(
MENAFN- Alghad Newspaper)
هشال العضايلة
الكرك- خلافا للمواسم الأخيرة لمزارعي الخضار والفواكه بالأغوار الجنوبية التي شهدت تعرضهم لخسائر مالية كبيرة بسبب تدني الأسعار للمنتجات منذ بداية إنتاجهم وحتى نهاية الموسم، يأتي الموسم الحالي مغايرا تماما ومبشرا بتحسن أحوالهم مع استقرار الأسعار على مستويات جيدة، بحسب العديد من المزارعين.
ويأتي تحسن الأسعار مع بداية الإنتاج نهاية العام الماضي، مترافقا مع بوادر فتح الأسواق السورية والتركية واللبنانية أمام المنتجات الزراعية الأردنية، خصوصا في الفترة الحالية التي تشهد كثافة الإنتاج لمختلف مناطق الأغوار الجنوبية.
ومنذ بداية الموسم، ما تزال أسعار الخضار المختلفة، لا سيما المحصول الأكثر إنتاجاً وزراعة بالغور الجنوبي وهو البندورة، مستقرة عند أسعار تصل إلى دينارين وأحياناً أكثر للصندوق، وهو سعر ما كان يصل إليه صندوق البندورة في هذه الفترة من المواسم الأخيرة، ناهيك عن أسعار الخضار الأخرى والتي من المتوقع أن تبقى جيدة لفترة طويلة، خصوصا مع فتح باب التصدير للخارج.
ويعول مزارعون بالأغوار الجنوبية، على البدء بالتصدير إلى السوق السوري الذي كان يستوعب كميات كبيرة من المنتجات الزراعية بالأغوار الجنوبية خلال هذه الفترة من كل موسم، وتترافق هذه الظروف الخارجية مع بدء الإنتاج الزراعي بالأغوار الجنوبية المعد للتصنيع، مع بدء العمل في المصانع الزراعية التي أنشأتها وزارة الزراعة لاستيعاب فائض الإنتاج الزراعي بالأغوار الجنوبية وفقا للزراعات التعاقدية مع المزارعين بالمنطقة.
ومن المتوقع أن تستوعب المصانع الزراعية في الأغوار الجنوبية، التي تستعد لبدء الإنتاج بعد أن انتهت تسوية جميع المعيقات الفنية التي أدت إلى توقف الإنتاج لموسم كامل، ما كميته 125 ألف طن من الخضراوات المختلفة من إنتاج مزارع الأغوار الجنوبية.
كما يأتي قرار مجلس الوزراء قبل أربعة أشهر بدعم زراعة البندورة ودعم صادراتها وتصنيعها، إضافة نوعية للمزارعين في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض أسعار محصول البندورة وتكبدهم خسائر كبيرة.
وكان بيان لوزارة الزراعة، أكد أن مجلس الوزراء قد وافق على تنسيب وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، بدعم صادرات البندورة بواقع 50 ديناراً للطن المعد للتصدير، و50 ديناراً لمصانع البندورة عن كل طن تصنيع، بدعم إجمالي يقدر بمليون دينار من مخصصات صندوق المخاطر، ويستهدف 20 ألف طن من محصول البندورة.
ويؤكد مزارعون، أن كل تلك الإجراءات تساهم في تحسين أسعار الخضار ووقف التدهور الكبير في أسعار الخضار الذي يلاحق المزارعين من سنوات عديدة ويكبدهم خسائر مالية كبيرة، وبحيث تبقى الأسعار ضمن النطاق المعقول.
ومنذ بداية الموسم وحتى الآن، ما تزال أسعار الخضار مناسبة وهي في حدود ثلاثة دنانير إلى دينارين لصندوق البندورة، ويعد سعر صندوق البندورة معيارا لجودة الموسم، في حين كانت الأسعار للخضار في مثل هذا الوقت من موسم العام الماضي تدنت بشكل كبير، ووصلت إلى مستويات أصبح فيها جمع المحصول وتوريده إلى الأسواق المركزية مكلفا وغير مجدٍ، وأدى إلى تعميق الخسائر المالية، حيث بلغ سعر صندوق البندورة الذي يزن تقريباً 9 كغم نصف دينار، والباذنجان يباع بسعر نصف دينار، وكيلو البصل يباع بحوالي 20 قرشاً، وصندوق الكوسا بدينار، وغيرها من أصناف الخضار والفواكه الأخرى التي تحتاجها الأسر تباع بأسعار متدنية جدا.
وتراجعت كميات الإنتاج للبندورة الموسم الماضي إلى حوالي 55 ألف طن بعد تخفيض المساحات الزراعية بالبندورة إلى حوالي 10 آلاف دونم فقط من إجمالي مساحة وصلت إلى 30 ألف دونم في المواسم السابقة.
ورغم تراجع المساحات للأراضي التي تزرع بمختلف أنواع الخضار، إلا أن الأسعار لم تعاود الصعود لنهاية الموسم، حيث تشير إحصائيات مديرية زراعة الأغوار الجنوبية إلى أن الموسم الماضي شهد انخفاضاً في مساحات الأراضي الزراعية التي زرعت بمحصول البندورة قياساً مع مواسم سابقة، إذ زرع ما مساحته 9200 دونم فقط لصالح محاصيل أخرى مثل البصل 5650، الثوم 1600، الحمص 1350، الباذنجان 1100، والفلفل الحار 900، الفاصولياء 1250، الفول 650، الكوسا 480، الذرة 1100، ما يؤدي إلى توريد كميات مناسبة للسوق تبقى الأسعار جيدة.
وقال المزارع ياسر الموصلي، إن أسعار المنتجات الزراعية من الخضار والفواكه مع بداية الموسم الحالي، ما تزال جيدة ولم تتراجع كما الحال في المواسم السابقة، لافتا إلى أن الأسعار، خصوصا للبندورة ما تزال عند مستويات مقبولة للمزارعين وللسوق المحلي والمستهلكين.
وبين الموصلي، أن أسعار الصندوق من البندورة في حدود دينارين وحتى دينار جيدة مع استمرار واستقرار السعر بهذا المستوى مع بدء التصدير إلى سورية والخارج، مشيرا إلى أن آمال المزارعين معقودة على بدء التصدير للأسوق السورية والتركية واللبنانية وغيرها بعد أن كانت مقفلة أمام التصدير لسنوات طويلة ما أعاق تسويق المنتجات الزراعية وأدى للانهيار بالأسعار.
وأشار المزارع إبراهيم النواصرة من غور الحديثة، إلى أن أسعار الخضار في بداية الموسم الحالي جيدة وسوف تسهم في تحسن موسم المزارعين ووقف خسائرهم المستمرة من سنوات، مؤكدا أن هناك بدايات مبشرة في انتهاء مسلسل الخسائر من خلال استيعاب السوق المحلي لكميات جيدة من الخضار بأسعار مناسبة للمزارعين.
وكان وزير الزراعة خالد الحنيفات، وقع العام الماضي اتفاقية مجمع الصناعات الغذائية الزراعية مع مستثمرين لإنشاء ثلاثة مصانع زراعية في الأغوار الجنوبية، وهي مصنع مركزات البندورة، ومصنع تجفيف الخضار، ومصنع لتجميد الخضار بكلفة مالية تقدر بمليوني دينار.
وقال الحنيفات حينها إن إنشاء المصانع الزراعية يهدف إلى زيادة القيمة المضافة للمنتجات الزراعية الأردنية، واستيعاب الفائض من الإنتاج، والوصول إلى زراعات تعاقدية تخدم المزارعين، وتوفر المنتج المناسب للمصانع. إذ ستعمل على توفير فرص تشغيلية كبيرة لأبناء المنطقة، إضافة إلى فتح الأسواق المحلية والعالمية للمنتج المحلي، وخلق بيئة تنافسية تخدم القطاع الزراعي وتطوره.
ووفق مديرة زراعة الأغوار الجنوبية، المهندسة رائدة المعايطة، فإن الموسم الحالي يشهد بداية جيدة ومبشرة للمزارعين بوجود أسعار مناسبة لهم، خصوصاً مع وجود عملية تحديد للمحاصيل الزراعية التي تزرع وبمساحات مناسبة حرصا على عدم إغراق السوق بكميات فائضة عن حاجة السوق.
وأشارت المعايطة، إلى أن هناك بوادر جيدة بوجود إمكانية للتصدير من المنتجات الزراعية خلال الفترة الحالية وهي فرصة للمزارعين، مؤكدة أن مشروع الزراعات التعاقدية بين المصانع والمزارعين يشكل جزءا مهما من عملية الإنتاج، بحيث يتم وفق المشروع إنتاج زراعات معينة لصالح المصانع وفق اتفاقية طوال الموسم يلتزم بها كلا الطرفين، إذ تهدف توجهات الحكومة بشأنه إلى أن يكون المشروع طوق نجاة يخرج القطاع من حالة التراجع، ويوفر فرص عمل لمئات الشبان المتعطلين، ويستوعب كذلك مختلف الزراعات التي تعاني اختناق التسويق طوال فترة الموسم.
MENAFN09012025000072011014ID1109074012