طريق إجراء الفحص على فترات يحددها الطبيب كما يمكن استخدامها لمراقبة فعالية العلاج في العديد من الحالات (المتابعة مع الخزعات المتكررة ليست منطقية وغير مناسبة). ومع التقنية الجديدة يتم تشخيص درجة التيبس ونسبة الألياف بدقة ممتازة مما يسمح لمتخصصي الأشعة أن يصلوا الى التشخيص الصحيح والمناسب للحالة بدون الحاجة لأخذ عينة حيث يتنبأ بتلف الكبد (خاصة التليف المتقدم) بدرجة عالية من الدقة عن طريق قياس درجة صلابة (مرونة) الكبد بمساعدة أطراف الماسح الضوئي الخاصة بجهاز الموجات فوق الصوتية دون اللجوء الى خزعة الكبد.
تعتمد فكرة التقنية الجديدة على ارسال تردد منخفض عبر محول الطاقة بالموجات فوق الصوتية إلى أنسجة العضو المراد فحصه فتتولد بداخلها موجة مستعرضة (موجة القص)، حيث يرتبط معدل انتقال الموجة بمرونة الأنسجة التي تمر من خلالها. ومع تلف أو تيبس الأنسجة، تزداد سرعة انتشار الموجة، ويتم تحديد هذه السرعة بواسطة الكاشف (الماسح الضوئي) ومن ثم يمكن استخدامها أيضاً في حالات تشخيص وفحص الألياف السرطانية أو الكتل الخبيثة من دون اللجوء إلى أخذ خزعة أو عينة منها بحيث يتم فحص الثدي مثلا بشكل مريح بدون ألم ومن دون الحاجة إلى الطرق التداخلية.
بشكل عام يتكون أي ورم في الجسم من خلايا وألياف غير اعتيادية تختلف في تركيبها عن الأنسجة الطبيعية مما يجعلها تشكل نسيجا صلبا وغير مرن (يابس) ليظهر في الجسم على شكل كتل صلبة ويابسة، وهذه الكتل تكون حميدة أو خبيثة ولكن الكتل السرطانية قد تظهر بشكل أقل مرونة وأكثر صلابة من غيرها ومن ثم يمكن تشخيص المرض وتحديد نوعه عن طريق تشخيص التغيرات في الألياف الناتجة عن الإصابة.
ومن المعروف أثناء الفحص السريري أن وجود كتل صلبة ومحكمة يمكن أن يكون أحد دلائل مرض السرطان، ولكن حتى نصل الى التشخيص السليم قد نحتاج الى عمل فحوصات أخرى ومع تطبيق ايلاستوجرافي يمكن قياس مدى مرونة الأنسجة وصلابة الكتل الموجودة بها ومن ثم يقوم بتشخيص حالات السرطان حيث يمكن استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية من خلال التقنية الجديدة لتحديد درجة مرونة أنسجة الثدي أو تيبسها.
إذن هل يتقلص دور الخزعة في تشخيص أورام الثدي في ظل استخدام تطبيق ايلاستوجرافي الجديد بتقنية المتقدمة وقدرته على قياس مرونة الجزء المراد فحصه في وقت قصير وبالتالي تحديد درجة تيبس الأنسجة بطريقة سريعة وغير مؤلمة وبدون مجهود ومن دون أي تدخل للجسم.
هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثير من المختصين والمهتمين بتشخيص أورام الثدي وعلاجه.
MENAFN13012025000055011008ID1109086388
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.