Friday, 10 January 2025 05:24 GMT



وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها على الصحة العقلية

(MENAFN- Alghad Newspaper)



أظهرت دراسة جديدة أن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لفترات طويلة، ليس له أي ارتباط يذكر بمؤشرات الصحة العقلية مثل الاكتئاب، القلق والتوتر.
وكشفت دراسة أخرى، نشرت مؤخرا، أن الرجال يخاطرون بتطور هواجس غير صحية بشأن اللياقة البدنية إذا أولوا أهمية كبيرة للإعجابات والتعليقات، وفقا لما نشره موقع New Atlas، وموقع "العربية نت".
وفي مجتمع اليوم سريع الخطى، نال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي نصيبه العادل من الانتقادات. على مر السنين، خلصت الدراسات إلى أن التعرض المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يبقي الأشخاص مستيقظين ويصيبهم بالاكتئاب وربما يغير أدمغة الأطفال.
لكن كان هناك رأي مختلف لباحثين من كلية الصحة السكانية بجامعة كيرتن في أستراليا، يمكن أن يعيد بعض التألق إلى وسائل التواصل الاجتماعي. ففي دراسة جديدة، توصلوا إلى علاقة قليلة أو معدومة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي ومؤشرات الصحة العقلية مثل الاكتئاب، القلق والتوتر.
وقال كلوي جونز، الباحث الرئيسي في الدراسة: "إنه عند الرغبة في اتخاذ قرارات مستنيرة في هذا المجال، يجب أن يستند ذلك إلى بيانات عالية الجودة، ويظهر البحث أنه بشكل موضوعي عند قياس الوقت الذي يقضيه الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن التأثيرات تكون ضئيلة أو غير موجودة".
ونظرا إلى أن مواقع الشبكات الاجتماعية المختلفة تقدم محتوى متنوعا وميزات وتفاعلات خاصة بالمنصة، فقد فحص الباحثون بشكل منفصل العلاقة بين الاضطراب النفسي والمنصات الأكثر استخداما وهي "فيسبوك"، "إنستغرام"، "سناب شات"، "تيك توك" و"إكس" (تويتر سابقا). ونظروا أيضا في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على التحكم في الانتباه أو القدرة على تخصيص الاهتمام طوعا لمحفزات معينة مع تجاهل الانحرافات.
وشارك في الدراسة 425 متطوعا. وشملت العينة نسبة 74.7 % من الإناث، وكان متوسط أعمارهن يزيد قليلا على 22 عاما. وبدلا من الاعتماد على التقارير الذاتية، قام الباحثون بقياس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل موضوعي، من خلال فحص الوقت الذي قضاه المشاركون في استخدام منصات "فيسبوك"، "إنستغرام"، "سناب شات"، "تيك توك" و"إكس" على هاتف ذكي شخصي على مدار أسبوع واحد.
واستخدم الباحثون مقياس الاكتئاب، القلق والتوتر DASS-21، وهو مجموعة من ثلاثة مقاييس للتقرير الذاتي، لقياس الحالات العاطفية للاكتئاب، القلق والتوتر وقياس الضيق النفسي العام للمشاركين. تم قياس التحكم المتعمد من خلال مهمة مضادة للسقوط. في هذه المهمة، يجب على المشاركين قمع الرغبة الانعكاسية في النظر إلى هدف بصري يظهر فجأة في الرؤية المحيطية ويجب عليهم بدلا من ذلك، النظر بعيدا في الاتجاه المعاكس. بعبارة أخرى إنها حركات سريعة ومتشنجة للعينين لإعادة وضع خط الرؤية على كائن جديد مثير للاهتمام.
وعندما قارن الباحثون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع مستويات الاكتئاب، القلق، التوتر والتحكم في الانتباه لدى المشاركين، توصلوا إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان مرتبطا بشكل ضعيف جدا بالقلق ولم يرتبط بالاكتئاب أو التوتر. واكتشف الباحثون ارتباطا إيجابيا ضعيفا بين الاستخدام والتحكم في الانتباه، مما يشير إلى أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان مرتبطا بتركيز أفضل قليلا.
وقال باتريك كلارك، عالم النفس السريري والمحاضر في علم النفس في جامعة كيرتن والباحث الرئيسي في الدراسة: "إنه على الرغم من أن جميع الارتباطات كانت ضعيفة في أحسن الأحوال، فقد توصلت الدراسة إلى أن منصات مختلفة سجلت تأثيرات مختلفة". في حين شهد استخدام "فيسبوك" ارتباطا بسيطا بالضيق بين المستخدمين، إلا أنه تمت ملاحظة سيطرة أفضل على الانتباه بين مستخدمي "تيك توك"، وعلى الرغم من الأخذ في الاعتبار أن مستخدمي تيك توك "ربما يكونون أصغر سنا فقط، ولكن حتى عند الأخذ في الاعتبار العمر، كان هذا الارتباط ما يزال موجودا". وأوضح الباحثون أن النتائج لا تشير إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي غير ضار أو ليس له أي تأثير على الصحة العقلية. إنهم يفهمون أن العلاقة بين الإثنين علاقة معقدة.
وقال جونز: "على سبيل المثال، يمكن أن يكون الاتصال بمجتمع داعم عبر الإنترنت بمثابة شريان حياة للأشخاص الذين يعيشون في عزلة، ولكن ساعات من تصفح المؤثرين على "إنستغرام"، ربما تكون غير مفيدة حقا إذا كانت لدى الشخص مخاوف بشأن صورة الجسم".
وقال لويجي دوناروما، خريج علم النفس بجامعة سازرن أستراليا والباحث الرئيسي في الدراسة: "لقد ركزت الأبحاث السابقة إلى حد كبير على النساء، لكننا نرى الآن أن الرجال معرضون أيضا لضغوط المثل العليا للجسم عبر الإنترنت"، مشيرا إلى أن "خلل التشوه العضلي هو قضية ناشئة، وتظهر الدراسة أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد منصات لمشاركة المحتوى، وإنما هي مصادر قوية للتحقق الاجتماعي الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على كيفية إدراك الشباب لأجسادهم."
ويقول الباحثون: "إن النتائج التي توصلوا إليها تسلط الضوء على الحاجة إلى وعي أكبر بالمخاطر النفسية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

MENAFN27122024000072011014ID1109035508


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية