Friday, 03 January 2025 08:48 GMT



العالم في 2024.. انتخابات تاريخية وتوترات عاصفة وتحركات متزايدة للتكتلات الدولية

(MENAFN- Kuwait News Agency (KUNA)) (تقرير اخباري)

الكويت - 31 - 12 (كونا) -- شهد العام 2024 الذي شارف على الانتهاء أحداثا مهمة تركت بصمات عميقة على المشهدين الإقليمي والدولي أبرزها عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم بالولايات المتحدة بعد فوزه بالانتخابات الرئاسة في 5 نوفمبر واستمرار الحرب الروسية - الأوكرانية قبل أن يعود الملف النووي الإيراني إلى الواجهة بقوة. وألقت أحداث 2024 بظلالها على مسارات المستقبل السياسي والاقتصادي والأمني للعالم ومنظوماته الأممية بعدما أنتجت سلسلة من الانقسامات واسعة النطاق وتشابكا متزايدا للأزمات ينذر بمرحلة جديدة من التحولات العالمية بالغة الدقة.
وفي الملف النووي الايراني اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا يطالب طهران بالإفصاح الكامل عن أنشطتها النووية كما يعرب عن القلق إزاء "عدم شفافية" برنامجها النووي بعدما طالبتها الوكالة سابقا بتقديم تفسيرات بشأن رصد آثار لجزيئات اليورانيوم في ثلاثة مواقع لم يسبق لطهران الإعلان عنها فيما ردت طهران على هذه الخطوة بتشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة ومتطورة في أنشطتها النووية وزيادة قدراتها في مجال تخصيب اليورانيوم "بشكل ملحوظ".
وهددت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإمكانية اللجوء إلى آلية الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 التي تسمح بإعادة فرض عقوبات على طهران بعدما قامت الأخيرة بزيادة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى "مستويات غير مسبوقة" من دون "أي مبرر مدني موثوق به" محذرة من أن هذا المخزون "يمنح" طهران القدرة على أن تنتج بسرعة كافية ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع أسلحة نووية عدة.
كما قالت الأمم المتحدة إن الوكالة الذرية تقدر أن المخزون الإجمالي لليورانيوم المخصب في إيران يزيد بمقدار 32 مرة تقريبا على الكمية المسموح بها وفق الآلية مؤكدة "مثل هذا المخزون من اليورانيوم المخصب ومستوى التخصيب يثيران القلق البالغ".
كما طغى على ذاكرة العام التصعيد العسكري الذي أفرز مواجهات غير مسبوقة تاريخيا في مقدمتها الضربات العسكرية المتبادلة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وتفجر العمليات العسكرية في البحر الأحمر إلى جانب استمرار تصاعد حدة التوتر بين الكوريتين الشمالية والجنوبية بالتزامن مع تزايد نذر الحرب بين تايوان والصين.
كما توسع الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا لا سيما في أعقاب القرار الأمريكي بالسماح للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ تكتيكية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية فيما رد الجانب الروسي بتوقيع مرسوم رئاسي لتعزيز سياسة الردع النووي بما يحمله من أبعاد استراتيجية على قواعد الردع العالمية وكذلك إطلاق روسيا صاروخا (فرط صوتي جديد) للمرة الأولى على أوكرانيا بالتزامن مع دخول قوات من كوريا الشمالية إلى الجبهة إلى جانب روسيا.
وعلى أمد عام كامل تحركت التكتلات الدولية مدفوعة بتعقيدات المشهد العالمي إذ عملت دول عدة على تعزيز تحالفاتها الاستراتيجية وتوسيع امتداداتها السياسية وبناء مصدات لوجستية في مواجهة التحديات المتزايدة.
وخطا حلف شمال الأطلسي (ناتو) خطوة توسعية بانضمام دولة السويد لتصبح العضو الـ 32 في الحلف فيما تسارعت وتيرة اتفاقيات التعاون العسكري في مجالات الدفاع والتدريب المشترك والتنسيق في الصناعات العسكرية بين عدد من الدول شملت اتفاقيات بين الهند وفرنسا وبين ألمانيا وبريطانيا وبين تركيا والعراق وبين استراليا واندونيسيا.
كما جرى إطلاق استراتيجيات جديدة للتعاون الأمني والدفاعي وتنفيذ مناورات مشتركة هي الأولى من نوعها أبرزها المناورة البحرية بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والفلبين ببحر الصين الجنوبي وأخرى بين إيران وروسيا في بحر قزوين.
وفتحت التوترات العالمية الاستثنائية باب سباق التسليح على مصراعيه الذي توزع بين عقد صفقات عسكرية وتصنيع الطائرات المقاتلة والمسيرات العسكرية إضافة إلى إجراء دول تجارب ناجحة في إطلاق صواريخ بعيدة المدى وإطلاق أقمار اصطناعية قادرة على رصد الصواريخ الباليستية والفرط صوتية وتتبعها.
وأفرزت أحداث العام مواقف دولية غير مسبوقة رسمية وشعبية كان أبرزها مثول إسرائيل لأول مرة في تاريخها أمام محكمة العدل الدولية وإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت إضافة إلى إحياء الاعتراف بدولة فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 بمبادرة عدد من الدول مثل سلوفانيا وإسبانيا وأيرلندا والنرويج بإعلان اعترافها بفلسطين.
وانعقدت قمم تاريخية لأول مرة منها القمة الثلاثية بين قادة الولايات المتحدة واليابان والفلبين في إبريل الماضي والقمة الخليجية الأوروبية الأولى بمشاركة 33 من قادة مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي إضافة إلى أول قمة للطاقة النووية على الإطلاق التي انطلقت في بروكسل مارس الماضي.
كما برزت جملة ضغوط على الاقتصاد العالمي بعد تعافيه الهش في أعقاب جائحة (كوفيد 19) إذ أحدثت إشكاليات تتعلق بسلاسل الإمداد وانخفاض معدلات السياحة وخفض توقعات نمو اقتصاديات الشرق الأوسط بالإضافة إلى الضغط المتزايد على الأمن الغذائي في دول متعددة حول العالم.
وتوقدت التنافسية العالمية على الصعيد الاقتصادي مع تأثر خريطة القوى الاقتصادية الدولية التي تضم شركاء متنافسين بالتزامن مع التعثرات المتزايدة لأقطاب الاقتصاد العالمي حيث استمر تعثر اقتصاد الصين التي تمثل ثاني أكبر اقتصاد في العالم مقابل استنزاف متزايد للموارد الاقتصادية والمالية لأمريكا والغرب على خلفية اتساع دوائر الصراعات العسكرية المنخرطة فيها.
وخيمت التقلبات على بورصات العالم بالتزامن مع توسع بعض الدول في عقد الاتفاقات والتفاهمات الاستثمارية والاقتصادية بعدما استحوذت اقتصاديات الطاقة بمختلف أنواعها إضافة إلى اقتصاد الذكاء الاصطناعي على نصيب وافر من الاهتمام العالمي.
وتذبذبت أسعار النفط العالمية على أمد عام كامل صعودا أو هبوطا بسبب التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط فيما تجاوزت أسعار الذهب مستويات غير مسبوقة تاريخيا.
ويعد 2024 عام انتخابات بامتياز إذ شهد إجراء انتخابات مختلفة في عشرات الدول التي يصل تعداد سكانها مجتمعة إلى أكثر من أربعة مليارات نسمة أي نحو نصف سكان الكرة الأرضية منها الدول الثلاث صاحبة التأثير الأساسي في حرب روسيا وأوكرانيا وهي الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.
وأسفرت انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت في الخامس من نوفمبر 2024 عن فوز وصف بالتاريخي للرئيس دونالد ترامب الذي عاد إلى سدة الحكم حاملا معه حزمة تكهنات عن التأثير المرتقب للسياسة الأمريكية الجديدة على التوازنات السياسية والعسكرية.
وتعرضت أنحاء متفرقة حول العالم إلى هزات وتحولات ديموقراطية تمثلت في صعود أحزاب وتيارات سياسية وخسارات تاريخية لأخرى ومغادرة أقطاب في السلطة لمواقعها.
وفي هذا الإطار تعرض حزب المحافظين البريطاني إلى ضربات انتخابية متلاحقة انتهت إلى إعلان فوز حزب العمال بالانتخابات التشريعية بحصوله على أغلبية مقاعد مجلس العموم كما تعرض حزب المؤتمر الوطني الافريقي (الحزب الحاكم) لخسارة في الانتخابات التشريعية في جنوب إفريقيا للمرة الأولى منذ 30 عاما.
في المقابل شهدت فرنسا تصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية متقدما على معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون وذلك في أعقاب مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف احتجاجا على تصدر اليمين الانتخابات التشريعية في جولتها الأولى.
ولأول مرة منذ العام 1962 تشهد فرنسا حجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه في الجمعية الوطنية بتصويت 331 نائبا لمصلحة مذكرة حجب الثقة.
كما شهدت كوريا الجنوبية توترات أعقبت قرار الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بفرض الأحكام العرفية والذي تراجع عنه بعد تصويت البرلمان الكوري على منعه.
وعزل البرلمان الكوري الجنوبي الرئيس يون سوك يول قبل أن يعزل رئيس الجمهورية بالوكالة هان داك-سو في فصل جديد من أزمة سياسية تعصف بالبلاد منذ محاولة فرض الأحكام العرفية.
وفي برلين أعلن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير حل البرلمان وحدد رسميا 23 فبراير المقبل موعدا للانتخابات المبكرة بعد انهيار الائتلاف الحكومي وحجب الثقة عن حكومة المستشار أولاف شولتس إثر خلافات داخلية بشأن كيفية إنعاش أكبر اقتصاد في أوروبا بالإضافة إلى احتدام الجدل بشأن الأمن والهجرة.
وسجلت المرأة حول العالم حضورا لافتا على الصعيد السياسي في عدد من دول العالم حيث أصبحت كلاوديا شينباوم أول سيدة تفوز برئاسة المكسيك في تاريخ البلاد فيما كانت رايتشل رييفز أول امرأة تتولى حقيبة الخزانة في بريطانيا في تاريخ المملكة المتحدة إضافة إلى انتخاب برلمان تايلند مرشحة الائتلاف الحاكم بيتونجتارن شيناواترا رئيسة للوزراء لتكون أصغر رئيسة وزراء في تاريخ البلاد.
وعمقت التوترات حول العالم من أزمة الهجرة واللجوء حيث شهدت ألمانيا تسجيل أعلى طلبات لجوء منذ عام 2016 وسجلت بريطانيا أرقاما قياسية في أعداد الهجرة غير الشرعية وذلك بالتزامن مع شروع دول في اتخاذ إجراءات وإقرار قوانين غير مسبوقة منها مصادقة البرلمان الأوروبي على حزمة تعديلات واسعة النطاق لنظام الهجرة واللجوء ضمن دول التكتل في محاولة للحد من تدفق اللاجئين.
كما أدى تصاعد التوترات على أمد عام 2024 إلى مزيد من الاحتجاجات السياسية والإجراءات الدبلوماسية المتبادلة بين بعض الدول شملت استدعاء وسحب سفراء وطرد دبلوماسيين وفرض عقوبات وقيود على شركات وأشخاص.


وتوالت أحداث العنف والتفجيرات والهجمات المسلحة في مناطق عدة حول العالم إذ راح ضحيتها مدنيون وعناصر شرطة وشملت دولا عدة منها إيران وباكستان وروسيا.
كما قتل نحو 38 شخصا في تحطم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية خلال القيام برحلة بين باكو وغروزني وعلى متنها 67 راكبا فيما لقي 176 شخصا مصرعهم في حادث تحطم طائرة الركاب في مطار (موأن) الدولي جنوب غرب كوريا الجنوبية والتي كان على متنها 181 شخصا.
وشهد عام 2024 كذلك عددا من الكوارث الطبيعية غير المسبوقة في أنحاء متفرقة حول العالم منها أعاصير وعواصف وفيضانات وحرائق غابات وزلازل خلفت مئات الضحايا وأحدثت خسائر مادية فادحة حيث طاولت دولا عدة منها باكستان والصين والولايات المتحدة وأفغانستان وتركيا واندونيسيا والهند.
وكان للوجه الإنساني حضور لافت في سجل العام إذ لم يخل من موجات من المساعدات الإنسانية التي أنفق العالم خلالها مليارات الدولارات من المساعدات للدول المنكوبة والمتضررة من الكوارث والأزمات والصراعات.
وبينما تسارعت وتيرة الدفع العالمي للتحول التكنولوجي وتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي شهد عام 2024 تعرض أنظمة المعلومات والخدمات التشغيلية في قطاعات حيوية ومرافق خدمية حول العالم لأعطال كبيرة حول العالم نتيجة العطل التقني في النظام العام لشركة (مايكروسوفت).
وأفادت وزارة الخزانة الأمريكية في رسالة موجهة إلى الكونغرس بأنها تعرضت لعملية قرصنة سيبرانية "كبيرة" من قبل جهة فاعلة ترعاها الصين أدت إلى اختراق بعض محطات العمل الخاصة بها بالإضافة إلى وثائق غير سرية.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرارا هو الأول من نوعه بشأن الاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي المأمونة والموثوقة لأغراض التنمية المستدامة وسد الفجوات الرقمية في هذا المجال بين البلدان وداخلها كما وافق البرلمان الأوروبي على أول قانون ينظم ويقيد استخدام الذكاء الاصطناعي.
وواصل العالم خلال العام الماضي سبر أغوار الفضاء حيث أطلقت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) أول رحلة فضائية تهدف إلى الهبوط على سطح القمر للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عاما وأطلقت إيران ثلاثة أقمار اصطناعية للأبحاث دفعة واحدة إلى الفضاء في حين أعلن عن عودة المسبار القمري الصيني (تشانغ اه - 6) إلى الأرض حاملا أول عينات في العالم يتم جمعها من الجانب البعيد للقمر.
كما شهد عام 2024 إنجازات علمية طبية شملت إعلان مركز الأبحاث الروسي لعلم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية (فيكتور) عن ابتكار لقاح وتوفيره للوقاية من مرض (جدري القروض) وإجازة الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية استخدام أول دواء لعلاج مرض الزهايمر (ليكانيماب) في مراحله الأولية في بريطانيا وإجازة علاج جديد للمرض المناعي النادر متلازمة دلتا كيناز 3-فوسفواينوزيتيد المنشط (ايه.بي.دي.اس).

وبينما يوشك العام على الانتهاء أعلن مركز كارتر وهو منظمة غير حكومية وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2002 عن عمر ناهز 100 عام. (النهاية)

س ت ا ر /

MENAFN31122024000071011013ID1109044404


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.